SCROLL TO CONTINUE WITH CONTENT

السلام في فلسطين يعني السلام في العالم

ADVERTISEMENT

SCROLL TO CONTINUE WITH CONTENT

تجليات الرحمة في شخص الرسول الرحيم ” صلى الله عليه وسلم”

Saturday, 18 ربيع الثاني 1436 - 18:01 WIB

241 Views ㅤ

komas - Saturday, 18 ربيع الثاني 1436 - 18:01 WIB

السبت،17ربيع الثاني1436//7 فبراير/شباط 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
علاء الدين حسن
كاتب دراسات إسلامية
صفة إنسـانية نابعة من حب كبير، تستشرف الآفاق، وترقى بنا إلى قيم العزة والاعتزاز، صفة لا تمحق ولا تمحى، رغم عواتي المحن، تمنحنا الدفء والأمان، صفة من صفات الخالق العظيم.. هو الرحمن الرحيم، وهو أرحم الراحمين. قال الله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف:156).
وجاء في الحديث القدسي الجليل: «أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته» (رواه الترمذي).
والرحمة نسيج متناسق، فيه لطف وتؤدة. ومن رحمة الله بعباده أن أرسل الرسل؛ ليكونوا دعاة عطف ينزعون الحقد، قال الله تعالى عن خاتم الأنبياء والمرسلين: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107). وقال عزوجل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة:128). وقال: {مُّحَمَّدٌ رَّسُوْلُ اللهِ وَالَّذِيْنَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح:29).
وقال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } (آل عمران:159).
ولقد كان ” صلى الله عليه وسلم” رحمة في الدين والدنيا، أما في الدين؛ فلأنه بعث والناس في جاهلية، فدعاهم إلى الحق، وبين لهم الأحكام، وميز الحلال من الحرام. أما في الدنيا؛ فلأنهم تخلصوا ببعثته من الذل والهوان، فالرسالة المحمدية رحمة للبشرية، ولاتزال هذه الرحمة وارفة لمن يريد أن يستظل بها.
وحتى الكفار رحموا ببعثته ” صلى الله عليه وسلم” ؛ حيث أخر الله عقوبتهم، فلم يستأصلهم بالعذاب، كالخسف والمسخ والغرق، كما حدث للأمم السابقة، إكراما له عليه الصلاة والسلام: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} (الأنفال:33).
وهذه مشاهد تربوية من سيرة أشرف الخلق، تتجلى فيها الرحمات بأروع صور.. عن أبي هريرة “رضي الله عنه” قال: قال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم” : «دخلت امرأة النار في هرة لها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت» (رواه مسلم).
وعن أبي هريـرة “رضي الله عنه” عن النبي ” صلى الله عليه وسلم” قال: «بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، وغفر له» (صحيح البخاري).
ولم يكن ” صلى الله عليه وسلم” يطيق أن يرى دابة تحمل فوق طاقتها، ونهى أن يتخذ من فيه روح غرضا للتسلية، كحال ما يعرف بمصارعة الثيران، ونهى عن التحريش بين البهائم، وأنكر على أهل الجاهلية شق آذان الأنعام، وأمر عند ذبح الحيوان أن يحد المرء شـفرته، وألا نذبح ذبيحة ودابة أخرى تنظر إليها، وألا يحد الذابح شـفرته بحضرة الذبيحة.
وقال رسول الله ” صلى الله عليه وسلم” : «إن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه» (رواه أبودواد). وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (صحيح البخاري). وقال: «من لا يَرحم، لا يُرحم» (رواه مسلم).
وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي ” صلى الله عليه وسلم” قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء» (رواه أحمد).
ومن صفات الرحماء: الصدق مع الله، والأمانة، والإيثار، والتوبة، والعدل.
ولقد كان رسول الله ” صلى الله عليه وسلم” المثل الأعلى في الرحمة بالصبيان.. عن أبي مسعود قال: ضربت غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي، فإذا برسول الله ” صلى الله عليه وسلم” يقول: «اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام» (صحيح الجامع، حديث رقم 1071).
ومن رحمته بالبنات رعايتهن وإكرامهن.. قال ” صلى الله عليه وسلم” : «من عال جاريتين حتى يدركا، دخلت أنا وهو الجنة كهاتين» (رواه الترمذي). وقال عليه الصلاة والسلام: «اعدلوا بين أبنائكم» (رواه أحمد).
ودعا ” صلى الله عليه وسلم” إلى الرحمة بالوالديـن فقال: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم» (رواه الطبراني في الأوسط، 1/299).
وفي مجال رحمته بأهله قال عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» (رواه الترمذي).
ومن رحمته ” صلى الله عليه وسلم” باليتيم قوله: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة. وقام بإصبعيه: السبابة والوسطى» (ابن حبان في صحيحه).
ودعا ” صلى الله عليه وسلم” إلى الرحمة بالجار، فقال: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به» (صححه الألباني).
قسما بأن محمدا خير الورى أهدى إلى الثقلين ديـنا يعـتمد
قسما بأن محـمدا بكماله مـا مثلـه أحد، ولا يأتي أحد
ومن رحمته ” صلى الله عليه وسلم” بالناس قوله: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» (صحيح مسلم).
وعن أبي هريرة “رضي الله عنه” قال: قيل يا رسول الله! ادع على المشركين. قال: «إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة» (صحيح مسلم).
ومرت به ” صلى الله عليه وسلم” جنازة، فقال: «مستريح أو مستراح منه». قالوا: ما المستريح، وما المستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» (سنن البيهقي ).
ولو تراحم الناس لما كان بينهم مظلوم ولا بائس ولا محروم.. لو تراحم الناس، لما اقتتلوا ولا سفكوا الدماء.. لو تراحم الناس، لما تخاصموا ولما لجأوا إلى المحاكم لحل النزاعات فيما بينهم.. لو تراحم الناس، لسكنت النفوس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
– الوعي الإسلامي

توصيات لك