الداعية بين التواضع والكرامة

الجمعة 10 محرم 1437//23 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. محمد سعيد بكر
قاعدة: “يوازن الداعية بين حفظه لكرامة نفسه، وبين تواضعه لخلق الله، فلا يتكبر عن مخاطبة المساكين، ولا تضعف نفسه أمام المتجبرين”.
– الهيبة واحترام الذات والمنزلة الرفيعة التي يتطلع إليها الداعية؛ لا تمنعه من الاقتراب من الناس، والنزول في ميادينهم، وحسن جوارهم وعشرتهم ومخالطتهم.
– لا ينبغي للداعية أن يترفع أو أن يتكبر عن محاكاة الناس، بحجة حرصه على هيبة نفسه. ولقد كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم أكثر الناس هيبة، لكنه لم يكن يترك مجالس الناس.
– كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى أن يعيش مسكيناً، وأن يموت مسكيناً، وأن يُحشر مع المساكين، من باب التواضع، ولشدة حبه لهذه الفئات الضعيفة.
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: “هل تُنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” (رواه البخاري).
– تختلط المعادلة عند بعض الدعاة، فتراه بين المساكين متجبراً، وبين المتجبرين مسكيناً، ثم هو يفتي لنفسه هذا السلوك من باب الهيبة هناك، ومن باب الرفق واللين هنا.
– قال تعالى: “ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك” (آل عمران: 159).
– مَن تواضع لأجل الله تعالى؛ رفعه الله تعالى، ومن تكبر وتجبر؛ عافه الناس وهجروه، وابتعدوا عنه وأنكروه.
– أساس التواضع أن يستحضر الداعية أمورا منها:
1. “كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم” (النساء: 94).
2. “والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً” (النحل: 78).
3. “ما عندكم ينفد وما عند الله باق” (النحل: 96).
4. “وفوق كل ذي علم عليم” (يوسف: 76).
5. “عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى” (عبس: 1-3).
6. “يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد” (فاطر: 35).
7. “ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا” (الكهف: 28).
– الهيبة حالة خاصة يعيشها المسلم كلما كان قريباً من أمر الله تعالى، فالله تعالى (ذو الجلال والإكرام) يضفي على عبده الصالح المصلح من جلاله جلالاً وهيبة خاصة، يحترمه لأجلها العدو والصديق، وأما المخلّطون والعصاة الفاجرون؛ فلا هيبة لهم، وإن خافهم الناس واتقوا شرورهم، قال تعالى: “ومن يُهِنِ الله فما له من مُكْرِم” (الحج: 18).
السبيل

اقرأ أيضا  القرآن لا يقول إلا حقًّا
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.