جاكرتا، مينا – يرى معهد إصلاح الخدمات الأساسية (IESR)، وهو مركز تفكير إندونيسي، أن الاحتفال بمرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإندونيسيا يُمكن أن يُستغل كفرصة لتعزيز الشراكة في مجال التنمية الخضراء بين البلدين.
وقال المدير التنفيذي لـ IESR، فابي توميوا، في بيان نُشر في جاكرتا يوم الخميس، ونقلته “مينا” إن دراسة حديثة أجراها المعهد أظهرت وجود 333 غيغاواط من مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى المرافق يمكن تطويرها في إندونيسيا، وهي مشاريع قابلة للتنفيذ من الناحية المالية.
وأضاف: “إن استغلال هذا الإمكان سيُسهم في دعم إندونيسيا لتصبح رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2045، ويُساعدها على التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون. وبوصف الصين رائدة عالميًا في مجال تطوير البنية التحتية وتصنيع تقنيات الطاقة المتجددة، فإن التعاون بين البلدين سيكون مفيدًا للطرفين، ويُعزز الطموحات التنموية طويلة الأمد لكليهما”.
وأشار فابي إلى أن التعاون في قطاع الطاقة النظيفة بين الصين وإندونيسيا يمكن أن يُسهم أيضًا في دعم تنفيذ مبادرة الحزام والطريق (BRI) الخضراء، والتي تهدف إلى خفض الانبعاثات من خلال تمويل مشاريع الطاقة المتجددة، واستبدال محطات الطاقة الأحفورية، وتطوير سلاسل التوريد والتصنيع لتقنيات الطاقة النظيفة.
قراءة المزيد: روسيا تسعى لدعم السياسات والأولويات الوطنية لإندونيسيا
وقال إن مشاريع BRI لا تقتصر على كونها أداة لتطوير البنية التحتية فحسب، بل تُشكل أيضًا منصة لتمكين المجتمعات، وتعزيز التجارة، ودعم النمو الاقتصادي الشامل والمستدام.
من جهته، أضاف مدير برنامج الدبلوماسية المناخية والطاقة في IESR، عارف روسادي، أن التعاون بين الحكومتين يمكن أن يُوسع من خلال الحوار المجتمعي بين الشعبين، ما سيفتح المجال لتبادل الخبرات، لاسيما في تجربة الصين في التحول الاقتصادي نحو التنمية الخضراء.
وقال: “الحوار الفعال بين المجتمعين يُمكن أن يُلهم أصحاب القرار في إندونيسيا لتبني ممارسات التنمية المستدامة والتقنيات الحديثة، من خلال الاطلاع على أفضل التجارب الصينية في هذا المجال”.
وأكد عارف أن الاحتفال بالذكرى الـ75 للعلاقات الثنائية لا يُعد مجرد مناسبة تاريخية، بل يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون نحو مستقبل أكثر استدامة، كما يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في التعاون بين دول الجنوب لمواجهة التغير المناخي.
قراءة المزيد: وزير الاقتصاد الإسبانى: تعليق الرسوم الأوروبية على الواردات الأمريكية قرار
وأشار إلى أن هذا التعاون يُعد ضروريًا لدعم التحول الطاقي والتحول الاقتصادي في إندونيسيا نحو الوصول إلى الحياد الكربوني، بما يتماشى مع أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وتحتفل الصين وإندونيسيا هذا العام بمرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي بدأت رسميًا في 13 أبريل 1950، وشهدت تعاونًا واسعًا في مجالات التجارة والبنية التحتية والطاقة والثقافة.
وحتى عام 2022، حافظت الصين على مكانتها كشريك تجاري أول لإندونيسيا لمدة عشر سنوات متتالية، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 50 مليار دولار أمريكي في عام 2013 إلى 150 مليار دولار في عام 2022.
وفي عام 2024، ووفقًا لتقرير استثمارات مبادرة الحزام والطريق الصيني، احتلت إندونيسيا المرتبة الأولى كأكبر دولة متلقية للاستثمارات ضمن المبادرة، بقيمة بلغت نحو 9.3 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل 150 تريليون روبية.
قراءة المزيد: العدد المستهدف من وكلاء بنك الشريعة الإندونيسي يصل إلى ١٢٣ ألف وكيل في كافة أنحاء البلاد بنهاية عام ٢٠٢٥
وكالة مينا للأنباء