انتفاضة القدس .. القرار بيد الشعب

انتفاضة القدس - noqta.info -
انتفاضة القدس – noqta.info –

د.عاصم شاور

الثلاثاء 7 محرم 1437//20 أكتوبر/تشرين أول 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلام

منذ عقد من الزمن الملف الفلسطيني بيد السياسيين، والشعب الفلسطيني مغيب عن صنع القرار، ومع الجهود التي بذلتها السلطة الفلسطينية لانتزاع دولة على حدود 67 عن طريق المجتمع الدولي والراعي الأمريكي غير النزيه لعملية “السلام”؛ الأوضاع على الأرض ازدادت سوءًا يومًا بعد يوم، إذ استطاع المحتل الإسرائيلي تغيير الملامح الجغرافية للضفة الغربية بالمستوطنات والطرق الالتفافية، وكذلك استطاع تغيير الملامح الإسلامية لمدينة القدس، وكاد ينجح في تهويد القسم الأكبر منها حتى وصل إلى مرحلة تقسيم المسجد الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا، فانقلبت الأمور رأسًا على عقب مع اندلاع انتفاضة القدس المباركة.

اقرأ أيضا  حصاد عام 2015 على الساحة الفلسطينية

عشرة أعوام من هدوء الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، ومن الجهود المضنية التي بذلت لم تفلح في خلق الفلسطيني المؤمن بالسلام أو المقاومة السلمية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن السلطة الفلسطينية كانت تعمل على إقناع الشباب أن العنف ضد مصالح شعبنا، وأن القضية لا تحل إلا بالتفاوض والتظاهرات السلمية، ولكنها (أي السلطة) لم تكن تحقق أي إنجاز على الأرض يقنع الجماهير، في حين كان الاحتلال يسعى إلى إذلال الفلسطينيين، وخاصة الشباب منهم، ويحرمهم أبسط أحلامهم وحقوقهم، حتى اكتشف الفلسطيني أن من يحاول إذلاله إنما هو جيش من ورق استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تذله في غزة وفي معسكراته خارج غزة، وأن تضربه في عاصمة كيانه وفي مستوطنات الضفة الغربية، حتى ظهر جيش الاحتلال الإسرائيلي عاريًا تمامًا أمام هذا الجيل الذي اكتشف ببساطة أنه جيش قابل للكسر.

اقرأ أيضا  رغم "مفاوضات التهدئة" في غزة .. سيناريوهات "التصعيد" ما تزال مطروحة

انتفاضة القدس اندلعت ردًّا على الاحتلال وكل ما اقترفه من جرائم، ولكن مع مرور الوقت سيكون للشعب المنتفض أهداف يسعى إلى تحقيقها، وهنا يأتي دور الفصائل والسياسيين، فمن كانت أهدافه تتفق مع أهداف الشارع الفلسطيني يكن من أصحاب صنع القرار في الانتفاضة، ومن كانت أهدافه متناقضة فإنه لن يجد له مكانًا فيها، فالفصائل الفلسطينية هي المكون الرئيس للشعب الفلسطيني، وكذلك السياسيون، وإن كانوا مستقلين، ولكن على الجميع أن يفهم أن انتفاضة القدس ليست بيد أحد حتى يحدد لها أهدافها أو وسائلها، فضلًا عن التفكير في الوقوف ضدها أو إجهاضها.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.