جماعة المسلمين

الجمعة29 جمادى الأولى1436//20 مارس/آذار 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
فضيلة الشيخ مهدي عماش الشمري
إن الحمدلله نحمده ونستيعنة ,ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وِأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . ،أما بعد
عبادالله، اتقوا الله واعلموا أن من أصول الإسلام ومبانيه العظام؛ وجوب لزوم جماعة المسلمين وتحريم الخروج عليها، وأن لزوم الجماعة فضيلة ومفارقتها رذيلة
وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك
وجاءت الآثار الكثيرة القاضية بذلك
قال تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون
قال ابن مسعود: حبل الله الجماعة
وقال ابن عباس موصيا: الجماعة الجماعة
آنما هلكت الإمم السابقة بتفرقها، أما سمعت الله عزوجل يقول: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
وقال قتادة:
إن الله عزوجل قد كره لكم الفرقة وقدّم إليكم فيها وحذركموها ونهاكم عنها
ورضي لكم السمع والطاعة والألفة والجماعة
فارضوا لأنفسكم مارضي الله لكم إنْ استطعتم
وقال صلى الله عليه وسلم:
إن الله يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولاشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم
وقال صلى الله عليه وسلم:
ثلاث خصال لايغل عليهن قلب امريء مسلم أبدا: إخلاص العمل لله
ومناصحة ولاة الأمر
ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط بهم من ورائهم
قال أهل العلم:
وهذه الثلاث: إخلاص العمل ومناصحة الحكام ولزوم الجماعة، تجمع أصول الدين وقواعده
وتجمع الحقوق التي لله ولعباده وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة
ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها
وخطب عمر فقال:
يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله فينا فقال:
أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يفشوا الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد الشاهد ولا يستشهد
ألا لايخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد
من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك مؤمن. ا ه
عبادالله:
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم موصيا حذيفة:
تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
وقال الأوزاعي إمام أهل الشام:
خمس كان عليها أصحاب محمد:
لزوم الجماعة
واتباع السنة
وعمارة المساجد
وتلاوة القرآن
والجهاد في سبيل الله
وكتب عبدالله بن عمر إلى رجل سأله عن العلم
فقال ابن عمر:
إنك كتبت تسألني عن العلم؛ فالعلم أكبر من أن أكتب به إليك، ولكن إن استطعت أن تلقى الله كافّ اللسان من أعراض المسلمين، خفيف الظهر من دمائهم، خميص البطن من أموالهم ملازما لجماعتهم فافعلْ
عبادالله:
والنصوص والآثار في الأمر بلزوم الجماعة كثيرة، فتأملها ياعبدالله وافهم معانيها واسأل الراسخين في العلم عنها وفيما خفي عليك معناه منها
فإن الأمر جدّ خطير وآثاره خطيرة
فاحتط لدينك والحّ على الله بالثبات على الحق
والهداية والتوفيق إليه
بارك الله لي ولكم…..
الخطبة الثانية
الحمدلله على إحسانه والشكر على توفيقه وإمتنائة، وأشهد أن لا إله إلا لله تعظيماً لشأنه وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله.
أيها المسلمون؛ ومن أعظم الجنايات والجرائم التي حذرت الشريعة المطهرة منها؛ مفارقة جماعة المسلمين وإمامهم والخروج عليهم
قال تعالى: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا
قال ابن عباس:
أمر الله المؤمنين بالجماعة فنهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وقال صلى الله عليه وسلم:
إن من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع
وقال صلى الله عليه وسلم:
من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمّيّة يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية
فقُتل: فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها
ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه
وأعظم صور مفارقة جماعة المسلمين في هذا العصر؛ تأسيس الأحزاب والانتماء آليها والدعوة آلى الانظمام في لوائها، فازدادت فرقة المسلمين واختلافهم، وقد جاء النهي عن التحزب في نصوص الشرع
قال تعالى:
إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا الآية
وقالت أم المؤمنين أم سلمة:
ألا إن نبيكم قد بريء ممن فرق دينه واحتزب
وتلت:إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء كل حزب بما لديهم فرحون
وقال صلى الله عليه وسلم:
لا حلف في الآسلام
فالأحزاب والجماعات فرقة نهى الله تعالى عنها وبرّأ نبيه محمدا منها
فلا يجني منها المسلمون إلا الويل والفساد
فلا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر ويعلم أنه سيلقى الله؛ إن يقيم حزبا في بلاد المسلمين يخرج به عن جماعتهم ويفتات به على سلطانهم
ومن أقام شيئا من هذه الأحزاب ودعا إليها
أو أعان على قيامها بكلمة أو مال فقد حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين
فالحذر الحذر من الانخداع بهذه الأحزاب التي ابتلي بها عالم الإسلام اليوم
فما هي إلا وكر يعمره الشيطان ليفرق الناس
ويمده أعداء الدين والسنن، من انخدع بها فياحسرة عليه، خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين
—————————-

اقرأ أيضا  ولاء المؤمن
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.