إندونيسيا :ندوة الوسطية بجاكرتا
الإثنين،17محرم1436ه الموافق10نوفمبر/تشرين الثاني2014وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
إندونيسيا- جاكرتا
في أبدع ملتقى علمي اجتمعت حوله العقول النَّيِّرة والأفكار المتوشِّحة برداء المنهج الرَّصين والفكر الثَّاقب المستنير بنور القرآن الكريم، والحديث النَّبوي الشَّريف انعقدت النَّدوة العلميَّة “الوسطيَّة في القرآن والسُّنة وتطبيقاتها المعاصرة في المملكة العربيَّة السُّعوديَّة وإِندونيسيا” التي نظَّمتها الجامعة الإسلاميِّة بالمدينة المنوَّرة بالتَّعاون مع جامعة “مكاسر” الإندونيسيَّة ، وذلك في العاصمة الإندونيسيَّة جاكرتا، حيث تناولت موضوعات مهمَّة في الوسطيَّة وتطبيقاتها المعاصرة في جوانب متعدِّدة، تناقش في بعضها تصحيح المفاهيم المنحرفة، وتُحدِّد منهج الوسطيَّة في ضوء القرآن الكريم والسُّنة النَّبويَّة الشَّريفة، وأثر ذلك في المجتمع الإسلامي.
وجاءت النَّدوة في توقيتها المناسب بالنَّظر إلى الأحداث الرَّاهنة التي تتطلَّب الحكمة والاعتدال والوسطيَّة، وتطبيق المنهج الصَّحيح الذي سار عليه السَّلف الصَّالح، بعيدًا عن الغلو، والشَّطط، وسلوك طريق المنحرفين عن طريق الحقِّ والصَّواب.
وهو الجانب المنير الذي ينبغي أن ينغرس في أذهان طلَّاب العلم وشباب المستقبل الذين يُعدَّون ليكونوا دعاةً إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، بما ينفع دينهم، وأمَّتهم، ومجتمعاتهم التي هي في أمسِّ الحاجة إلى هذا النَّهج القويم.
وهو المنهج الذي ما فتئت الجامعة الإسلاميَّة في ترسيخه في عقول أبنائها، الذين يفدون إليها من مختلف أقطار العالم؛ ليتعلَّموا العلم الشَّرعي على المنهج الوسطيِّ المعتدل، الذي يُسهم في نشر العقيدة الإسلاميَّة صافيةً ناصعةً، وينقل إلى الآخرين سماحة الإسلام، وعدله، وعظمته، وما يغرسه في النُّفوس من مظاهر المحبَّة والإخاء والتَّعاون بين بني الإنسان، وما يُحذِّر منه من لغة الكراهية، والعنف، والتَّطرُّف، وإشاعة الفوضى في أرجاء المجتمع.
فالمنَّهج الوسطيُّ بكلِّ ما يحمله من خير وسكينة واطمئنان هو المنهج الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، فقال في كتابه العظيم: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”.
وهو منهج شامل في العبادات، والمعاملات، والعلاقات مع الآخرين، وفي التَّعليم، والفكر، والثَّقافة، وجميع شؤون الحياة في كلِّ اتِّجاهاتها، فهو منهجُ حياةٍ، ويُدَرَّسُ للأجيال ليسيروا على نورٍ، وحكمةٍ، وبصيرة.
ومن تلك المنطلقات والثَّوابت جاءت رسالة الجامعة الإسلاميَّة واضحةً جليةً في سبيل نشر الفكر الوسطيِّ، واعتماد منهج الوسطيَّة في التَّعليم، والثَّقافة، ونشر الدَّعوة، وفي كل شؤون الحياة، وذلك يُفصح بجلاء عن أهميَّة هذا المنهج، وما يُحققه من آثارٍ عظيمةٍ في حياة الأفراد والمجتمعات، وهي تسير على نورٍ من دينها، متمسِّكة بكتاب ربها جلَّ وعلا، وسنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم،بجسبما ورد في المدينة.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.