إندونيسيا: جاكرتا تبني سدا عظيما لمكافحة الفيضانات

إندونيسيا: جاكرتا تبني سدا عظيما لمكافحة الفيضانات borneobulletin.com.bn
إندونيسيا: جاكرتا تبني سدا عظيما لمكافحة الفيضانات
borneobulletin.com.bn

الأحد،25ذوالحجة1435ه الموافق 19أكتوبر/تشرين الأول وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إندونيسيا- جاكرتا
بدأت العاصمة الإندونيسية جاكرتا بناء “سور عظيم” في البحر هو واحد من أكبر السدود في العالم، لدرء الفيضانات عن المدينة المترامية الأطراف، لكن البعض يشكك في إمكانية نجاح المشروع، فالسور الذي سيمتد 35 كيلومترا على طول خليج جاكرتا على الساحل الشمالي للمدينة وطوله 16 مترا تحت البحر وسبعة أمتار فوقه، هو حجر الزاوية لمشروع طويل الأمد تقدر تكلفته بما يفوق 40 مليار دولار، ويتضمن القيام بعمليات ردم للبحر واستحداث جزر.
يتخذ مجمل المشروع شكل النسر الأسطوري “غارودا” الشعار الوطني لإندونيسيا، ويتعرض هذا البلد في جنوب شرق آسيا الذي يسوده مناخ استوائي، لفيضانات كبيرة سنويا خلال فصل الأمطار، وتقع جاكرتا على أرض غير مستقرة مشبعة بالمياه وتغور فيها رويدا رويدا، وإذا كان الهدف الأساسي “للسور العظيم” الوقاية من الفيضانات، سيتيح المشروع الجديد أيضا إسكان مليون شخص على 17 جزيرة جديدة، في مدينة يناهز عدد سكانها عشرة ملايين نسمة وتكبر باستمرار وتشهد ضغطا سكانيا قويا جدا.
ويعتبر مهندسو المشروع، الذي تنفذه الحكومة الإندونيسية بمساعدة خبراء هولنديين، أنه الحل الوحيد لحماية جاكرتا على المدى البعيد، وقد بدأ تنفيذ المشروع رسميا الأسبوع الماضي.
وقال المسؤول في وزارة الاقتصاد التي تأخذ المشروع على عاتقها، بوربا روبرت م. سيانيبار، “هذه مسألة حياة أو موت”، معتبرا أن الفيضانات الكبيرة تهدد حياة مئات آلاف الأشخاص إذا لم تتخذ أي إجراءات، إلا إن البعض يشكك في جدوى هذا المشروع الكبير في بلد تعتبر مشاريعه على صعيد البنى التحتية الجديدة سيئة، على غرار مشروع بناء خط حديد أحادي في جاكرتا، الذي ترافق مع قضية فساد كبيرة قبل ست سنوات، وتم تجميده منذ ذلك الحين.
واعتبر المنسق في وزارة الشؤون الاقتصادية، شايرول تانجونغ، منذ إطلاق “السور العظيم” أن خلافات مع الحكومات المقبلة يمكن أن تؤدي إلى تأخير كبير في إنجازه، ويشكك آخرون في الجدوى الشاملة للمشروع، معتبرين من جهة أنه لن يمنع غرق المدينة في الأرض، وأنه مهدد من جهة أخرى بالفساد الناجم عن منح شركات استدراجات عروض في مقابل رشاوي.
ترددت أصداء هذا التحذير في 2007 لدى ظهور نوع جديد من الفيضانات، التي أغرقت أحياء بكاملها تحت المياه، عندما تخطى المد العالي السدود المقامة لاحتواء مياه البحر، وهي ظاهرة لم تحصل من قبل، ويمكن تفسيرها بازدياد عمليات ضخ مياه الطبقة الجوفية لتلبية حاجات السكان الذين ازداد عددهم سريعا في السنوات الأخيرة، وأدت عمليات الضخ إلى خسوف الأراضي، وقد لوحظت هذه الظاهرة في مدن ساحلية أخرى مثل بانكوك وهو شي منه المدينة.
وبني بعض أحياء الساحل الشمالي لجاكرتا على طبقة من الصلصال الرخو، وتغور 14 سنتيمترا في السنة، ما يعرضها للغرق بضعة أمتار تحت مستوى البحر في غضون عقود، كما يقول مسؤولون يشاركون في مشروع السد، ويعني هذا الخسوف أن الأنهار الثلاثة عشرة في جاكرتا قد تغور أيضا تحت مستوى البحر وتتوقف بالتالي عن الجريان، ما يزيد من خطر حدوث فيضانات.
وبعد الفيضانات الكبيرة في 2007 التي أرغمت مئات آلاف الأشخاص على مغادرة منازلهم، بدأت السلطات في التحضير لهذا المشروع، وسينجز بناؤه على بعد ستة إلى ثمانية كيلومترات عن الساحل، بين 2025 و2030، فيما قد يستغرق بناء منازل على الجزر الجديدة عقدا إضافيا، وسيقام خزان هائل بين الجزر والسد لتخزين طوفان الماء وتجنيب المدينة خطر الفيضان، حسب المشروع،وفق الأخبار نت.

اقرأ أيضا  طريق مكة لأول مرة من قبل المملكة العربية السعودية لتسهيل رحلة الحجاج الدوليين

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.