اليمن: تمديد مرتقب لوقف النار والحوثيون يصعدون تهديدهم للسعودية

الحوثيون و صواريخ باليستية - buyemen.com -
الحوثيون و صواريخ باليستية – buyemen.com –

الإثنين، 10 ربيع الأول 1437 الموافق 21 ديسمبر / كانون الأول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

اليمن

يتوقع أن يعلن مساء الاثنين، تجديد وقف اطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي في اليمن، غداة اختتام مباحثات بين طرفي النزاع برعاية الامم المتحدة، اتفق خلالها على جولة جديدة الشهر المقبل.

يأتي ذلك مع تصعيد الحوثيين وحلفائهم من تهديداتهم تجاه السعودية، قائدة التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي أعلنت اسقاط صاروخ أطلق من اليمن، هو الرابع خلال أيام.

وكان مسؤول حكومي يمني أعلن الأحد في ختام مباحثات بدأت الثلاثاء في سويسرا، تمديد وقف النار الذي تزامن مع انطلاق جولة التفاوض.

وقال وزير الخارجية عبد الملك المخلافي “سيتم تمديد الهدنة لسبعة أيام أخرى وستمدد لاحقا تلقائيا اذا احترمها الطرف الأخر”.

وينتهي مساء الاثنين العمل بالوقف الأول لاطلاق النار الذي كان من المقرر أن يستمر سبعة ايام، وشابته انتهاكات متبادلة منذ اليوم الاول.

والاثنين، سجل هدوء حذر ميدانيا في الجنوب، بما فيه محيط مدينة تعز (جنوب غرب) التي يحاصرها الحوثيون وحلفاؤهم منذ أشهر.

الا أن المعارك تواصلت في الشمال، حيث تابعت القوات الحكومية هجماتها في منطقة نهم (40 كلم شمال شرق صنعاء)، حيث قتل 10 من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. كما تقدمت قوات هادي في محافظة الجوف باتجاه معبر البقعة الحدودي مع السعودية، بحسب مصادر عسكرية.

اقرأ أيضا  لبنانيات أمام مبنى الأمم المتحدة في بيروت: لا تفاوض ولا تنازل عن القدس والمسجد الأقصى

وحققت القوات الحكومية في نهاية الأسبوع تقدما في الشمال، واقتربت باتجاه صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم منذ أيلول/سبتمبر 2014، بدعم من التحالف الذي بدأ غاراته في اليمن نهاية آذار/مارس.

وأفاد شهود الاثنين أن طائرات التحالف شنت تسع غارات استهدفت الحوثيين في منطقة الخولان شرق صنعاء.

وأعلن التحالف اليوم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وأوردت الوكالة أن “قوات الدفاع الجوي السعودي اعترضت في حوالي الساعة الثالثة والنصف فجراً (00,30 منتصف الليل ت غ) صاروخا معاديا تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة جازان” في جنوب السعودية.

وقام سلاح الجو السعودي “بتدمير منصة إطلاق الصاروخ” في اليمن.

والصاروخ هو الرابع على الأقل يطلقه الحوثيون وحلفاؤهم باتجاه السعودية منذ الجمعة. فقد أفادت الوكالة الاحد عن مقتل ثلاثة اشخاص في سقوط صاروخ على نجران، غداة اعتراض صاروخ بالستي أطلق من اليمن وسقوط آخر في منطقة صحراوية شرق نجران.

وفي سياق متصل، بحث ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان مساء الأحد مع رئيس هيئة الأركان العامة (الموالية للحكومة) اليمني اللواء محمد علي المقدشي “التطورات الميدانية في الساحة اليمنية”، بحسب الوكالة السعودية.

والاثنين، دان مجلس الوزراء السعودي “عدم التزام الميليشيا الحوثية بعد إعلان وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام (…) وخرقهم للهدنة في أعمال لا تخدم المفاوضات الرامية لإيجاد حل سلمي للقضية اليمنية”.

اقرأ أيضا  وصول وفد منظمة التعاون الإسلامي لغزة

ويتزامن تزايد الهجمات الصاروخية مع تصاعيد الحوثيين نبرتهم التحذيرية.

ونقلت وكالة “سبأ” التي يسيطرون عليها، عن المتحدث العسكري العميد الركن شرف غالب لقمان ان “300 هدف عسكري ومنشأة حيوية سعودية، ادخلت ضمن اهداف قوة الاسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية”.

وأضاف في تصريحات الأحد “بعد اليوم لن نكون في خانة الدفاع، وصار الهجوم من أولويات خياراتنا الاستراتيجية”.

وأوضحت مصادر عسكرية يمنية أن المتمردين “ما زالوا يملكون ما بين ستين وسبعين صاروخا، بينها صواريخ +توشكا+”، على رغم اعلان التحالف مرار عن استهداف مخازن الصواريخ التي كانت في حوزتهم.

وحيا المكتب السياسي لجماعة “أنصار الله”، الاسم الرسمي للحوثيين، في بيان الأحد “ما تحققه الضربات الصاروخية من نجاح في إلحاق خسائر غير مسبوقة في الأعداء وقواتهم الغازية”، منتقدا الامم المتحدة لأنها “لم تكن جادة في مساعيها لوقف العدوان بقدر النية في توفير الفرصة المناسبة لتصعيد الغزاة”، في اشارة للهدنة المتزامنة مع مباحثات سويسرا.

ضغوط دولية

واتفق الطرفان بعد ستة أيام من المباحثات، على عقد جولة جديدة في 14 كانون الثاني/يناير، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد الأحد.

وقال “أحرزنا في الأيام الماضية تقدما ملحوظا لكنه ليس بكاف”، مؤكدا “الاتفاق على مجموعة من تدابير بناء الثقة بما في ذلك الافراج عن السجناء والمعتقلين والمحتجزين جميعا من دون استثناء” و”انشاء لجنة الاتصال والتهدئة التي تتالف من مستشارين عسكريين من كلا الجانبين وتشرف عليها الامم المتحدة”.

اقرأ أيضا  خبراء: زيارة روحاني لباكستان تحمل هدفًا واقعيًا

وأدى النزاع في اليمن الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص وجرح 28 الفا منذ آذار/مارس، اضافة الى 2,5 مليوني نازح، بحسب الامم المتحدة.

وأفاد ديبلوماسي عربي رفض كشف اسمه ان “عددا من دول مجلس الامن الدولي وخاصة الولايات المتحدة، تضغط على جميع الاطراف المتقاتلة في اليمن لوقف الحرب”.

وأوضح ديبلوماسي آخر ان “واشنطن تجري اتصالات مع دول من التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، لتأمين وقف اطلاق نار دائم”.

وفي إيران، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية حسين جابر انصاري للصحافيين أن “جهودا دبلوماسية جارية بين إيران والسعودية لاعداد الأرضية لحوار مباشر من أجل تسوية الخلافات والقضايا الإقليمية”.

واليمن حيث تتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين، هو أحد ابرز الملفات الخلافية بين القطبين الاقليميين، اضافة الى ملفات أخرى أبرزها سوريا.

المصدر : فلسطين أون لاين