الأسير “نفاع” انتزع حق تعليمه من السجان بقوة

ياسمين عنبر – مرسلة وكالة معراج في قطاع غزة

لا يمل والد الأسير “عزمي نفاع” من الحديث عن ابنه “عزمي”، وأن يصف التشوه الذي تركه الاحتلال في وجهه للرسامين كي يرسموا له صورة لابنه بعد أن غيب خلف جدران الزنازين.

كان رفض “سهل نفاع” والد الأسير “عزمي” من الحديث أحيانًا لأنه كان يرى أن وضع عزمي الصحي لا تصفه أبجديات أبدًا.

هو ابن أزقة جنين، الشاب العشريني الذي جال وصال في جنين، ليؤول به المآل إلى زنازين ضيقة تضيق بأحلامه.

عمره عشرون عامًا، وحكم عليه القاضي بعنجهيته بـ”عشرين عامًا” أيضًا، ليترك قلب والده ينزف وجعًا على غيابه، وهو ابن البكر وسنده ويده اليمين كما يصفه.

كان “عزمي” طالب حقوق في جامعة النجاح الوطنية، وكان يفصله عن حصوله على شهادة البكالوريوس عام واحد فقط، قبل أن تضع إدارة مصلحة السجون كلبشات في يديه لتهدم أحلامه وتنهار.

اقرأ أيضا  إصابات بقمع الاحتلال مسيرة للصحفيين بحاجز قلنديا

سُجن “عزمي” مصابًا وكان بحاجة إلى علاج وظيفي وما كان من إدارة مصلحة السجون إلا أن تماطل في علاجه كباقي الأسرى المرضى، لكن “حق التعليم” انتزعه من السجان بقوة وأنهى الساعات المتبقية له في زنزانته.

يحتاج “عزمي” إلى ترميم الجزء العلوي من فكه، وزراعة عظام في منطقة الفك السفلي وزراعة أسنان أمامية، إضافة إلى جراحة لربط الأوتار في أصابع يده اليمنى هو ما يحتاجه الأسير الجريح “نفاع” حيث كانت إصابته في وجهه.

اتهم الاحتلال “عزمي” قبل عامين بمحاولة تنفيذ عملية دهس ما جعلهم يطلقون عليه الرصاص في وجهه ويده، لتنهار الأحلام في قلب أمه وأبيه.

في أول محكمة لعزمي لم تتعرف عليه أمه، لشدة إصابته وتغيير شكله جراء رصاصات الاحتلال الغادرة.

اقرأ أيضا  مشروع قانون صهيوني يشرعن لجنود الاحتلال قتل الفلسطينيين

ومن خلال مراقبين للوضع الصحي للأسرى، رأوا أن مستوى العناية الصحية بالأسرى شديد السوء؛ فهو شكلي وشبه معدوم بدليل الشهادات التي يدلي بها الأسرى، وارتقاء الشهداء من بينهم، وازدياد عدد المرضى منهم، وبشكل متصاعد.

إضافة إلى تقارير المؤسسات المحلية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وتهتم بشؤون الأسرى، والتي تؤكد أن علاج الأسرى بات موضوعاً تخضعه إدارات السجون الإسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين.

كما أن العيادات الطبية في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية الطبية اللازمة والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المتعددة.

عدا عن مماطلة إدارة السجون في تقديم العلاج ونقل الحالات المرضية المستعصية للمستشفيات؛ وإذا تم نقلهم فإنه يتم عبر  سيارة مغلقة غير صحية، بدلاً من نقلهم بسيارات الإسعاف، وغالباً ما يتم تكبيل أيديهم وأرجلهم، إضافة إلى المعاملة الفظة والقاسية التي يتعرضون لها أثناء عملية النقل.

اقرأ أيضا  الفندق الإسلامي في مدينة سولو يجهز وليمة عرس إسلامي

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.