ترامب أمر بتوجيه ضربة لسوريا لإرسال رسالة لأعداء الولايات المتحدة

إجراءات عسكرية

واشنطن(معراج) –  قال خبراء أمريكيون إن الضربة الصاروخية، التي أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنها على سوريا، كانت محاولة لإرسال رسالة إلى أعداء الولايات المتحدة، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش).

وكان ترامب أمر يوم الخميس الجيش الأمريكي بتوجيه ضربة إلى قاعدة جوية في سوريا بعشرات الصواريخ من طراز “توماهوك”، بحسب برناما.
ووقعت الضربة بعد أن اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بمهاجمة مدنيين بأسلحة كيماوية يوم الثلاثاء الماضي. وتعتقد واشنطن أن مطار الشعيرات العسكري، الذي تم استهدافه، كان القاعدة التي انطلقت منها الطائرات الحربية السورية لتنفيذ الهجوم الكيماوي، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة عشرات آخرين في محافظة ادلب شمال غرب سوريا.

وقال خبراء أمريكيون إن المقصود من وراء هذه الضربة هو إرسال رسالة إلى أعداء الولايات المتحدة مفادها أن الرئيس الجديد تخلى عما وصفه النقاد بسياسة عدم التدخل الخارجية التي انتهجها سلفه الرئيس السابق باراك أوباما.

وقال جيمس كارافانو، وهو محلل بارز في مؤسسة “هريتاج”، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن “الولايات المتحدة لديها مهمة في المنطقة تكمن في هزيمة تنظيم داعش، وتحقيق الاستقرار في العراق، ووقف زيادة عدد اللاجئين. والرسالة هي ابق بعيدا عن طريقنا”.

اقرأ أيضا  مسؤولة أممية تدعو لحماية أطفال سوريا بشكل عاجل

وكان كارافانو يشير إلى تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الدموي، الذي نفذ هجمات وحشية في أوروبا، واستولى على مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة الشرق الأوسط.

وكان ترامب قد قال مرارا إنه سيهزم تنظيم “داعش”، وكرر في مناسبات عديدة انتقادات بأن أوباما كان يتعامل مع “داعش” مستخدما قفازات أطفال.

وقال واين وايت، النائب السابق لمدير مكتب الاستخبارات لمنطقة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه “سيتم تفسير الرسالة على النحو التالي ‘لا مزيد من الهجمات الكيماوية’ “. غير أن الروس و(الرئيس السوري بشار) الأسد والإيرانيين وحزب الله قد يصعدون من الوضع، الذي كان سائدا في السابق، من خلال تكثيف هجمات المدفعية والقصف التقليدي على الكثير من الأهداف ذاتها”.

وتابع وايت “آمل أن أكون مخطئا، لكن إذا توقع ترامب أن تقوم القوات الموالية للنظام السوري بتمرير (الهجوم) ببساطة دون الرد عليه بطريقة ما، فإنه على الأرجح سيشعر بخيبة أمل”.

اقرأ أيضا  أمريكا:25 ألف دولار لطالب أمريكي تعويضًا عن توقيفه بسبب اللغة العربية

في الواقع، فإن التساؤل الذي يطرحه العديد من النقاد والمحللين الآن هو ما إذا كان الوضع سوف يتصاعد.

ويبدو أن الضربة على سوريا كانت محدودة بشكل مقصود، وحدثت في وقت متأخر من الليل عندما كان معظم الناس الذين يعملون في القاعدة قد عادوا إلى منازلهم في ذلك اليوم. بالتالي، فإن الخسائر على الأرجح ستكون أقل عما لو حدثت الضربة خلال النهار، وفقا للخبراء.

إلا أن وايت لفت إلى أن خطر التصعيد كامن.

وأضاف أن “الروس يستطيعون زيادة وجودهم البحري قبالة السواحل، والقوات الجوية والمساعدة على الأرض، مع إرسال إيران المزيد من القوات”.

وأفاد وايت “إذا قام ترامب بتوجيه ضربة أخرى ردا على تزايد وتيرة الهجمات على المتمردين المدعومين من الغرب، فإنه ببساطة يمكن توقع أن تقوم القوات الموالية للحكومة (في سوريا) بقصف المتمردين بشدة أكبر وبدون استخدام أية مواد كيميائية”.

وقال إنه يشك في أن ترامب “يريد الغوص في إجراءات عسكرية مماثلة للرد عليهم”.

اقرأ أيضا  هل إندونيسيا تقود هجمات إلكترونية أم أنها ضحية؟

بدوره، قال كارافانو إنه يشك في أن الوضع سيتفاقم.

وأضاف أن “الضربة كانت متناسبة، ويبدو أن الولايات المتحدة بذلت كل جهد ممكن لتجنب مواجهة تصعيدية”.

من جانبها، نددت روسيا بالضربة. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الهجوم بأنه “عمل عدواني” مشيرا إلى أنه ينتهك القانون الدولي.

وقال كارافانو إن “الروس سيستمرون في دعم (حكومة) الأسد لأن من مصلحتهم القيام بذلك”.

وفي الوقت نفسه، أدان الرئيس السوري الأسد أيضا الهجوم، على الرغم من أن القادة في الغرب أيدوا الإجراء الذي قام به ترامب.

وكالة معراج للأنباء الإسلامية

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.