الشيخ عكرمة صبري يروي تفاصيل حريق في المسجد الأقصى

الإثنين 19 ذو القعدة 1437/ 22 أغسطس/ آب 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

فلسطين

“ما زلت أحتفظ بالملابس التي عشقت دخان ذاك الحريق المشؤوم، ولا أستطيع نسيان تلك اللحظات المحزنة والمؤلمة”، شهادة يرويها من لفحه لهيب ألسنة نيران حريق المسجد الأقصى، قبل 47 عاما.

رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “لقد شاء الله عز وجل أن أكون أحد المشاركين في إخماد حريق المسجد الأقصى عام 1969، ولا بد من الإشارة إلى أن الحريق كان ولا زال يمثل إنذارا للمسلمين بأن الأقصى في خطر”.

في حضرة العبرات والحشرجات، يقول “صبري” صدمة أصابتني كباقي المقدسيين، ويتابع: “كنت قريبا من المسجد عندما سمعت صوت النداء، وبدأ الخبر ينتشر..المسجد يحترق.. المسجد يحترق، وما هي إلا دقائق حتى التحقت بركب المئات من الذين هبوا لحمل المياه والتراب لإخماد الحريق، بشكل بدائي لعدم توفر المعدات، حيث كان الناس يكبرون ويهللون ويبكون”.

مدير مدرسة الأقصى الثانوية، في ذلك الوقت، يسرد أدق التفاصيل: “أنهى المصلون صلاة الفجر والضحى في المسجد الأقصى، وعادوا إلى منازلهم، وعند حوالي الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً، اقتحم (مايكل دنيس روهان) المسجد، وعلى ظهره حقيبة كبيرة فيها مواد قابلة للاشتعال، رشها في عدة مواقع بالمسجد القبلي، قبل أن تبدأ ألسنة النيران بالاشتعال”.

ويضيف “علمنا بالخبر حوالي الساعة السابعة، فأسرعنا نحو المسجد الأقصى، وشكل الأهالي سلاسل بشرية لنقل الأتربة والمياه لإخماد النيران وضمان عدم انتقالها إلى أماكن أخرى في المسجد”، ويوضح: “النيران اشتعلت في الجهة الشرقية؛ حيث كان السقف القديم من الخشب والرصاص فكان الاشتعال سريعا، أما الجهة الغربية فكان السقف من الإسمنت”.

“قوات الاحتلال هي من دبرت الحريق، وحاولت تضليل الرأي العام بإعلانها أن سببه تماس كهربائي، ثم منعت وعرقلت وصول سيارات الإطفاء من مدن الضفة الغربية: يتابع “صبري”: “عملية إخماد النيران يدوياً استمرت حتى الساعة 12 ظهرا، حتى وصلت سيارات الإطفاء، وبقيت تعمل على إخماده حتى الساعة الرابعة عصرا، علما أنها جاءت من القدس والبيرة ورام الله وبيت جالا وبيت لحم وبيت ساحور والخليل”.

وفي حسرة وآلم، يتابع: “كنا نقول سابقا أن الأقصى في خطر، واليوم نقول إن الأقصى في أخطار، فالمسؤولون الصهاينة والحكومة والكنيست يدعمون الجهات الإسرائيلية المتطرفة، ويطالبون بهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه”.

ويرى “صبري” أن هذه “الذكرى” يجب أن تكون حافزا للمسلمين والعرب للعمل على حماية ورعاية المسجد الأقصى المبارك والذود عنه، داعيا الدول العربية والإسلامية بأن توحد البوصلة نحو المسجد الأقصى المبارك،  “فالحكومات الصهيونية هي التي تخطط وتنظم هذه الاعتداءات بقرارات رسمية وسياسية وتشرف عليها”.

واعتبر أن الاحتلال تجرأ على المسجد الأقصى والقدس، لأن الأوضاع العربية والإقليمية تساعده على تنفيذ مخططاته بشكل مباشر وغير مباشر، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تحاول إحكام قبضتها على المسجد من خلال منع المصلين والمرابطين والحراس والإعمار، بهدف فرض السيادة على المسجد.

وشدد الشيخ صبري على ضرورة رباط أهالي القدس والداخل المحتل بالأقصى وشد الرحال إليه، للحيلولة دون أي اعتداء عليه، كما طالب الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤوليتها لحماية المسجد، “لأنه ليس فقط للمقدسيين والفلسطينيين، إنما لكل العرب والمسلمين شأنه كمكة والمدينة المنورة”.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

اقرأ أيضا  بازناس توزع المياه النظيفة على الفلسطينيين في رفح بغزة
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.