رمضان شهر الذكر والشكر والعبادة

رمضان شهر الذكر والشكر والعبادة (sukrbnat.3a2ilati.com)
رمضان شهر الذكر والشكر والعبادة
(sukrbnat.3a2ilati.com)

الثلاثاء،3رمضان 1435الموافق1 تمور/يوليو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
د. حسام الدين السامرائي
رمضان..
شهر الذكر والشكر والعبادة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فقد روى أبو داود والنسائي بسند صحيح عن عقبة بن مسلم قال: “حدثني أبو عبدالرحمن الحبلي عن الصُّنَابحي عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال: ((يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك))، فقال: ((أوصيك يا معاذ؛ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).

فأخذ معاذ بيد الصنابحي، فقال: وإني لأحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وأخذ الصُّنابِحي بيد الحبلي، وقال: وإني لأحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

اقرأ أيضا  واشنطن غير مؤهلة أخلاقياً لمعاقبة سوريا

عقد محبة، وبيعة مودة بين الراوي وصاحبه.

اللهم أعني على:
ذكرك، طاعة اللسان.
وشكرك، طاعة الجنان.
وحسن عبادتك، طاعة الأركان.

فجمع الحديث حدودَ الإيمان جميعًا، فالإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، وهنا في رمضان تجتمع كل هذه الأركان (الذكر والشكر والعبادة)، فقراءة القرآن والصدقة والزكاة والصيام والقيام، كلها تدخل في مفهوم هذه الأركان.

والسؤال: هل نحن بحاجةٍ إلى طلب العونِ من الله لإقامة هذه الأركان؟
إننا حين نتأمَّل في أعظم آية في القرآن الكريم، والتي هي مختصرٌ لمضمون آياته جميعًا، وهي قوله جل في علاه: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، نجد من معانيها: نستعين بك يا رب لعبادتك، فالاستعانة وسيلة، والعبادة غاية، ولا يمكن الوصول إلى الغاية إلا بالوسيلة، وهي طلب العون من الله جل في علاه.

اقرأ أيضا  السيسي اتخذ قرار المجزرة!

إننا حين تقرَعُ مسامعَنا عباراتُ الأذان في حول المنادي: (حي على الصلاة، حي على الفلاح)، فإننا مأمورون بالجواب (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ومعناها لا تحوُّل من حال إلى حال إلا بك يا رب، ولا نقدر على عبادتك إلا بمعونتك يا رب، ولا نهتدي إلى سبيلك إلا بواسطتك يا رب.

موسى عليه السلام طلب تلك المعونة من الله، فقال لقومه: ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ﴾ [الأعراف: 128].

ويعقوب عليه السلام طلب تلك المعونة فقال: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18].

وعائشة رضي الله عنها حين افتُرِي عليها بالإفك، قالت: لا أقول إلا كما قال العبد الصالح يعقوب عليه السلام: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18].

أخي الحبيب، حياتك لا تستقيم إلا بهذا المدد الإلهي الرباني، ففي رمضان اطلُبْ ذلك العون منه سبحانه، فلولا عونُه لما صُمْتَ ولما قُمْتَ ولما قرأتَ القرآن.

اقرأ أيضا  أخطر الأعوام على القدس والأقصى..!

وانظر إلى أولئك الذين لا يقدرون على الصيام والقيام وقراءة القرآن، لتعرف حقيقة النعمة العظيمة، والعون الرباني الذي أتحفه الله جل في علاه لك أيها المعافى.

ولتلهج ألسنتنا بهذا الذكر العظيم صباحًا ومساءً: (اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، اللهم آمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه
وسلم تسليمًا كثيرًا

المصدر: الألوكة

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.