أطفال غزة يستصرخون العالم: أنقذونا من جحيم الحصار

غزة (معراج) – أطلق نحو 6 آلاف طفل في قطاع غزة يوم الأحد، صرخةً إنسانية لجميع أحرار العالم؛ للتحرّك لإنقاذهم من “جحيم الحصار وتفاقم الأزمات المعيشية”؛ جراء الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ 11 عامًا.

وتجمّع هؤلاء في ساحة أرض السرايا بمدينة غزة وسط شعارات ولافتات تدعو لرفع الحصار عن غزة، وتوفير حياة كريمة لهم أسوةً بأطفال العالم.

وجاء التجمع عقب إطلاق تجمّع الجمعيات الخيرية في غزة عن إطلاق حملة “أنقذوا غزة”؛ للعمل على تحريك العالم لتوفير الاحتياجات الإنسانية لما يزيد عن مليوني محاصر في القطاع، الذي بات “منطقة منكوبة” بكل المقاييس.

الجدير ذكره أن هؤلاء الأطفال غالبيتهم من الأيتام الذين قُطعت عنهم الكفالات المالية، جراء إغلاق سلطة النقد الفلسطينية الحسابات البنكية للجمعيات والمؤسسات الخيرية بالقطاع.

أنقذونا من الحصار

ويقول الطفل عمّار عبد الحميد المشارك في التجمع “مات أبي وأصبحت يتيمًا وكفالتي المالية قُطعت، وأمّي لا تستطيع تحمّل أعباء الحياة وقسوتها”، ويضيف: “من لنا غير ربنا لإزالة الهم”.

اقرأ أيضا  تحليل: "اسرائيل" تستعد لعدوان واسع على غزة

ويتابع عبد الحميد (10 أعوام) في حديثه لمراسل صفا: “أطفال غزة باتوا بين مطرقة المحنة وسندان الحصار.. نعاني الويلات، نستصرخ كل ضمير حي؛ أنقذونا من حصار انهك حياتنا.. ارحمونا”.

ويُذكّر الطفل أحرار العالم أن الحق في الحياة الكريمة أقرتها المواثيق والأعراف الدولية، وعليهم أن يعملوا على تحقيق ذلك.

ويتساءل: “لماذا نُحرم من أبسط حقوقنا؟”، ويجيب “لا ذنب لنا.. نبكي الحرمان ونتناول المُرّ حين نجوع، قُتلت ضحكاتنا واغتيلت بسماتنا”.

ولم يختلف الحال كثيرًا عن الطفلة شهد قشطة (8 أعوام)؛ إذ تقول: “جئت اليوم لأوصل رسالة للعالم وللدول العربية والإسلامية أن ينقذوا أطفال غزة من الحصار، نحن محرومون من الغذاء والتعليم والعلاج. عليكم أن ترفعوا الحصار عنّا”.

وتؤكد قشطة أنه من حق أطفال غزة الحصول على الغذاء والعلاج والسفر كبقية أطفال العالم؛ فلماذا هذا الصمت المطبق؟، معبرةً عن أملها أن يتحرك أطفال العالم لنصرتهم ودعمهم.

وتطالب بفتح المعابر والسماح للأطفال المرضى من السفر، وخاصة مرضى السرطان، وأعربت عن أملها أن يتحرّك أحرار العالم، وأن يلبّوا دعوتها بفتح معبر رفح.

اقرأ أيضا  الخضري: المعاناة الإنسانية بغزة تتفاقم رغم حل اللجنة الإدارية

أما الطفل يوسف نصار-ابن شهيد-يناشد أحرار العالم للتحرك لإنقاذ أطفال غزة من الحصار الذي يعيشونه في القطاع، وتوفير حياة كريمة لهم.

ويبعث الطفل نصار رسالة إلى الرئيس محمود عباس بضرورة رفع القيود عن الحسابات البنكية لكفالات الأطفال الايتام؛ لأنهم يتلقون الاعانة منها، وتمكّنهم من العيش بكرامة.

وتساءل: “لماذا نُعاقب بقطع الكفالات المالية عنّا؟ ما ذنبنا”، مطالبًا “برفع الحصار وإيصال الكفالات والمساعدات الإغاثية للأسر في القطاع”.

أنقذوا غزة

ويلفت مدير حملة “أنقذوا غزة” نزيه البنا إلى أن فعالية الأطفال جاءت في ظل ما يعانيه قطاع غزة من أزمات إنسانية عديدة في شتى القطاعات الحياتية.

ويضيف البنا لمراسل “صفا: “بات القطاع منطقة منكوبة؛ لكن لن نموت بصمت، وسنواصل فعالياتنا ونطالب العالم أجمع برفع الحصار عن غزة”.

ويؤكد أن أطفال غزة بإمكانهم إيصال رسالتهم للعالم أجمع، لمساندتهم وتوفير حياة كريمة لهم، في العلاج وحرية السفر والتعليم كباقي أطفال العالم.

اقرأ أيضا  2050 طفلًا شهيدًا بين 2000 و2018 وسط غياب لمساءلة (إسرائيل(

ويشير مدير الحملة إلى أن رمزية مشاركة الأطفال تأتي أن معظمهم أيتام وكفالاتهم المالية متوقّفة وحساباتهم معطلة، بالإضافة إلى إطلاق نداء إنساني بضرورة تحييد الوضع الإنساني بقطاع غزة عن التجاذبات السياسية.

وكان تجمّع الجمعيات الخيرية في قطاع غزة أعلن قبل نحو أسبوعين أن قطاع غزة بات منطقة منكوبة إنسانيًا، داعيةً السلطة للتحرك العاجل لإنقاذ “الوضع الكارثي”، ورفع العقوبات عن غزة.

وقال منسق التجمع أحمد الكرد خلال مؤتمر صحفي عقده بغزة إن القطاع يشهد تدهورًا خطيرًا في مختلف القطاعات الإنسانية والحياتية كافة؛ جراء الحصار الإسرائيلي والحروب الثلاث التي شنها الاحتلال.

المصدر : صفا

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.