حوار حمّاد مع فلسطين أون لاين: أمريكا تدعم الإرهاب وتلصقه بالضحية
الخميس 20 ذو الحجة 1437/ 22 سبتمبر/ أيلول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
فلسطين – غزة
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” فتحي حماد أن أمريكا تدعم الإرهاب، وتنفي عن نفسها وعن الاحتلال الإسرائيلي صفة الإرهاب، وتلصقها بالضحية، عادًّا ذلك قلبًا للموازين والحقائق.
وقال حماد في حوار خاص مع صحيفة “فلسطين” أمس: “إن أمريكا دولة ظالمة نصبت نفسها سيدة للعالم، تضع من تشاء في أي قائمة، وهذا ليس من حقها”، مضيفًا: “إن طبقت أمريكا على نفسها الديمقراطية في العالم فسيرفضها كل سكان الأرض، لظلمها الفاحش في كل مكان”.
وتابع: “في نظر أمريكا أن تكون فلسطينيًّا وعربيًّا تدافع عن أرضك وتقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي؛ يعني أنك إرهابي”، عادًّا مقاييس أمريكا هذه غير إنسانية ولا حرة، ولا تمت للمبادئ بأي صلة، وعقب: “أمريكا تنهب مقدرات الشعوب، وهي ظالمة في تعاملها مع البشر”.
وهدم الاحتلال بيت القيادي حماد في عام 1988م، وقصف منزله في العدوان الإسرائيلي الأخير صيف عام 2014م، وقضى حماد مدة عامين في سجون السلطة الفلسطينية على مدار ثلاثة اعتقالات، واعتقله الاحتلال أكثر من ست سنوات في المدة ما بين عامي (1988 و1994)
وشغل فتحي حماد عدة مناصب في مؤسسات خيرية وخدمية وصحية وجماهيرية وإعلامية، وانتخب نائبًا في المجلس التشريعي عن محافظة شمال القطاع في عام 2006م، وعين وزيرًا للداخلية في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال المدة ما بين (2009م و2014م) خلفًا لوزير الداخلية السابق الشهيد سعيد صيام، الذي اغتالته طائرات الاحتلال في شهر كانون الثاني (يناير) 2009م.
وحماد رابع ثلاثة من كبار قادة حركة حماس أدرجتهم واشنطن على لائحة الإرهاب في سبتمبر الماضي، وهم: يحيى السنوار، وروحي مشتهى، ومحمد الضيف.
واسترسل حماد: “ظلم أمريكا لا يقتصر على وضعنا في قوائم الإرهاب، فكل من لم يسر في طريقها وينفذ سياساتها فهو في نظرها إرهابي”، وزاد: “يبدو أن حجم التراكمات لدي في نظرها زاد عن حده، إلى درجة أن ذلك رشحني عندهم لوضعي على قائمة الإرهاب، حسب مقاييسهم تلك، وهذا شرف عظيم لنا أن نواجه الظلم الأمريكي والإسرائيلي”.
تكيل بمكيالين
وأمريكا _تبعًا لوصف عضو المكتب السياسي لحماس_ تكيل بمكيالين، فعندها من أعطاها الولاء تدعمه وتنفي عنه تهمة الإرهاب، وهذا ما يتعلق ويتجسد بالكيان العبري، ويلفت إلى أن قيادات الاحتلال هم الذين يقتلون ويغتالون، ويهودون الأقصى، وينشئون المستوطنات، ويهجرون الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها.
وأشار إلى أنه صدر بحق الاحتلال قرارات عديدة من الأمم المتحدة، وكانت أمريكا تواجه ذلك بحق النقض (الفيتو)، وقال: “أمريكا تحيط بسياج قانوني وأمني كل ما يقوم به الاحتلال”.
ولفت حماد إلى أن أمريكا هي التي أعلنت دعم الاحتلال أخيرًا بمبلغ 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية، على مدار عشر سنوات، إلى جانب الدعم الاقتصادي غير المحدود.
وبين أن الاحتلال هو من حرض أمريكا على وضعه على لائحة الإرهاب، متابعًا: “نحن تفصلنا مسافات جغرافية كبيرة عن أمريكا، ولم نمسهم ولم نصبهم، وليس لنا علاقة بجيشهم أو شعبهم ولا بأي مؤسسة أمريكية”.
ولكن هذا الترشيح يراه حماد ترشيحًا إسرائيليًّا، وأن كيان الاحتلال هو الذي أجبر أمريكا على هذا الترشيح، معتقدًا أن ذلك قد يكون له علاقة بالانتخابات الأمريكية لإرضاء اللوبي الصهيوني بهذا الإدراج، الذي هو بفعل أجهزة المخابرات الإسرائيلية التي تحاول وضع لوائح اتهام لأبناء الشعب الفلسطيني، وحماد أحدهم.
وفي الأثناء ذكر أن أمريكا تدعم الاحتلال في كل المجالات حتى في عمله الأمني، لافتًا إلى أن الاحتلال الذي وضعه شخصيًّا ضمن المطلوبين على مدار 20 عامًا نقل هذه الملفات إلى أمريكا التي بدورها تتبنى هذا الأمر، وعقب: “وقد يكون لدول أخرى دور في هذا الإطار”.
وتطرق حماد إلى أن الاحتلال والأجهزة الأمنية بالضفة أصدرا تقارير كاذبة إلى العالم، لتغيير الحقائق، وقال: “الله يتكفل بالدفاع عن المؤمنين والمجاهدين”.
ملاحقة العملاء
وعلى الذرائع التي ساقتها أمريكا لوضعه على لائحة الإرهاب: عمله الأمني وزيرًا للداخلية، وإنشاء فضائية الأقصى؛ علق بالقول: “هم يشيرون إلى عملي الأمني خلال عملي وزيرًا للداخلية سابقًا، الذي خلاله أشرفنا على الكثير من الحملات في ملاحقة العملاء واعتقالهم والتحقيق معهم حتى تصفيتهم، وإعدامهم”.
وذهب حماد إلى الإشارة إلى أنهم حققوا خلال عمله وزيرًا للداخلية إنجازات في الأمن من حيث التدريب والتدوير والتطوير في وزارة الداخلية، والقيام بعدة حملات ضد المشبوهين والعملاء، بعد توفير الأدلة والتحقيق معهم، وقال: “بعضهم حولناه إلى السلطات القضائية والقانونية التي أقرت أحكام إعدام نفذ بعضها”.
وأكمل حماد الحديث عن تذرع الولايات المتحدة بقيامه بأعمال مقاومة، تلك التي سجنه الاحتلال على إثرها، قائلًا: “هذه الأعمال التي ندافع بها عن الدين والوطن تضرهم، فهم يريدوننا ألا ندافع عن أنفسنا، وألا نحمي أبناء شعبنا من التغول الأمريكي والإسرائيلي”.
وعلى الصعيد نفسه واصل قائلًا: “أمريكا ترى أي دفاع عن القدس، والمطالبة بحق العودة وخروج الاحتلال من أرضنا؛ كل ذلك تراه إرهابًا، خاصة أن هناك اعترافًا بالاحتلال، وعدم اعتراف بالشعب الفلسطيني، وحقه في بناء دولته، وتحرير أرضه”.
ورأى حماد أن ظلمًا كبيرًا تمارسه أمريكا بتوفير الأسلحة والمال للاحتلال، لافتًا إلى أن أمريكا ما زالت منحازة انحيازًا كاملًا إلى الاحتلال، “فبرأت قادته الذين مارسوا القتل في الحروب السابقة على الشعب الفلسطيني، وحرقوا الأطفال، وبنوا المستوطنات، وقصفوا البيوت على رؤوس ساكنيها، وعلى ذلك أدلة ثابتة، وتصف الضحايا بالإرهابيين”.
وأضاف: “الأمريكيون يقتلون ويساعدون على القتل، ويقومون بدور آخر بتوفير التوابيت للقتلى”، مبديًا في الوقت نفسه استغرابه عدم وقوف مؤسسات حقوق الإنسان تجاه الظلم الأمريكي بوضعه على لائحة الإرهاب، على عكس ما كانت تفعل إبان عمله بوزارة الداخلية، عندما كانت تقف في وجه الوزارة التي كانت تحاسب العملاء.
استمرار الانتفاضة
وعن عودة العمليات بالضفة الغربية، رأى أن هذا يدلل على أن الملهيات التي يستعملها رئيس السلطة محمود عباس كالحديث عن المصالحة والانتخابات التي تم تأجيلها أفقد الناس الثقة به، وأضاف أن الشعب الفلسطيني بالضفة فقد الثقة بعباس ومشاريعه وعاد لفطرته السليمة في الدفاع عن القدس؛ واستأنف مشروعه المقاوم في سبيل تحرير أرضه وعدم التعامل مع العبث الذي ينطلق من السلطة.
والانتفاضة، كما تابع حماد، قد تنخفض وتيرتها لأسباب معينة منها بعض الأمور التي تمارسها أجهزة أمن السلطة بالتنسيق مع الاحتلال، معتقدا أن الظروف والعوامل التي ستؤدي لانطلاق وعودة الانتفاضة والمقاومة ستعود؛ “فالدفاع عن الشعب لن يتوقف مهما بذلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية بالضفة من إجراءات”.
وواصل فيما يتعلق بجهوزية حماس للانتخابات العامة، بالقول: “نحن جاهزون لكل الانتخابات ونعتقد أننا سنفوز فيها”.
ولفت حماد إلى أن الذي دعا إلى الانتخابات المحلية هي السلطة، فيما حماس استجابت، مشيرا إلى أن السلطة تراجعت عندما رأت قوائم فتح تسقط في قطاع غزة بشكل مباشر؛ فقاموا بالتراجع عن الاعتراف بأجهزة الشرطة والقضاء في غزة وتأجيل الانتخابات بسبب الخوف من سقوط فتح.
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس أن فتح لا تعترف بحماس كشريك فلسطيني وتتعامل بنظام الفوقية مع حماس ومع أبناء الشعب الفلسطيني، منوها إلى ضرب فتح كافة اتفاقات المصالحة التي وقعت بعرض الحائط.
المصدر : فلسطين اليوم