الانتخابات الفرنسية ملبدة بالإسلاموفوبيا.. ومخاوف من روسيا

باريس(معراج) – قبل ساعات من انطلاق الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقرر لها غدا الأحد، بين مرشح الوسط المستقل، إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، تخيم على الأجواء الانتخابية عدة موضوعات، أبرزها على الإطلاق، مسألة الإسلام والمسلمين في فرنسا، بالإضافة إلى مزاعم تدخل موسكو في الانتخابات والاتهامات الموجهة للإعلام الروسي بنشر أخبار كاذبة عن ماكرون لصالح لوبان، بحسب السوسنة.

الإسلام والمسلمين في فرنسا

استغل ماكرون الحالة العدائية الواسعة بين مرشحة اليمين المتطرف والمسلمين في فرنسا بعد تصريحاتها العنصرية تجاههم، ووصف لوبان بـ«حزب الكراهية»، رافضا التمييز ضد المواطنين الفرنسيين لأنهم مسلمون، في وقت تتصاعد فيه لهجة “الإسلاموفوبيا” في فرنسا وأوروبا واعتبار اليمين المتشدد توجه جديد لحل مسألة التدهور الأمني والفوضى التي أخلفها اليسار، دون النظر إلى المعاناة التي سيجنيها المسلمون جراء وصول الأحزاب اليمنية إلى الحكم.

وأصبح للجالية الإسلامية في فرنسا تأثير على الاستحقاقات الانتخابية؛ إذ يحاول عدد كبير من المرشحين استمالة الكتلة التصويتية الإسلامية، في حين يستخدم اليمين المتطرف، لغة “الإسلاموفوبيا” ويستعيض عن أصوات الجاليات الإسلامية بأخرى عنصرية رافضة التعايش في البلاد مع المسلمين، ورغم أن القانون الفرنسي يمنع إجراء إحصاءات على قاعدة الدين والعرق، فقد تأكد من خلال استطلاع للرأي عام 2012، أن الجالية المسلمة صوتت بأغلبية ساحقة تجاوزت 86% لصالح مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند؛ من أجل قطع الطريق على اليميني نيكولا ساركوزي.

ويرى مراقبون أنه بصعود اليمين المتطرف للجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية، فإن مسألة الإسلام ومستقبل التعامل معه أصبحت تتصدر عناوين جميع الأخبار وتقارير وسائل الإعلام الفرنسية، فالجدل بشأن هذا الموضوع لم يكن محل نقاش المرشحين فقط، بل لدى منابر الرأي والإعلام كافة، حيث وجدت الجالية الفرنسية نفسها وبمناسبة هذه الانتخابات تحت مجهر تتحدد عبره المواقف حولهم وتناقش مسائل مستقبل حضورهم.

وعن نظرته تجاه الإسلام، أكد ماكرون أن تنظيم داعش يعد العدو الوحيد، مشددًا على «تساوي مكانة جميع الأديان في المجتمع الفرنسي»، وقال في آخر مهرجان انتخابي له، إن لوبان وريثة أبيها جان ماري لوبان، الذي خرج ضده ملايين في الشوارع الفرنسية منعا لوصوله إلى الرئاسة عام 2002، حيث يصفها بأنها تمثل «حزب الكراهية».

فيما تستند لوبان على الرافضين للتعايش مع المسلمين، وتتهم خصمها بالتساهل وحتى بالتواطؤ مع الجمعيات الإسلامية، معتبرة نفسها من أشد المناصرين لـ”الإسلاموفوبيا”، ليس في فرنسا فقط، إنما في أوروبا بأكملها، وتصر على اعتبار الإسلام والهجرة ثنائية غير قابلة للتجزئة، زاعمة أن الإسلام «جسم غريب عن فرنسا».

روسيا

ويخيم شبح العلاقة مع روسيا ودورها في الانتخابات ونتائجها على الأجواء الانتخابية؛ فمع تقديم إيمانويل ماكرون شكوى ضد الصحف الروسية بعد إطلاق شائعات عن امتلاكه حسابا مصرفيا خارجيا، حيث أعلنت شبكة «روسيا اليوم» ووكالة «سبوتنيك» الروسيتان، أنهما تنتويان ملاحقة المرشح للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون.

كان ماكرون تحدث عن «هجمات متكررة» على الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية، مصدرها أوكرانيا خصوصا، وكذلك نشر شائعات أو «تصريحات مهينة» له من قبل المواقع الروسية العامة «سبوتنيك» و«روسيا اليوم» باللغة الفرنسية، متهمًا روسيا بمحاولة التدخل في الانتخابات الفرنسية عبر وسائل الإعلام، لكن نفى الكرملين بشكل قاطع هذه الاتهامات، مؤكدا أنه «لم ينو يوما التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد».

ورجح المراقبون أن تكون العلاقات مع موسكو عاملا أساسيا في سياسة لوبان الخارجية، حيث شكل لقاؤها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس الماضي، حدثا خلال حملتها الانتخابية، ووصفتها بـ”رؤية جديدة” للعالم، ودعت إلى علاقات وثيقة مع بوتين، وأيدت ضمه لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، ما أدى إلى فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا، من جهته، يعارض ماكرون رفع العقوبات عن روسيا من جانب واحد، وخلافا للوبان، شدد على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه روسيا.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  هل ستضطر الولايات المتحدة إلى العمل مع روسيا في سوريا؟
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.