تل أبيب تخشى محور سني بقيادة السعودية وتركيا

العاهل السعودي سلمان و الرئيس التركي إردوغان - dw.de -
العاهل السعودي سلمان و الرئيس التركي إردوغان – dw.de –

د. صالح النعامي

الخميس،20 جمادى الثانية1436//9 أبريل/نيسان 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

حذرت نخب صهيونية من “التداعيات الكارثية” على أمنها ومستقبلها في حال تبلور “محور سني” بقيادة السعودية وتركيا.

وأبدت هذه النخب مخاوفاً من أن تفضي حملة “عاصفة الحزم” إلى بروز تحالف “سني”، يغير البيئة الإستراتيجية للكيان الصهيوني بشكل جذري.

وأوضح معلقون وباحثون صهاينة أن تعاظم فرص نشوء المحور السني يعود بشكل خاص إلى توجه الولايات المتحدة لبناء شراكة إستراتيجية مع إيران، والتخلي عن “أصدقائها” في العالم العربي، معتبرين أن التوصل لاتفاق “لوزان” حول البرنامج النووي الإيراني ينسجم مع هذا التوجه الأمريكي.

وقال أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في  قناة التلفزة الصهيونية الثانية أن حرص الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التوقيع على اتفاق “لوزان” مع إيران جاء تعبيراً عن قراره التخلي عن شركائه العرب والانتقال للشراكة مع إيران.

واستند سيغل إلى تقديرات محافل أمريكية وصهيونية تؤكد أن نجاح الولايات المتحدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة بعد اكتشافها مصادر الوقود الصخري جعلها تستغني عن النفط الخليجي، مما قلص من المكانة الإستراتيجية للخليج العربي في نظر الإدارة الأمريكية.

وأوضح سيغل أن أوباما بات يعتقد أنه يمكن الاعتماد على إيران كقوة إقليمية في مواجهة الحركات الإسلامية السنية “المتطرفة” التي تشكل التهديد الأبرز على المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.

وحسب سيغل، فأن أوباما يخشى أن يفضي تحقيق الحركات السنية مكاسب على الأرض إلى تمكينها من تحويل هذه الأرض إلى قواعد انطلاق لضرب المصالح الأمريكية.

في الوقت ذاته،  حذر أهم مركز أبحاث صهيوني من أن هناك ما يؤشر على بروز محور سني تقوده السعودية وتركيا على خلفية مصلحة البلدين في الوقوف ضد التمدد الإيراني في المنطقة.

اقرأ أيضا  تفجير أنقرة ...28 قتيلا و61 جريحا

واعتبر “مركز أبحاث الأمن القومي” الصهيوني أن التقارب التركي السعودي “لا يبشر الكيان بخير”، ويؤثر سلباً على البيئة الإقليمية للكيان الصهيوني.

وفي تقدير موقف نشره المركز في عدد 679 من مجلة “مباط عال”، حذر من أن انضمام تركيا للمحور السني الذي تقوده السعودي يعني زيادة المجال للاحتكاك بين هذا المحور والكيان الصهيوني

ونوه المركز إلى أن هناك ما يؤشر على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين السعودية وتركيا.وأوضح المركز إلى أن  قيمة التبادل التجاري بين السعودية وتركيا وصلت خلال العام 2014 إلى سبعة مليارات دولار، مشيراً إلى أن الأتراك يأملون أن تقفز قيمة التبادل التجاري بين الجانبين إلى 20 مليار دولار بحلول العام 2018.

وأكد المركز أن مزيداً من السعوديين باتوا يرون في تركيا وجهتهم السياحية الأولى، مشيراً إلى أن عدد السعوديين الذين يصلون تركيا بلغ العام الماضي 300 ألف.وتمنى الباحثان أن ينجح نظام السيسي في إفشال التوجه السعودي لإدماج الأتراك داخل المحور السني، على اعتبار أن هذا المخرج الوحيد لتلافي التداعيات الإستراتيجية السلبية لتحرك الرياض الأخير.

وفي السياق قال “مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة” أن الإدارة الأمريكية لم تكن فقط على علم مسبق بتوجهات الحوثيين ضد السعودية، بل أن تعاوناً كبيراً وواضحاً نشأ بين المخابرات الأمريكية وجماعة الحوثي، تمثلت في اعتماد الأمريكيين على الحوثي في حماية المؤسسات العاملة معهم، ناهيك عن استفادة واشنطن من حرب الحوثي على “القاعدة”.

 وأعاد المركز للأذهان حقيقة أن التوجه الأمريكي للاعتماد على إيران وحلفائها لا يقتصر على اليمن، مشيراً إلى أن الأمريكيين لم يعودوا يسلمون ببقاء نظام بشار الأسد فقط، بل أنهم معنيون باستعادة العلاقة معه.

اقرأ أيضا  كورونا.. مجلس علماء إندونيسيا يحث على مساعدة الجيران الفقراء

 وأشار المركز للتصريحات التي صدرت عن  وزير الخارجية  الأمريكي جون كيري، الذي  تحدث عن “الحاجة لإعادة العلاقة مع نظام بشار الأسد”. وأشار إلى أن الأمريكيين يقاتلون بشكل غير مباشر إلى جانب الإيرانيين في العراق، من خلال دعم جماعات عراقية تتبع طهران.

 من ناحيته قال رون بن يشاي، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الأمريكيين لديهم معلومات استخبارية وافية تماماً حول ما يجري في اليمن،  وهم يعون تماماً المغزى الإستراتيجي لسيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب، ومع ذلك فقد اختاروا تركهم ينفذون ما يخططون له.

 ونوه بن يشاي إلى أن كل ما كان يعني الأمريكيين هو شن الحرب على تنظيم “القاعدة” في اليمن، مما جعل أوباما ومجلس الأمن القومي الأمريكي يتجاهلون تماماً المعضلة الكبرى الناجمة عن تمدد الحوثيين في أرجاء اليمن.

 وشدد بن يشاي على أن الأمريكيين أصيبوا بـ “عمى إستراتيجي” عندما لم يتحركوا لمواجهة الحوثيين خوفاً من استفزاز الإيرانيين، منوهاً إلى أن كل ما يعني البيت الأبيض كان ضمان التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران.

وفي السياق واصل المعلقون الصهاينة مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب اعتراضه على اتفاق “لوزان”، معتبرين أن الاتفاق يلبي مطالب الكيان الصهيوني الإستراتيجية.وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة “هارتس” في عددها الصادر الجمعة الماضي ، قال الصحافي باراك رفي رفيد:”عندما نعمق النظر في تفاصيل الاتفاق، فأننا سرعان ما نكتشف نقاط كثيرة تخدم مصالحنا الأمنية وتوفر تطمينات على مصادر القلق الصهيوني”، مشيراً إلى أن جل ما حققته إيران تمثل في الحفاظ على الكرامة وماء الوجه من خلال السماح لها بالاحتفاظ بمنشآتها النووية دون أن تكون هذه المنشآت ذات جدوى حقيقية.

اقرأ أيضا  المسلم الجديد أفكار وبرامج دعوية

وقد وجه المعلق حامي شليف انتقادات لاذعة لنتنياهو لأنه “فرط” بالعلاقات مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق مكاسب انتخابية، من خلال إصراره على القاء الخطاب مثار الجدل أمام الكونغرس.

وفي مقال نشرته صحيفة “هأرتس” في عددها الصادر الأحد الماضي، قال شليف أن نتنياهو يكتفي الآن بتوجيه الانتقادات للاتفاق بعد أن كان بوسعه التأثير عليه من خلال التنسيق الثنائي مع أوباما، مشيراً إلى أن نتنياهو فضل عقد المؤامرات مع قادة الجمهوريين من الكونغرس على أمل أن يفسر الأمر عن تعزيز مكانته الداخلية عشية الانتخابات.

وفي ذات السياق، قال المعلق جدعدون ليفي أن أوباما انقذ الصهاينة لأنه حرم نتنياهو من توظيف الملف النووي الإيراني في تخويف الصهاينة وبعث الفزع في نفوسهم حتى يواظبوا على تأييده.

وفي مقال نشرته صحيفة “هأرتس” في عددها الصادر الأحد ، قال ليفي إن نتنياهو سيكون مضطراً للبحث عن وسائل أخرى لإثارة مخاوف الصهاينة بعد التوصل لاتفاق “لوزان”.

المصدر : البيان

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.