إندونيسيا أكبر دولة إسلامية

الخميس 26جمادى الأولى 1438 الموافق 23  فبراير/ شباط 2017 وكالة معراج للأنباء الإسلامية

حمد عبدالله المانع

إن دفع إيران بقوة في الملف الإندونيسي وحرصها على ابتلاع هذا النمر الآسيوي الإسلامي فكرياً، وسعيها لزرع فتيل المذهبية فيه يعد نذير خطر لنا جميعاً، وجرس إنذار..

إن دخول إيران إلى المشهد الإندونيسي، ومساعيها الحثيثة لنشر المذهب الشيعي هناك في الآونة الأخيرة نذير خطر جديد كبير ومؤامرة جديدة تدبرها هذه الدولة التي لا تفتأ تنفث سمومها في كل اتجاه، وتسعى لتطويق العالم الإسلامي والمنطقة بأفكارها المسمومة التي تقوم على كراهية الآخر وإغراق الجميع في حرب دينية من شأنها أن تضعف الجميع وتفتت لحمتهم الوطنية وتهدم قيم التعايش بينهم؛ لتبقى إيران فقط قوية متماسكة، ومِن حولها تشتعل حرائق الحروب المذهبية في بلدان المنطقة.

وإن دفع إيران بقوة في الملف الإندونيسي وحرصها على ابتلاع هذا النمر الآسيوي الإسلامي فكرياً، وسعيها لزرع فتيل المذهبية فيه يعد نذير خطر لنا جميعاً، وجرس إنذار نتمنى على الله أن يكون مبكراً لنا لننصهر أكثر مع هذه الدولة التي تمثل بالنسبة إلينا عمقاً إستراتيجياً مهماً على الصعيد الإسلامي، خاصة في ظل إجادة الطرف الإيراني ألاعيب مغازلة المشاعر الدينية لكسب الأتباع وضمان ولائهم حتى يصل إلى أغراضه الدفينة الخبيثة الذي يبطنها، وهو ما يحدث بالفعل، وليس أدل على ذلك من رد السفير الإندونيسي في لقاء دعا إليه د. عمر بامحسون بعض سفراء الدول الإسلامية في منزله، على سؤال وجهه له أحد الحاضرين عن توسع نشاط التشيع من قبل إيران في إندونيسيا، بقوله: “نحن بلد منفتح ومن لديه المقدرة على مواجهة التشيع فليتفضل”. هذا كلام له دلالاته الكبيرة في تقديري، ويستدعي التدخل لمواجهة التسلل الإيراني الخطير إلى النسيج المجتمعي الإندونيسي، وليس هناك من تطلبه الأمة أكثر منا لمثل هذا الشأن الإسلامي، ونحن بلاد الحرمين الشريفين.

ومع وجود بعض الجهود الفردية لربط مسلمي إندونيسيا بمحيطنا الإسلامي المعتدل، إلا أنها تبقى محاولات فردية لا تحقق المطلوب، ولاسيما حين نعلم أن الإحصاءات تتحدث عن تخصيص إيران منذ قيام الثورة الخمينية ألف فرصة ابتعاث لطلاب إندونيسيا سنوياً، في مقابل مئة فرصة نوفرها نحن، ما يجعل الحاجة ماسة لبذل جهود مضاعفة من أجل حماية عقيدة هذا البلد المعتدل من براثن الشيطان الإيراني.

إن مبادرة رائعة مثل مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله للقرآن والسنة التي يرعاها الأمير خالد بن سلطان سنوياً في جاكرتا، بما تركته من أثر طيب واسع في نفوس الإندونيسيين، ينبغي أن تكون مثالاً يحتذى، وخطوة ينبغي أن تعزز بخطى كثيرة تجاه إندونيسيا على المستويين الشعبي والرسمي، حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم دولة الشر التي لا تتوقف عن مكر الليل والنهار وتتربص بأمتنا وبلادنا الدوائر، لا بلغهم الله أطماعهم.

أيضاً بوسع المملكة أن تخاطب المجتمع الإندونيسي من خلال قنوات عدة، منها المنصات الإعلامية التي تمتلكها وزارة الثقافة والإعلام، بالتعاون مع وزارة الأوقاف وهيئة كبار العلماء وغيرها من الجهات ذات العلاقة، كذلك الملحق الثقافي في سفارتنا بإندونيسيا بوسعه أن يلهم صناع القرار في بلادنا ببعض الأفكار التي من شأن تنفيذها أن يربط المجتمع الإندونيسي الحضاري الجميل ببلادنا، حتى نقطع الطريق على الأفعى الإيرانية الناعمة التي تتسلل إليهم قبل أن تنفذ لدغتها السامة التي نعاني الأمرين في علاج أعراضها في أكثر من بلد عربي وإسلامي.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  هذا محمد .. فمن أنتم ؟
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.