SCROLL TO CONTINUE WITH CONTENT

السلام في فلسطين يعني السلام في العالم

ADVERTISEMENT

SCROLL TO CONTINUE WITH CONTENT

أسطول صمود العالمي : سفنٌ لم تصل… لكن رسالتها بلغت الأعماق

6 hours منذ قليل

12 Views ㅤ

Dini Istiqomah - 6 hours منذ قليل

صورة أرشيفية

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم الإمام يخشى الله منصور

قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه:

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝١٣٩ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۗ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ۝١٤٠﴾(سورة آل عمران: 139–140)

قراءة المزيد: وول ستريت جورنال: إسرائيل أكثر عزلة مع مرور عامين على حرب غزة

تشير هذه الآيات الكريمة إلى مشهد من مشاهد الابتلاء والتمحيص التي مرّ بها المسلمون في غزوة أحد، حيث أراد الله سبحانه وتعالى أن يبين لعباده المؤمنين أن النصر والهزيمة ليستا دائمتين، وإنما الأيام تتداول بين الناس، وأن الجراح التي أصابتهم قد أصابت عدوهم كذلك.

ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره أن سبب نزول هاتين الآيتين كان عقب غزوة أُحُد في السنة الثالثة من الهجرة، حين أصيب المسلمون بخسائر كبيرة، واستشهد منهم سبعون رجلا، مما جعل بعض الناس يظنون أنها هزيمة نهائية. فجاءت الآيات لتواسي المؤمنين، وتذَكِّرهم بما أنزله الله من نصر في غزوة بدر، حيث قُتل من المشركين سبعون وأُسِر سبعون آخرون.

توضح الآيتان أن طبيعة الصراع بين الحق والباطل تقوم على التداول والتعاقب، وأن الابتلاء سنة إلهية لتمييز الصادقين من المنافقين، وليرفع الله درجات من يشاء من عباده بالشهادة.

كما أن فيهما تأكيدًا على أن العزة للمؤمنين بشرط الإيمان الحق، كما في قوله: “وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ”، وأن الله لا يحب الظالمين، مما يشير إلى أن الظلم سببٌ في الهزيمة والزوال، ولو كان الظالم في صورة غالب.

قراءة المزيد: ترامب: نقترب جدا من التوصل إلى اتفاق بغزة

إن في هذه الآيات دروسا عظيمة للمسلمين في كل زمان ومكان، بأن لا ييأسوا عند الابتلاء، ولا يهنوا عند الشدائد، بل يثبتوا ويحتسبوا، لأن النصر من عند الله، ولأن التضحية في سبيله منزلة رفيعة، يُكرِم الله بها من يشاء من عباده الصادقين.

من خلال هذه الآيات المباركة، يعلِّمنا الله سبحانه وتعالى أن لا نحزن ولا نضعف، حتى وإن لم يتحقق ما نصبو إليه في ميادين الجهاد والعمل الدعوي. فالقوة الحقيقية لا تكمن في العدد والعدة، بل في الإيمان الراسخ، والصبر الجميل، والعزيمة التي لا تعرف اليأس أو الانكسار.

وقد أشار الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله، في تفسيره، إلى البعد النفسي والاجتماعي لهذه الآية، موضحا أن الصبر والثبات لا يقتصران على كونهما وسائل لتسلية النفس الحزينة، بل هما استراتيجية أخلاقية تهدف إلى استعادة الروح الجماعية، وبث الأمل في نفوس المسلمين بعد مرارة الفشل أو النكسة.

فهذه الآية لا تتناول فقط الطمأنينة القلبية، بل تقدم كذلك منهجا واضحا لأولئك الذين يواجهون الظلم، والاحتلال، وسائر صور الجور والعدوان، بأن سلاحهم الأمضى هو الثبات والصبر، لا التهور والاندفاع.

قراءة المزيد: الأونروا: غزة تعيش منذ عامين كابوس الدمار والنزوح والجوع

إن الصبر والثبات هما أعظم من القوة المادية، لأنهما يمنحان المسلم الطاقة النفسية والمعنوية للاستمرار في الكفاح، حتى يأتي نصر الله، وتتحقق التمكين الحقيقي للمؤمنين، كما وعد الله في كتابه.

يرى الكاتب أن مضامين الآيات الكريمة السابقة تتجلى بوضوح في واقع ما يواجهه ويشعر به الناشطون المشاركون في مهمة أسطول صمود العالمي (Global Sumud Flotilla)، عندما تعرضوا للاعتراض والتهديد والمعاملة السيئة من قِبَل قوات الاحتلال الصهيوني.

لقد واجه أولئك النشطاء تهديدات جسدية ونفسية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمّت مهاجمة سفنهم في عرض البحر، واقتيادها قسرا إلى موانئ خاضعة للاحتلال، ثم اعتقالهم في سجون الكيان الصهيوني. ورغم ذلك، فقد تمكنوا من أداء الجزء الأكبر من مهمتهم النبيلة، المتمثلة في كسر الحصار وإيصال الرسائل السياسية والإنسانية للعالم.

ورغم حجم الضغوط والتحديات، لم يفتر حماس النشطاء، ولم تنكسر عزائمهم، بل ظلّ الصبر والثبات درعا نفسيا ومعنويا يحصنهم من الإحباط واليأس.

قراءة المزيد: ترجيحات بترحيل تونسيين شاركوا بأسطول الصمود من إسرائيل الثلاثاء

إن ثباتهم يعد تجسيدا حيا لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ فهم الأعلى قدرا، لأنهم حملوا قضايا الأمة، وواجهوا آلة القمع بصدور مؤمنة، وأرواح ثابتة لا تلين.

إن ثبات ناشطي أسطول صمود لم يتجسد فقط في شجاعتهم بمواجهة المخاطر الجسدية، بل تجلّى أيضا في قدرتهم على كظم الغيظ وضبط النفس، والمحافظة على الانضباط الجماعي رغم الاستفزازات والانتهاكات المتكررة.
لقد أدرك النشطاء أن أي رد فعل عنيف أو تصرف عاطفي غير محسوب، قد يُفشل المهمة، ويُضعف من مصداقية النضال، ويمنح العدو ذريعةً لتشويه الصورة.

لذا، فقد صمِّمت كل خطوة بدقة، ونفّذت كل حركة بتأنٍّ، ووضعت كل استراتيجية بناء على قراءة دقيقة للمشهد. والنتيجة أن النشطاء نجحوا في توثيق جرائم الاحتلال، ونقل الصورة الحقيقية لممارسات الجنود الصهاينة، حتى أصبحت تلك الوثائق تنتشر في مختلف أصقاع الأرض، شاهدةً على الظلم والقمع.

بل إنّ صمودهم تحوّل إلى إلهام عالمي، خاصة لدى الشباب في مختلف الدول، الذين باتوا أكثر وعيا واستعدادا للانخراط في قضايا العدالة والكرامة الإنسانية.
فكل سفينة أبحرت نحو غزة، حتى وإن لم تصل، فقد أيقظت الوعي العالمي، ورسّخت في الأذهان أن الحصار المفروض على غزة جريمة إنسانية لا بد من إنهائها.

قراءة المزيد: مسؤول أممي: تلقينا معلومات مقلقة عن سوء معاملة إسرائيل لناشطي الصمود

وقد ساهم هذا الصمود في نمو موجة التضامن الدولي، وازدياد الاهتمام العالمي بالأزمة الفلسطينية المزمنة، ولا سيما في قطاع غزة. ولم يقتصر الدعم على المنظمات الإنسانية، بل تعداه إلى شرائح المجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، وقيادات الدول، الذين عبّروا بصوت واضح عن ضرورة إحقاق العدالة، وصون حقوق الإنسان، وإنهاء المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني.

إن السفن التي لم تتمكن من الوصول إلى غزة، لا يمكن اعتبارها رمزًا للفشل، بل هي دليل حيّ على صبرٍ لا يُقهر، وتضامنٍ لا ينكسر. فلم تستطع أمواج البحر العاتية، ولا قرصنة الاحتلال، أن تُضعف روح الإنسانية التي نمت في قلوب النشطاء وداعميهم حول العالم.

لقد تحوّلت هذه الرحلات إلى رسائل أخلاقية متدفقة، تخترق الحدود الجغرافية، وتتجاوز الحواجز القومية، لتؤكد أن الضمير الإنساني لا يزال حيًّا، وأن القضية الفلسطينية ما زالت تجد صداها في قلوب الأحرار.

وفي هذا السياق، عبّر أحد سكان غزة، ياسر حسونة، عن موقفه من مهمة أسطول صمود العالمي، بكلمات مؤثرة نقلها الكاتب يوم الإثنين 6 أكتوبر 2025، حيث قال:

قراءة المزيد: إسرائيل ترفع التأهب العسكري خلال “عيد العرش” اليهودي

“يا أصدقاءنا الأوفياء، اعلموا أنكم لم تكتفوا بالجلوس في البيوت، تُحدِّقون في شاشات التلفاز، ولم تكتفوا بالدعاء فقط. بل خرجتم، وتجاوزتم حدود الراحة، وسعيتم للحفاظ على حياة الضمير من الموت. بهذه الشجاعة، أقمتم الحجة على العالم أجمع، وأثبتُّم أن هناك أرواحًا لا تزال قادرة على مقاومة الاحتلال والظلم.”

إن هذه الكلمات تلخص عمق الأثر الذي تركه الأسطول في نفوس أهل غزة، وفي ضمير الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء. وإنّ من يُضحّي براحة جسده، ويحمل همّ شعبٍ محاصر، إنما يُسهم في رسم مستقبلٍ أكثر عدلاً وحرية.

الآثار الإيجابية لمهمة أسطول صمود العالمي (GSF)

لقد أسفرت مهمة أسطول صمود العالمي عن عدة نتائج إيجابية ذات أبعاد إنسانية وإعلامية وسياسية بارزة، يمكن تلخيصها فيما يلي:

قراءة المزيد: مقدّم برامج أمريكي يعتذر عن تصريحات مسيئة حول أطفال غزة

أولا: نجح الأسطول في إعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وجذب انتباه المجتمع الدولي بشكل غير مسبوق. فمن آسيا إلى أوروبا، ومن أمريكا اللاتينية إلى إفريقيا، ظهرت موجات تضامن، وتنظيم فعاليات جماعية للدعاء والدعم.
بل إن العديد من وسائل الإعلام العالمية الكبرى – التي طالما التزمت الصمت – بدأت بتغطية الحدث من زاوية إنسانية عادلة، ما جعل غزة تعود إلى صدارة النقاشات الدولية والرأي العام العالمي.

ثانيا: ساهمت مهمة GSF، بشكل غير مباشر، في فضح جرائم الكيان الصهيوني أمام العالم. فقد وثّق المتطوعون المشاركون في الرحلة مقاطع فيديو وصورًا تُظهر بوضوح حجم العنف الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد بعثة إنسانية سلمية.
وقد انتشرت هذه الوثائق على نطاق واسع في الفضاء الرقمي، وأثارت موجات من الغضب والاستنكار في مختلف أنحاء العالم. وعليه، عاد الوجه القبيح للكيان الصهيوني إلى الواجهة، مكشوفًا أمام الضمير العالمي.

ثالثا: بدأت ملامح التغيير تظهر في الخريطة السياسية العالمية. فعدد من الدول التي كانت سابقًا تلتزم الحياد أو تتحالف مع الكيان الصهيوني، بدأت تعيد النظر في مواقفها.
أصدرت عدة حكومات وبرلمانات بيانات إدانة شديدة للانتهاكات الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال، كما شرعت بعض الدول في مراجعة علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية مع “تل أبيب”.
لقد استطاع أسطول صمود أن يُحرّك اتجاه الرياح السياسية، ويُحدث تحولًا ملموسًا في المواقف الرسمية تجاه القضية الفلسطينية.

رابعا: وراء هذه المهمة الإنسانية، تجلّت ثمار دعوية عظيمة. فقد عبّر بعض النشطاء غير المسلمين المشاركين في أسطول صمود عن تأثرهم العميق بإخلاص المتطوعين المسلمين، الذين ضحّوا بوقتهم وراحتهم دون مقابل مادي، فقط بدافع الإيمان والرحمة.
وقد أعلن عدد منهم إسلامه بعد مشاهدته المباشرة لتجسيد مبادئ الإسلام في الرحمة والتضامن الإنساني. وهو ما يدلّ على أن مهمة GSF لم تكن فقط لوجستية، بل كانت كذلك رحلة دعوية وروحية ذات أثر عميق.

قراءة المزيد: نتنياهو: لن نسمح بسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة

خامسا: أكدت المهمة كذلك أن أزمة غزة ليست قضية دينية فحسب، بل قضية إنسانية شاملة. فقد اجتمع على متن سفن الأسطول نشطاء من أديان وأعراق وأوطان متعددة. لم تجمعهم عقيدة واحدة، بل جمعهم نداء الضمير الإنساني.
وبات العالم يدرك أن فلسطين ليست مجرد ملف سياسي، بل قضية عدالة وحقوق إنسان وكرامة مهدورة، وأن الصمت عنها يعني التواطؤ مع الظلم.

سادسا: لم يقتصر تأثير الأسطول على الساحة الدولية فقط، بل امتد إلى الداخل الإسرائيلي نفسه. حيث خرج الآلاف من المواطنين الإسرائيليين إلى الشوارع، محاصرين منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومطالبين بتغيير السياسات القمعية التي جعلت إسرائيل أكثر عزلةً على الساحة الدولية.
لقد أظهر هذا الحراك الداخلي أن حتى بعض شرائح المجتمع الإسرائيلي بدأت ترفض جرائم النظام الحاكم، وتعبر عن سخطها إزاء السياسات الدموية والعدوانية.

سابعا: وأخيرا، كانت مهمة GSF شهادة حيّة على صمود أهالي غزة الروحي والمعنوي. فعلى الرغم من أن السفن لم تتمكن من الرسو على شواطئ القطاع، إلا أن أهل غزة استقبلوها بالدعاء والأمل.
رأوا فيها رسالة من العالم بأنهم لم يُنسَوا، وأن في قلب كل حرّ بوصلة لا تزال تشير إلى فلسطين.
وسط الحصار والدمار، ظلّ شعب غزة صامدًا، يُرسل إلى العالم رسالة واضحة: إن القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح، بل في الإيمان والكرامة والثبات على المبدأ.

ثامنا: لقد أسهمت مهمة GSF في تعزيز شبكات التضامن العالمي، حيث بدأت آلاف المنظمات الإنسانية عبر القارات في تنسيق جهودها استعدادًا لمهام قادمة.
من الجامعات، والمنتديات الثقافية، والمؤسسات الاجتماعية، ظهرت مبادرات جديدة، مستلهمة من روح الأسطول.
أصبح GSF رمزًا للوحدة العابرة للحدود، يجمع بين شعوبٍ مختلفة، وأعراقٍ متباينة، تحت راية واحدة: تحرير الإنسان من الاحتلال والظلم.

قراءة المزيد: مجموعة العمل للأقصى ترحّب بعودة ناشطَين إندونيسيين من أسطول الصمود العالمي 2025

تاسعا: أعاد الأسطول صياغة رواية جديدة للمقاومة، مفادها أن المواجهة لا تكون دائمًا بالسلاح، بل يمكن أن تكون بالكلمة، بالكاميرا، بالقلم، وبالعمل السلمي الذي يزلزل الرأي العام العالمي.
إنه جهاد بلا سلاح، لكنه يخاطب الضمير البشري مباشرة، ولا يمكن إسكاته، لأنه ينبع من أعماق الإنسانية.

لقد كتب أسطول صمود فصلًا جديدًا في تاريخ النضال الفلسطيني. فبرغم أن القوات الصهيونية منعت وصول السفن إلى غزة، إلا أن أمواج التضامن التي أطلقها الأسطول فاقت كل الحدود، وانتشرت من شواطئ البحر المتوسط إلى كل أصقاع الأرض.

وفي هذا السياق، صرّح أحد النشطاء المشاركين، الشيخ أزهار عبد الكريم من ماليزيا، بكلمات مؤثرة، قال فيها:

“قد لا نكون قد وصلنا إلى غزة، لكن دعاءنا وكفاحنا وصل إلى قلوب أهلها.
وطالما بقي في هذا العالم ضمير حي، فإن النضال من أجل تحرير فلسطين لن ينطفئ أبدًا.”

قراءة المزيد: شرطة لندن تحتجز العشرات من مؤيدي فلسطين آكشن

الأخوّة والوحدة: مفتاح النصر والتحرير

تعيد رحلة أسطول صمود العالمي (GSF) تذكير العالم بأن النضال من أجل تحرير فلسطين ليس مجرد سفن تُبحر في البحر، بل هو تيارٌ قويّ من التضامن الإنساني.
صحيحٌ أن الأسطول قد تم إعاقته، لكنّ الروح التي يحملها لا يمكن لأي قوة أن توقفها.

إن النجاح الحقيقي لأي مهمة نضالية يكمن في الوحدة والأخوّة. لقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أنه لا نصر يتحقق بدون أساسٍ متين من التكاتف والتعاون.

فالوحدة ليست شعارًا يُرفع فقط، بل هي طاقةٌ تُوحد القلوب وتنسّق الخطى.
وبالتنظيم المحكم والتعاون الصادق، تتحول القوى الصغيرة إلى عمالقة، ويصبح صوت الأقليات مدويًا كصوت الأغلبية، ويقصر الطريق نحو الحرية والكرامة.

لقد شهدت تاريخ نجاح الأمة الإسلامية أن الوحدة هي مفتاح النصر. فقد تمكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تحرير القدس دون إراقة دماء، وذلك بفضل قوة الأخوّة التي توطدت تحت قيادته. وكذلك صلاح الدين الأيوبي، الذي أنهى هيمنة جيوش الصليبيين وأعاد المجد إلى المسجد الأقصى من خلال وحدة المسلمين الذين كانوا منقسمين من قبل.
ما قام به عمر وصلاح الدين لم يكن مجرد استراتيجية عسكرية، بل كان استراتيجية أخوية مستندة إلى الشريعة. لقد نسجا الاختلافات إلى قوة، وجمعا الجيوش في رؤية واحدة، وغرسا الإيمان بأن النصر لا يولد إلا من الوحدة والأخوّة.
وهذا الإرث التاريخي يجب أن يكون مصدر إلهام لنضال فلسطين اليوم.

إنّ أسطول صمود العالمي (GSF) هو شكل من أشكال المقاومة الأخلاقية.
وفي المستقبل، هناك حاجة إلى تكامل أكثر تنظيماً، يربط بين شبكات المجتمع المدني، والدول المهتمة، وقوى الدبلوماسية الدولية، مع تجاوز الأنا الفردية والقطاعية.

لذا، بعد أسطول صمود العالمي، يأتي وقت تعزيز صفوف الوحدة.
فبقلبٍ موحد، ودعاءٍ واحد، وخطوةٍ واحدة، ستتحرر فلسطين.
وسيشهد العالم أن الأخوّة هي السفينة الأقوى التي لا تغرق أبداً.

وكالة مينا للأنباء

توصيات لك