إذاعة مدرسية عن الصلاة (بنين – بنات)
الإثنين 28 ذو الحجة 1436//12 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جعل أمة الإسلام شاهدة على غيرها من الأمم. الحمد لله الذي رفعها على غيرها، حتى غدت قمة فوق القمم. الحمد لله الذي بعث فينا أكرم رسله، وخيرة خلقه، المصطفى محمود الخصال والأفعال، المرتقي منزلة الخلة من الله المتعال. صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ما تعاقب الليل والنهار، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
الصلاة وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كم فرطنا فيها! وكم ضيعناها! فمن منا قد حضر إلى المدرسة وهو لم يصلِّ الفجر؟، ومن منا من نام عن صلاة العصر؟، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
من هذا اليوم ( ) الموافق ( ) من شهر ( ) لعام ( ) يسرنا أن نكون معكم في يوم خاص، تحت عنوان “الصلاة لا تنساها”.
أول ما نبدأ به: القرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ (سورة لقمان).
ونقف مع الحديث الشريف:
الحديث
عن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس: توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة” رواه مسلم.
وكلمتنا اليوم هي عن طائفة من آداب الصلاة:
من آداب الصلاة
1- من الآداب المرعية في الصلاة: عدم تشبيك الأصابع. سواء كان ذاهبًا إلى المسجد أم كان فيه، لحديث: “إذا توضأت فأحسنت وضوءك، ثم خرجت عامدًا إلى المسجد، فلا تشبكن بين أصابعك” رواه الطبراني، وفي الرواية: “إذا كنت في المسجد، فلا تشبكن بين أصابعك، فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة” رواه أحمد، فالنهي عن التشبيك يشملهما.
2- من الآداب المرعية في الصلاة: عدم التثاؤب. فإذا تثاءب فليكظم ما استطاع، لأنه مكروه، حتى في غير الصلاة؛ لأنه من الشيطان، وسببه التوسع في الأكل، وينشأ عنه التكاسل، وذلك بوساطة الشيطان، وعكسه العطاس، ويحصل من قلة الأكل، وينشأ عنه النشاط، وذلك بوساطة الملك، ففي البخاري والسنن: “إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا تثاءب أحدكم” وفي بعض الروايات: “في صلاته فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يضحك منه” وفي رواية: “فإن الشيطان يدخل” وفي رواية: “إذا تثاءب أحدكم فليرد ما استطاع، ولا يقول هاه، فإذا قال هاه ضحك الشيطان منه”.
وهذا الصوت يشبه صوت الكلب، ففي سنن ابن ماجة: “إذا تثاءب أحدكم فليرد ذلك ما استطاع، ولا يعوي كالكلب” فالتثاؤب مكروه، وفي الصلاة أشد؛ لأنه من الشيطان، وهو علامة على الكسل والفتور.
3- من الآداب المرعية في الصلاة: اتخاذ السترة. وليست بواجبة بل هي سنة مندوب إليها، ولها فوائد عظيمة، منها: إحياء السنة واتِّباعها، كما أنها تقي الصلاة عما يقطعها. أضف إلى ذلك أنها تحد وتحجب نظر المصلي، فلا يتجاوز بصره السترة غالبًا، ولا يعرض المارة للإثم، أو الحرج بالوقوف أمامه.
4- ومن الآداب المرعية في الصلاة: قطع جميع ما يشغله في صلاته؛ كالصور في الملابس، أو أي شيء أمامه يشغله، أو يلفت انتباهه، فإن من فقه المصلي قطع جميع الأشياء التي تشغله عن صلاته، وقد هتك الرسول صلى الله عليه وسلم قرام عائشة الذي شغله عن صلاته. ففي الحديث: “أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي” رواه البخاري.
وقد اتفق أهل العلم على كراهية استقبال ما يلهي المصلي، من صور أو نار أو سراج أو شمعة؛ لأنه يذهب الخشوع. ومع الأسف فإنه قد ابتلي المسلمون في هذه الأيام بزخرفة المساجد، ففي الحديث: “لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد” رواه أحمد وهو صحيح. وقال أيضا عليه السلام: “ما أمرت بتشييد المساجد” رواه أبو داود وهو صحيح.
فدل الحديثان على تحريم الزخرفة والتزويق في المساجد؛ لأنه من عمل اليهود والنصارى، وفيه إسراف وإشغال للقلوب، وإذهاب للخشوع الذي هو روح العبادة، وقد كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن، وسقفه بالجريد، وعمده النخيل. فدل على أن السنة في بناء المساجد هو ترك الغلو في تحسينها، ويذكر أن عروة ابن الزبير بنى له قصرًا بالعقيق ولزمه، فقيل له: تركت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: “رأيت مساجدكم لاهية، وأسواقكم لاغية، ففيها هناك عما أنتم فيه عافية”.
وتعالوا لنتعرف على فضائل الصلاة:
فضائل الصلاة
• فضل انتظار الصلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة” متفق عليه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الملائكة تصلي علي أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلي فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له اللهم ارحمه” رواه البخاري.
• فضل الصلوات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار غمر، على باب أحدكم، يغسل منه كل يوم خمس مرات”. رواه مسلم.
أفاد الحديث: أن المحافظة على الصلوات سبب لمحو الذنوب وإزالتها، كما يزيل الماء الأوساخ.
• فضل صلاة الصبح والعصر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى البردين دخل الجنة” متفق عليه. (البردان، الصبح والعصر).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ” رواه مسلم. (يعني الفجر والعصر).
• فضل النوافل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أول ما يحاسب به العبد المسلم يوم القيامة الصلاة المكتوبة؛ فإن أتمها، وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع؟ فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك” رواه أبو داود وابن ماجة وصححه الألباني.
• فضل السنن الراتبة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتًا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر”.
• فضل سنة الفجر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”. رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم: على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر. متفق عليه. (الحديث يدل على تأكيد سنة الفجر، وأن المحافظة على أدائها خير من الدنيا وما فيها من متاع).
• فضل سنة الظهر: قال صلى الله عليه وسلم: “من صلى قبل الظهر أربعًا، وبعدها أربعًا، حرمه الله على النار”.
– فضل صلاة الضحى والوتر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم:”بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد” متفق عليه.
واتعظوا من هذه القصة البليغة:
حكى الإمام القرطبي أن رجلاً تاركًا للصلاة جاءوا ليدفنوه، وبعد حفر القبر نظروا فإذا الثعبان الأقرع قد أحلّ بجنبات القبر، وركض ينتظر قدوم تارك الصلاة، فحفروا قبرًا آخر، فإذا الثعبان الأقرع قد شق الأرض، وجلس في القبر الثاني، فحفروا قبرًا ثالثًا، فوجدوا الثعبان الأقرع؛ فألقوه مع الثعبان الأقرع.
وحُكي مثل هذا في زماننا هذا، إلا أنهم في المرة الثالثة حاولوا أن يخرجوا الثعبان الأقرع، من القبر، عن طريق الشرطة وغيرهم فخرج، وبعد أن دفنوا تارك الصلاة جاء الثعبان الأقرع، وشق الأرض، وأحاط بتارك الصلاة إحاطة السوار بالمعصم، حتى سمع المشيعون صوت تحطيم وتكسير عظام تارك الصلاة.
ونختم بهذه الفقرة:
طرد الصبيان من المسجد
بعض القائمين على شؤون المساجد إذا رأوا صبيًا صغيرًا – قد جاء إلى المسجد – بادروا بطرده بقسوة وغلظة، بحجة المحافظة على نظافة المسجد. وهذه المعاملة قد تجعل بين الطفل وبين المسجد حاجزًا طوال حياته، بل لا بد من توجيه الأطفال بأسلوب حسن، وتنبيههم على أخطائهم برفق ولينٍ، فهؤلاء الأطفال هم شباب الغد ورجال المستقبل، فإذا ما أحبوا المسجد وأَلِفُوهُ تعوَّدُوا عليه، وحافظوا على الجماعة فيه، أما إذا بغضوا المسجد وكرهوه، نَفَرُوا عنه وقَاطَعوه حتى بلوغهم.
ختامًا: نسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات الخمس، وندعو كل طالب إلى المحافظة على الصلوات الخمس، والحرص عليها منذ الصغر، حتى يعتاد، وتسهل عليه عند البلوغ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الألوكة