الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات

thabbet.com
thabbet.com

الجمعة،25ربيع الأول1436الموافق16يناير/كانون الثاني2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. راغب السرجاني
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على إذكاء روح الحبُّ بين المسلمين، ويحبُّ للمسلم أن يكون حريصًا على وصول الخير إلى إخوانه من المسلمين؛ بل إنه جعل ذلك الحرص على الخير دليلاً على صدق الإيمان؛ فقد روى البخاري عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ: “لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”.
وأعظم شيء نحبه لأنفسنا هو أن يغفر الله لنا، فإنه -سبحانه- لو غَفَرَ أدخلنا الجنة، ولا شقاء علينا أبدًا حينئذٍ؛ ومن هنا فالمسلم الصادق يحبُّ لإخوانه أن يغفر الله لهم، وقد عَرَّفَنا اللهُ عز وجل في كتابه هذا السلوك الجميل، وجعله صفة لازمة للمؤمنين، فقال: }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ{ (الحشر: 10).
لهذا؛ كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات، وحضَّنا على ذلك وأمرنا به، وعظَّم جدًّا من أجر هذا العمل؛ فقد روى الطبراني -وحسَّنه الألباني- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً”.
فانظروا عباد الله كم مِن الحسنات يمكن أن نُحَصِّل باستغفارنا للمؤمنين والمؤمنات، فهم يتجاوزون المليار الآن بكثير، فإذا أضفنا إليهم الذين سبقونا بالإيمان وماتوا قبلنا كان العدد غير مُتَخَيَّل، فلْنحرص على هذه السُّنَّة الرائعة، ولْنسأل اللهَ المغفرة للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، ولْيكن هذا جزءًا من برنامجنا اليومي.
ولا تنسوا شعارنا: }وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا{ (النور: 54).

اقرأ أيضا  القرآن الكريم شرف هذه الأمة

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.