الموت يتربص بمرضى السرطان في غزة

غزة (معراج) – على أسرّة مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة يرقد عشرات من مرضى السرطان؛ وسط إحباط كبير ارتسم على وجوههم، خشية تدهور أوضاعهم الصحية وفقدان حياتهم؛ وذلك بعد إقدام السلطة الفلسطينية على وقف التحويلات الطبية للعلاج بالخارج.
وتتفاقم الأوضاع الصحية لمرضى السرطان بشكل كبير؛ نظراً لافتقار المشافي بغزة للعلاج الإشعاعي المهم للمرضى، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بهم؛ الأمر الذي يهدد حياتهم بالخطر ، وفق صفا.
ويغادر قطاع غزة شهرياً قرابة 400 مريض بالسرطان عبر حاجز بيت حانون “إيرز” للعلاج بالضفة أو الداخل المحتل؛ وذلك بعد إصدار مكتب العلاج بالخارج “التحويلات الطبية” الخاصة بهم؛ ولكنه توقّف عن ذلك منذ قرابة الشهرين.
جسد ميّت
وبدموع مليئة بالحسرة تصف السيدة عائدة المصري جسد شقيقتها ابتسام (37عامًا) المريضة بسرطان في الرأس “بالجسد الميت”؛ وذلك بعد تأخّر التحويلة العلاجية لشقيقتها لشهر كامل.
وتضيف “ننتظر التحويلة بفارغ الصبر، واليوم حالة شقيقتي ابتسام من سيء لأسوأ وباتت عاجزة عن الحركة، ونخشى أن نفقدها”.
ومن المقرر أن تغادر المريضة ابتسام الرضيع منتصف شهر ايار الماضي حاجز بيت حانون “إيرز” للعلاج بمشفى في الداخل المحتل بـ “تل أبيب”؛ لكن لم تصدر التحويلة العلاجية حتى اللحظة.
وتناشد المصري دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة برام الله بإصدار التحويلة العلاجية لشقيقتها بأسرع وقت ممكن، لإنقاذ حياة شقيقتها وعلاجها.
وتقول ” لكل مسؤول له ضمير حي عليه أن يطّلع على حال شقيقتي.. المرض أنهكها ولا تستطيع الحركة، أرجوكم أنقذوها؛ لتتعافى من أجل العودة لأطفالها الخمسة”.
ولم يختلف الحال كثيراً لدى المريض ربيع خروب (40عامًا) المصاب بسرطان في الرئة؛ إذ يخشى هو الآخر أن يتدهور وضعه الصحي؛ نتيجة تأخره باستئصال الورم السرطاني.
ويضيف بحسرة “أمكث منذ 5 شهور بالمشفى، ويفترض أن أحول للعلاج بالقدس منذ شهرين؛ لكنني إلى الآن أنتظر التحويلة العلاجية، والأطباء قالوا لي لا علاج في غزة”.
ويمكث خروب كغيره من عشرات المرضى بالسرطان على المسكنات والحقن؛ الأمر الذي ينهك أجسادهم ويتطلب بأسرع وقت ممكن لمغادرة القطاع للعلاج والانتظام على الجرعات العلاجية.
وتساءل “لماذا أحرم من العلاج، ما ذنبي؛ وضعي الصحي يتراجع يومًا بعد الآخر، لا أستطيع ان أكل شيء أو أبلع شيء فقدت أكثر من نصف وزني”
حالات وفاة
ويؤكد مدير مستشفى الرنتيسي محمد أبو سلمية وفاة 4 حالات من مرضى السرطان خلال الشهرين الماضيين؛ وذلك عقب توقّف إصدار التحويلات الطبية الخاصة بهم للعلاج بالخارج.
ويقبع في قسم أورام السرطان للكبار بمشفى الرنتيسي 30 مريضاً؛ في حين يتلّقى نحو 200 مريض الخدمة العلاجية داخل المستشفى؛ ونظراً للنقص الحاد في الأدوية لمرضى السرطان وعدم توفر إمكانيات للعلاج الإشعاعي؛ فإن المشفى يحوّل المرضى للعلاج بالخارج.
ويوضح أبو سلمية أنه لم يصل كتاب رسمي من دائرة العلاج بالخارج بوقف التحويلات العلاجية للمرضى بغزة؛ ولكن على أرض الواقع الكثير من المرضى منذ قرابة شهرين ممنوعين من العلاج بمستشفيات القدس والضفة والداخل المحتل.
ويتابع حديثه “يوجد نقص حاد وشديد للأدوية الأساسية لمرضى السرطان بغزة، بالإضافة لمنع الاحتلال المرضى من السفر عبر حاجز بيت حانون بداعي المنع الأمني؛ والآن تمنع التحويلات العلاجية للمرضى من قبل السلطة الفلسطينية”.
ويشدد أبو سلمية أنه لا يمكن إيقاف الدواء عن مرضى السرطان؛ هم في خطر حقيقي، ويجب على الجميع أن يتكاتف لحل هذه الأزمة قبل فوات الأوان؛ وإلاّ سنفقد الكثير من المرضى بالوقت القريب.
ويتابع حدثه “رسالة للجميع وكل من هو غيور على هذا الوطن، رسالة إلى السلطة الفلسطينية وحكومة التوافق الوطني ومنظمة الصحة العالمية ومصر ومنظمات حقوق الإنسان؛ أنقذوا مرضى السرطان بغزة قبل فوات الأوان”.
وأكد رئيس القطاع الصحي في اللجنة الإدارية بغزة باسم نعيم في تصريح سابق له أن وزارة الصحة برام الله أوقفت مئات التحويلات الطبية الخاصة بمرضى السرطان من قطاع غزة.
وقال نعيم: “إن هناك قراراً بوقف كافة التحويلات الطبية التي تصدر من غزة لمكتب العلاج بالخارج في رام الله، وهي موضوعة على الأدراج، ولم يتم التوقيع بالموافقة عليها، بعد أن صدرت الأوامر بإعاقتها دون إعلان رسمي”.
وأوضح أن هذا الأمر يعرض حياة الأهالي والمرضى للخطر الشديد، مشيراً إلى وجود حالات وفاة تشهدها المستشفيات للمرضى خلال انتظارهم للموافقة على تحويلاتهم الطبية.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

اقرأ أيضا  هنية : لسنا في وارد التحضير لحروب
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.