أسرار مذهلة للصدقة والتسامح

الإثنين،2 رجب 1436//20 أبريل/نيسان 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
هل تعلمون أن أحدث الأبحاث العلمية تؤكد أن الصدقة والتسامح والعفو وفعل الخير، كلها وسائل مجانية لعلاج الأمراض؛ ولذلك ينصح بها الأطباء اليوم وبخاصة لمرضى السرطان؟!
منذ عشرين عامًا بدأ العلماء اهتمامًا خاصًّا بما يسمى علم النفس الإيجابي Positive Psychology وقد كان الدكتور Martin Seligman أحد رواد هذا العلم. ويتركز البحث الرئيسي على الأشياء التي تجلب السعادة للإنسان.

فعندما ابتعد الإنسان عن مبادئ الدين الحنيف واعتنق مذهب الإلحاد بدأت التعاسة وبدأ الاكتئاب يسيطر على العصر الحديث، لأن الإسلام هو الطريق الوحيد للسعادة، وما عداه لا يمكن أن يحقق للإنسان إلا سعادة ظاهرية مؤقتة سرعان ما تنتهي به إلى الاكتئاب.

إن من أهداف علم النفس الإيجابي المساعدة على الشفاء من الأمراض بطرق غير تقليدية، أي من خلال الشعور بمزيد من السعادة والفرح وبالتالي رفع النظام المناعي للجسم للتمكن من مقاومة مختلف الأمراض وبشكل خاص السرطان وأمراض القلب.
الإنفاق يقود للسعادة

بينت دراسات عديدة تعتمد على مسح الدماغ مغنطيسيًّا أن التبرع بالمال يحدث نفس التأثير الذي تحدثه السعادة الناتجة عن كسب المال أو ممارسة الجنس أو تناول الطعام.
باحثون في University of British Columbia و Harvard Business School وجدوا أن إنفاق المال على الآخرين يحفز الشعور بالسعادة، وتقول الباحثة Elizabeth Dunn: بينت الدراسة العلمية أن الإنسان الذي يصرف المال على الآخرين على سبيل التبرع وتقديم العون لهم يكون أكثر سعادة ممن يصرفون على أنفسهم!

حسب الدراسة المنشورة على موقع “علم النفس اليوم” فإن الباحثين يقترحون طريقة جديدة لتخفيف الإجهادات من خلال فرز هرمون الإجهاد cortisol وكسب صحة أفضل من خلال إنفاق القليل من المال على الآخرين. فهذا العمل يؤدي لتحسين نظام عمل الجسم ويكسب الإنسان ثقة وسعادة أكبر.
من أجل اكتساب السعادة بشكل كبير ينصح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية مثل البروفسور Helliwell بإنفاق المال على الآخرين أو على النشاطات الخيرية بدلًا من إنفاقه على الملذات الشخصية وبخاصة مرضى السرطان!

اقرأ أيضا  لا يزال التناغم والتسامح الديني قويًا في إندونيسيا

إن المرضى الذين ينفقون أموالهم على الآخرين على سبيل المساعدة والصدقة فإن ذلك يساعدهم على التماثل للشفاء بسرعة أكبر، وربما تكون هذه النصيحة من أغرب النصائح التي يقدمها باحثون علميون، مع العلم أن ديننا الحنيف أمرنا بذلك من خلال نصيحة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ومداواة مرضانا بالصدقة!!
http://kaheel7.com/ar/images/stories/515655.JPG
صورة بالمجهر الإلكتروني لخلايا مناعية تهاجم خلية سرطانية وتقتلها. هذا النظام المناعي القوي يتمتع به ذوو التفكير الإيجابي من البشر، ففعل الخيرات يؤدي دائمًا لتنشيط النظام المناعي في جسم الإنسان. وسبحان الله، أليس الله هو الذي أمرنا بالإكثار والمسارعة في فعل الخيرات فقال: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 61].
السعادة تقوي النظام المناعي للإنسان!

يقول الدكتور David Hamilton: بمجرد أن تقدم شيئًا للآخرين فإن دماغك يبدأ بإفراز الهرمونات. إنه هرمون Dopamine الذي يجعلك تشعر بالسعادة وهذا الهرمون يفرزه الجسم ويشعرك بأنك تقوم بالشيء الصحيح.

وفي هذه الدراسة يقول الدكتور هاملتون
Performing acts of kindness has been found to boost your immune system, keep your heart healthy and even slow the ageing process.

وجدت الدراسة أن فعل شيء حسن للآخرين (مثل تقديم المال أو الصدقة أو المساعدة…) يرفع النظام المناعي للجسم، ويبقي قلبك صحيحًا ويبطئ زحف الشيخوخة!

اقرأ أيضا  التسامح في القرآن الكريم

التسامح والمغفرة

ينصح الخبراء بضرورة التسامح والعفو عن الآخرين ومغفرة أخطائهم لأن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان. فالحقد وحب الانتقام يقود لإجهادات على القلب وارتفاع ضغط الدم وسهولة الإصابة بالتهابات مختلفة. وفي حالات أخرى يسبب التجاعيد والشيخوخة المبكرة. وللتخفيف من الآلام المزمنة ينصح الباحثون بممارسة التسامح وأن تدرب نفسك على العفو عن الآخرين.

تؤكد الدراسات العلمية أن المشاعر الإيجابية تعزز مناعة الجسم ضد الأمراض وترفع من مقاومته ضد مختلف أشكال المرض. وربما يكون أهم إحساس يساعد على رفع النظام المناعي هو التفاؤل (حسب مجلة Psychological Science – 2010).

القلب هو أكثر الأجزاء تضررًا من الانفعالات السلبية مثل الحقد وعدم التسامح والبخل والطمع والكراهية.. ويقول العلماء إن ممارسة الأفعال الحسنة مثل تقديم المال للفقراء أو مساعدة المحتاجين أو مغفرة أخطائهم.. فإن القلب هو أكثر عضو يستفيد من هذه الأفعال الحسنة، حيث يتحسن تدفق الدم ويستقر عمل القلب ويتحسن أداء جميع أجهزة الجسم.

وقد وجد الباحثون في هذه التجربة أن الخلايا المناعية المسماة cell-mediated immunity –CMI تزداد عندما يمارس الإنسان التفاؤل، مما يعني زيادة نشاط النظام المناعي للجسم. تقول البروفسور Suzanne Segerstrom الباحثة في جامعة Kentucky إن المشاعر السلبية تنعكس بشكل خطير على الجهاز المناعي، أما التفكير الإيجابي مثل التفاؤل والمحبة والرحمة والعطف والتسامح وحب الخير للآخرين وإيثار الآخرين بل مجرد الابتسامة تعطي نفس الأثر.. كل ذلك يساهم في منح الإنسان صحة أفضل وبخاصة القلب والدماغ.

إن الدراسة الجديدة تؤكد أن ممارسة أي رد فعل إيجابي مهما كان طفيفًا يؤدي إلى تحسن أداء النظام المناعي للجسم، حتى ولو بكلمة طيبة أو تصرف بسيط تجاه الآخرين يسبب السعادة لهم.

اقرأ أيضا  أردوغان: نبينا المحبوب أكثر من تأثرت به وسنته خارطة طريقنا

أبحاث حول أسرار السعادة

تؤكد الدراسات النفسية أن الإنسان السعيد يتمتع بشخصية أقوى ويحترم ذاته وبالتالي يساعده ذلك على النجاح أكثر في عمله (حسب جامعة ميشيغانِ). فاحترام الذات ضروري جدًّا للنجاح على المستوى الأسري والاجتماعي.

كذلك الإنسان السعيد يكون مليئًا بالتفاؤل، وهذا أيضًا يقوده للنجاح. وتقول الدراسات إن المتشائم يميل للمرض أكثر من المتفائل الذي يتمتع بصحة أفضل. حيث وجد الباحثون أن المتفائل يتماثل للشفاء بسرعة أكبر لا سيما مرضى السرطان.

إن العفو عن الآخرين يترك أثرًا إيجابيًّا على الدماغ حيث يمحو الذكريات السيئة ويخمد مراكز الانتقام ويريح خلايا الدماغ وينشط عملها!! وتقول الأبحاث: إنك عندما تعفو عن إنسان كأنما تقدم له مكافأة مالية! كذلك فإن العفو عن الآخرين يخفض ضغط الدم ويخفف إجهادات القلب ويقلل من إفراز هرمون الإجهاد [Cortisol 12] ويطيل العمر كما يقول البرفسور Loren Toussaint حيث أخضع 1500 شخص لدراسة طلب منهم أن يغفروا لآخرين وأن يعتقدوا بأن الله سيغفر لهم! وكانت النتائج مذهلة حيث تحسنت صحتهم النفسية والجسدية بشكل كبير!
حتى إن العلماء بدأوا يخترعون طرقًا وأساليب لتعليم الناس فن العفو عن الآخرين لما وجدوا من فوائد عظيمة!!
-البشرى-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.