خانيونس.. الجوع يحاصر أسرة ريم في رمضان (تقرير)

غزة ، مينا – تشكو الأم الفلسطينية ريم الخور (44 عاما) عجزها عن تأمين طعام السحور والفطور لأسرتها النازحة من مدينة غزة إلى خانيونس جنوبي القطاع، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتكافح ريم وأسرتها لمواجهة نقص حاد في المواد الغذائية، فجراء الحرب وقيود إسرائيلية تعاني غزة شحا شديدا في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، ما أوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في قطاع يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وتواجه ريم وأسرتها، المكونة من 12 فردا بينهم أطفال، ظروفا صعبة للغاية في مأواهم الراهن الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من فراش ومياه وغذاء، كما هو حال نحو مليوني نازح في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما، وفق الأناضول.

الأسرة نزحت من مدينة غزة إلى خانيونس دون أي أغراض، تحت وطأة ضربات صاروخية إسرائيلية عنيفة خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وفقا لبيانات فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضا  إرغام الأمن الصيني مسلمي الإيجور على لحم الخنزير

وتبذل ريم قصارى جهدها لتهدئة جوع أسرتها باستخدام القليل من الفول واللبن، لكي يستطيعوا الصيام في شهر رمضان المبارك، الذي بدأ في 11 مارس/ آذار الجاري، وسط أزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة في غزة.

** ملامح الجوع

داخل أحد الصفوف في مدرسة، تتجمع الأسرة بوجوه عابسة تظهر عليها ملامح الجوع، في حين يبذل الوالدان جهدا مضاعفا في محاولة لتوفير أدنى سبل العيش للأسرة.

ومع استمرار الحرب للشهر السادس، تضاعفت معاناة الأسرة، إذ نفدت خلال الأيام الماضية أموال قليلة كانت بحوزتهم، ولا مصدر دخل لديهم في ظل الدمار الهائل الذي خلفته الحرب.

ووسط أجواء الصف المليئة بالهم والحزن، تجول ريم داخل المدرسة حاملة رضيعا أنجبته خلال الحرب، لعله يتوقف عن البكاء من شح الحليب والطعام.

اقرأ أيضا  البنك الإسلامي للتنمية يؤكد ثقته في الاقتصاد التركي

وعبَّرت ريم، في حديث لمراسل الأناضول، عن حزن عميق ويأس لعجزها عن شراء الملوخية، وهو طبق تقليدي اعتاد أهالي غزة طهيه في أول أيام شهر رمضان. ووصفت وضع أسرتها داخل المدرسة بأنه “مأساوي”.

وقالت: “لم نجد سوى القليل من الفول واللبن لإعداد السحور لأسرتي، وبعد يوم كامل من الصيام، سيكون الفطور حساء العدس”.

** وضع مأساوي

فيما قالت ابنتها وفاء (24 عاما): “في هذه الظروف الصعبة، نزحنا من مدينة غزة إلى خانيونس. لا شيء لدينا سوى الملابس التي نرتديها، الوضع صعب ومأساوي، نحن مشرّدون ولا نملك حتى حليبا أو خبزا”.

وأضافت لمراسل الأناضول: “نضطر إلى تناول القليل من الطعام بسبب عدم توفره، ولكن ما نحتاجه فعلا هو الغذاء المناسب لأبنائنا، الذين يعانون سوء التغذية”.

“نحن في شهر رمضان، نصوم طوال اليوم، ومن المفترض أن نتناول طعاما صحيا يمكننا من الوقوف والاستمرار في الحياة”، كما زادت وفاء.

اقرأ أيضا  حكومة تحالف الأمل الماليزية تواصل نضالها من أجل قضية فلسطين

وتتمنى أن تنتهي الحرب قريبا، وتعود إلى منزلها، على أمل أن يتوفر الطعام المناسب والصحي لأسرتها.

وتُصر إسرائيل على مواصلة الحرب على غزة، بالرغم من مثولها، للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين.

وكالة مينا للأنباء