المشاركة الأميركية الروسية للأزمة السورية ” زواج مصلحة “

الاسد-وبوتين-واوباما

الإثنين 21 ذو الحجة 1436//5 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

تبادل الرئيسان الأميركي والروسي كيل الاتهامات، أخيراً، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حول تغذية التشدد في الشرق الأوسط، سيما لناحية الأحداث الدموية التي تعصف بسوريا، إلا أنهما اتفقا على مضض على أنه لا خيار أمامهما سوى التعاون، لوضع حدٍّ لما يزيد على أربعة أعوام من النهب والهجرة والمذابح التي أسفرت عن أكثر من 250 ألف قتيل.

أعرب أوباما أمام محفل الأمم المتحدة عن استعداده للعمل مع خصمين قديمين، هما إيران وروسيا، لإنهاء الحرب في سوريا، إلا أنه كان حازماً فيما يتعلق بمطالبة بلاده بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وأثنى بوتين في موقف مناقض على الأسد والقوات الكردية، كطرفين مسؤولين وحدهما عن التصدي لتنظيم “داعش”.

foreign-policy-logo

تباين الخطاب

وتعكس الخطب المتباينة في الأمم المتحدة الانحراف الاستراتيجي لإدارة أوباما بعد ما يزيد على أربع سنوات من الاحتجاجات المدنية، التي اتخذت منحى الحرب الأهلية الأعنف في سوريا. لم تتمكن أميركا من تدريب وتجهيز المقاتلين المعتدلين لقتال “داعش”، مما أسفر عن تفكك سوريا. فيما شقت روسيا، الداعم الأبرز لسوريا، طريقها إلى قلب الأزمة، في محاولة لتعزيز موقعها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، تنفيذاً لهدف سعى بوتين طويلاً لتحقيقه. وقد يضطر الطرفان الآن، بفعل ضغط بلدان المنطقة والأمم المتحدة إلى دفن الأحقاد.

اقرأ أيضا  بريطانيا: مخاوف من القانون الجديد للجمعيات الخيرية

وأقر أوباما في خطابه المطول بهيمنة بروز تنظيم “داعش” على فكرة الإطاحة بالأسد، كأحد أهداف الأمن القومي التي تحتل الأولوية بالنسبة لأميركا في سوريا.

وجاء في خطاب أوباما: ” يفترض مذهب الواقعية ضرورة التوصل إلى تسويةٍ تنهي الاقتتال وتضع حداً لـ(داعش). إلا أن الواقعية تشترط كذلك فترة انتقالية مدروسة، بعيداً عن الأسد وبرئاسة قائد جديد وحكومة جامعة تدرك حتمية إنهاء حال الفوضى.”

وفي المقابل، أبدى بوتين دعماً مطلقاً للأسد، في خطاب هو الأول له أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة منذ عشر سنوات، وقال:” نعتقد أنه خطأ فادح رفض التعاون مع الحكومة السورية وقواتها المسلحة التي تواجه الإرهاب بضراوة. لا بد لنا من الإقرار بأنه لا يوجد طرف يتصدى ل(داعش) والتنظيمات الإرهابية الأخرى سوى قوات الأسد والميليشيات الكردية.”

اقرأ أيضا  وفد المملكة لدى الأمم المتحدة: الدين الإسلامي كفل للمرأة حقوقها

وفي حين لم يتفق الطرفان على دور الأسد في سوريا، فإنهما أعربا عن “رغبة مشتركة” للتوصل إلى حل سياسي. واستبعد بوتين احتمال مشاركة القوات الروسية في العمليات العسكرية هناك، دون أن يستثني إمكانية شن هجمات جوية ضد “داعش” ،وهو ما حدث بالفعل.

تعتبر المقاربة الأميركية الروسية للأزمة في سوريا أقرب إلى زواج المصلحة ربما، حيث أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف عن ضرورة تآزر الجهود العسكرية الأميركية الروسية والتوصل إلى اتفاقية دبلوماسية أوسع نطاقاً، وأضاف: ” إنها بوادر جهد حقيقي للنظر في إمكانية وجود سبيل لحل النزاع، والمضي قدماً بفاعلية للحفاظ على سوريا الوحدة العلمانية وإحلال السلام والاستقرار من دون وجود لقوات أجنبية، وهو ما نأمل حدوثه”.

وعلى الرغم من الفارق الشاسع بين القوتين العظميين، يبدو الإجماع الدولي المتزايد حول ضرورة عملهما معاً واضحاً.

موقف الأمم المتحدة

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خيبة أمله إزاء عدم رغبة قوى العالم حتى اليوم ببذل الجهود لتعزيز السلام في سوريا. وقال في الكلمة الافتتاحية للجمعية العمومية للأمم المتحدة: ” أتاحت أربع سنوات من الشلل الدبلوماسي لمجلس الأمن وآخرين خروج الأزمة عن السيطرة، في معركة تسيّرها عداوات وقوى إقليمية، في حين يساهم تدفق السلاح والأموال إلى البلاد بإذكاء نار الحرب.

اقرأ أيضا  موسكو تنفي طلب بوتين من الأسد التنحي عن السلطة

كشف بان كي مون أن خمس دول، هي روسيا وأميركا والسعودية وإيران وتركيا، تشكل مفتاح التسوية في سوريا، وأضاف: ” إلا أنه طالما أن أحد الأطراف لا يبدي استعداداً للتسوية مع الآخر، فلن يكون مجدياً توقع حصول أي تغيير على أرض الواقع.” بحسب البيان

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.