التحذير من الإسراف

الثلاثاء،10صفر1436 الموافق2ديسمبر/كانون الأول2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”
بقلم الدكتور صالح بن محمد آل طالب
الخطبـــــــــــــــــــــــــــــــــة الـــــــأولــــــــــــــــــــــــــــى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، ما ترك خيرًا إلا دلنا عليه، ولا شرًا إلا حذرنا منه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل ضلالة في النار، ثم إن خير الوصايا بعد المحامد والتحايا تقوى الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(18) ﴾ اللهم وَفِقْنَا لِهُداكَ وارزُقْنَا تُقَاكَ وَاجْعَلْنَا نخشاكَ كأنَّا نَرَاكَ.
أيها المسلمون، دين الإسلام هو دين القسط والميزان والعدل والوسطية والتوازن، فميز بهذه المبادئ في كل النواحي وفي كل المجالات، في أحكامه وتوجيهاته، ومواقفه في العادات والعبادات، والمعاملات والتصرفات، والأخلاق والسلوك، والعقل والفكر، ومن هذا التوسط والاعتدال والتوازن، جاء الإسلام بالقصد في كل الأمور، وحذر من خصلة تنافي هذه المبادئ، وذم سلوكًا يتعارض مع أصوله ومبادئه، إنه “الإِسْرَافُ” ذلكم التصرف المشين والسلوك المنحرف المنافي للعقل والشرع، ذمه القرآن في ثلاث وعشرين موضعًا كما ذم أخاه “التَبْذِيرَ” في مواضع أخرى.
الإِسْرَافُ هو مجاوزة الحد وتعدي المشروع، وكل ما بذل في غير وجهه فهو تبذير، نهى عنه الله وذمه، وخوف من عاقبته؛ فقال سبحانه: ﴿ وَأَهْلَكْنَا المُسْرِفِينَ (9 ) ﴾ وقال عز وجل: ﴿ وَأَنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) ﴾ وكره صاحبه فقال: ﴿ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ (141) ﴾ .
وإذا غرق المسرف في بحر إسرافه وأشرب هواه عميت بصيرته؛ فيضل ولا يهتدي، وربما لا يوفق للتوبة؛ حتى يموت على معاصيه وآثامه، وفي ذلك يقول الله – عز وجل-: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) ﴾ ويقول الله – عز وجل -: ﴿ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) ﴾ .
الإسراف مذموم في كل حال؛ حتى ورد النهي عند ذكر الزكاة والصدقات، قال الله – عز وجل-: ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ (141) ﴾ وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” كُلُوا وَاشْرَبُوا ، وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا ، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ ، وَلَا مَخِيلَةٍ ” حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.
ووصف الله – تعالى – حال كثير من الأمم التي أهلكها بأنها كانت مسرفة، وأن هلاكها بسبب إسرافها، ويكفي في ذمه أنه صفة للشيطان، وأن المتصف به من حزب الشيطان، قال الله – عز وجل -: ﴿ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27) ﴾ .
ومع ذلك فهو إضاعة للمال، وحساب وحسرة في المآل، في الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” إِنَّ اللَّهَ كَرِهَلَكُمْ ثَلَاثًا : قِيلَوَقَالَ ،وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ “.
عباد الله، وفي صفات عباد الرحمن الواردة في آخر سورة الفرقان، ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) ﴾ هذا هو منهج الإسلام، وخصال أهل الإيمان، القوام والقصد والاعتدال، ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً (29) ﴾ .
هذا المنهج الرباني المأمور به هو الاقتصاد وهو التوازن، والتزامه يعني الكفاف، والاستغناء عن الخلق، وتضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتوفير المال للنافع المفيد، ليصرف في قنوات المصالح العامة والخاصة بما يعود بالخير على الجميع.
والإسراف إما يكون بالزيادة عن القدر الكافي، وإما بزيادة الترفه والتنعم، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام، وهذه أقبح صوره.
عباد الله، إن التحذير من الإسراف، لا يعني الأمر بترك المباح لذا جاء في الآية الكريمة﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ (32)﴾ .
وكما أن الإسراف مذموم، فكذلك البخر والتقتير، وكنز المال والشح به، ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) ﴾ والبخل والشح من أقبح الصفات والخصال، إنما المطلوب الاعتدال فلا إسراف ولا تقتير، قال ابن القيم – رحمه الله -: “إن مجاوزة الحد في كل أمر يضر بمصالح الدنيا والآخرة، بل يفسد البدن أيضًا؛ إذ إنه متى زالت أخلاقه عن حد العدل والوسط، ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك، وهذا مفترض أيضًا في الأفعال الطبيعية كالنوم والسهر والأكل والشرب والجماع والخلوة والمخالطة وغير ذلك”؛ انتهى كلامه رحمه الله.
أيها المسلمون، ومن آفات الإسراف أنه يطبع المجتمع على الانحلال، وعدم المبالاة، والبعد عن الجد والاجتهاد، كما أنه يضيق الفقراء من حال الأغنياء، ويزرع العداوة والبغضاء حين يرون تبديدهم للثروة والعبث بها، بينما هو في الضنك والعوذ والفاقة والحاجة إلى الضروريات، وربما سعى أصحاب الدخل الضعيف أو حتى المتوسط لمجاراة الأغنياء في إنفاقهم وإسرافهم، فانقلبت كثير من موازين الاقتصاد على مستوى المجتمع وربما على مستوى الدولة، كما هو واقع في المجتمع اليوم، فمن لك بالقنوع الراضي؟!
إن الناظر في حال غالب الناس اليوم يرى أن نفقتهم تضيق بهم مع وفرة المال، وترى غالب الصرف في مجال الكماليات والمجاملات على حساب الضروريات والحاجيات، بل ترى بعض الناس يستدينون ويقترضون لا لسد الحاجة وإنما للكماليات ولمجاراة الأغنياء والمترفين، فيقلد بعضهم بعضًا، ويسرفون كما يسرفون، ويركضون خلف التقليد ويلهثون، حتى يسقطوا في حمأة الديون، وقد قال الله – عز وجل -: ﴿ وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ (151)﴾ .
ومع كل ذلك فإن الجهول يعمى عن هذه العواقب، وصدق الله ﴿ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (12)﴾ .
إن الاقتراض شُرِعَ للإنفاق ولسد الحاجة، لا للترفه بما لا يدركه الإنسان ولا يقوى عليه، وقد نص العلماء على كراهة الاستدانة لغير حاجة كراهة شديدة، قال وهب بن منبه – رحمه الله -: “من الترف أن يلبس الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده، وما جاوز الكفاف فهو تبذير”.
ومما يلفت النظر في هذا المجال الكثرة الهائلة للمحلات التجارية والأسواق، خاصةً فيما يتعلق بأمور النساء، والنسف الهائل من المال على شراء ما لا يُحتاج إليه؛ حتى أصبحت مجتمعاتنا سوقًا استهلاكية كبرى لكل بضاعة، وأصبحت بيوتنا معارض لكل ما تنتجه مصانع العالم، وتسوق له الشركات، ولعبت الدعاية بعقول الناس؛ حتى لكأنما خُلقت النساء للأسواق!!
ويحمل الإعلام المقروء والمرئي بدعاياته وبرامجه مسؤولية وصول المجتمع إلى هذا المستوى، فأين دور الإعلام في صيانة الناس وتوعيتهم بالاقتصاد وتدبير المعيشة.
أيها المسلمون، وفي هذا المجال أيضًا ترى الإنفاق الضخم على الحفلات والمناسبات والأعراف والدرجات سرف عظيم وإنفاق ليس له مردود يكفي لإعاشة المحتفلين دهرًا طويلاً.
على العاقل ألاَّ ينهزم أمام رغبات ضعاف العقول والأهواء من أهل بيته وممن حوله؛ فإنه المسؤول عنهم وعن تدبيرهم، وقد قال الله – عز وجل -: ﴿ وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوَهُمْ فِيهَا وَاكْسُوَهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (5) ﴾ عن علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: “ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير وما تصدقت فهو لك، وما أنفقت رياءً وسمعة فذلك حظ الشيطان”، ولقد كان العرب في الجاهلية ينفقون أموالهم ويطعمون الطعام ويقيمون الولائم للتفاخر والسمعة، ويذكرون ذلك في أشعارهم؛ فنهى الله عن ذلك الصنيع، فهل عادت تلك الخصلة الجاهلية بالمباهاة والتكلف في المناسبات، ليقال ما صنع آل فلان؟!!
أيها المسلمون، إن وفرة المال ليس عذرًا ولا مسوغًا لإسراف، حتى وإن كان المنفق مقتدرًا، وقد علمتم ما جاء في السرف، فإن صاحب المال مسؤول عنه يوم القيامة، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ…” ، ومنها ((…وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ” رواه الترمذي بإسناد صحيح، قال الله – عز وجل -: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) ﴾ أي ما تنعمتم به في الدنيا، فهل أعددنا للسؤال جوابا؟! وهل أعددنا للجواب صوابا؟!!
عباد الله، إنها ليست دعوة للبخل والتقتير، وليس اعتذارا للشحيح المضيق على أهله المقتر عليهم، ولكن يجب أن يعاد النظر في كثير من العادات، في الصرف والإنفاق، على ضوء الصفة الكريمة ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) ﴾ إنه القصد والعدل، والتوازن والتقصد، وقد قيل: “لا عقل كالتدبير”.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله – تعالى – لي ولكم.

اقرأ أيضا  لا إله إلا الله: منهج حياة

الخطبــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــــــــــــة

الحمد لله المحمود في عليائه، وهو الإله الحق في أرضه وسمائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعالى بعزته وكبريائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وخيرته من أنبيائه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد،
فمن صور الإسراف التي بان خطرها، وتنادت الدول والمنظمات بتداركها، الإسراف فيما الناس شركاء فيه، وهو الإسراف في هدر المياه، والإسراف في طاقة الكهرباء، والتي تكلف شيئًا كثيرًا من جهة إنتاجها وجلبها وتوفيرها؛ حتى تكاد الدول تتقاتل على مصادرها، وإن الإسراف مع هدرها يحرم آخرين هم في أمس الحاجة إليها مع تعرضها للنفاذ، والعالم اليوم مقبل على أزمة في المياه، حذر من مغبتها العقلاء والمراقبون، خاصةً في بلادنا التي تنعدم فيها الأنهار، وتندر فيها الأمطار، وأوشكت أن تغور فيها الآبار.
أيها المسلمون، القصد في استهلاك الماء هو السنة، حتى في الوضوء والطهارة، مع أنها عبادة يُتَقَرَّبُ بها إلى الله باستعمال الماء فيها، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ” يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ،وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ ” رواه البخاري ومسلم.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ ” فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَاالْوُضُوءُ ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ ” ؛ حديث صحيح أخرجه النسائي وأبو داود وابن ماجه.
قال ابن قدامة – رحمه الله –: “ويكره الإسراف في الماء، والزيادة الكثيرة فيه لما روينا من الآثار”، وكان يُقال: “من قلة فقه الرجل ولعه بالماء”وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه –:أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّبِسَعْدٍوَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ : ” مَا هَذَا السَّرَفُ يَاسَعْدُقَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ ! قَالَ : ” نَعَمْ ! وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ”؛ رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف.
وإذا كان هذا في الوضوء والعبادة فما بالك بغير ذلك، إن المحافظة على الماء والطاقة والاقتصاد فيها، لَهُوَ واجب عام على المجتمع والأفراد، وهو حق مشترك، ونقصه نقص على الجميع، والواجب على كلٍ بحسبه، اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على هذه الثروة من الهدر والضياع، مع سن الأنظمة وتفعيلها لأقرِ الناس على القصد فيها.
أيها المسلمون، إن التواصي بالقصد والاعتدال في الإنفاق والاستهلاك، وإن التشهير من الإسراف والتبذير لَهُوَ من التواصي بالبر والتقوى، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن النصح للمسلمين، بل هو ما وصى به القرآن، وتكرر في مواضع كثيرة منه، وإن التعاون مع الجهات التي تسعى لتحقيق هذه المصالح بالتوعية والتثقيف والتربية والتعليم لمما يحتسب فيه ويرجى عنه الثواب.
هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، محمد بن عبدالله رسول الله وخاتم أنبيائه، اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ به للبر والتقوى، اللهم وفقه ونائبه وإخوانهم وأعوانهم لما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهم هيئ له البطانة الصالحة، واصرف عنه بطانة السوء يا رب العالمين.
اللهم انصر من نصر الدين، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين، اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، وفي كل مكان يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، في كل مكان يا رب العالمين، اللهم انصر المستضعفين من المسلمين، وكن لهم وليًا ونصيرًا، ومعينا وظهيرًا، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك في نحورهم، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، وفك أسرى المأسورين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ويسر أمورنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة وقنا عذاب النار، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولجميع المسلمين.

اقرأ أيضا  الإيمان بالقضاء والقدر حقيقته وآثاره

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثًا هنيئا مريئا صحًا طبقًا مجللاً عامًا نافعًا غير ضار، تحيي به البلاد، وتسقي به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا ولا بلاء ولا هدم ولا غرق.

اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (182) ﴾ .

اقرأ أيضا  خطبة المسجد الحرام 13/3/1434 هـ - السيرة النبوية ووجوب تعلمها

المصدر: المصدر: منبر الجمعـــــــــــــــــة من الحــــــــــــــرم المكـــــــــــي

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.