رمضان في كوت ديفوار.. روح الشهر الكريم تنتصر على الهموم

moheet.com
moheet.com

الخميس 1 رمضان 1436//18 يونيو/حزيران 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
كوت ديفوار
مثل سائر المسلمين في العالم، يستعدّ مسلمو كوت ديفوار لاستقبال شهر رمضان الكريم بـ”خشوع” يقولون إنّه سيكون “زادهم” طيلة الشهر، لتجاوز جملة الصعوبات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى الغلاء المشطّ في الأسعار، والذي عادة ما يترافق مع مثل هذه المناسبات، وفقا لشهادات متفرقة للأناضول.

كوني ساليفو، شاب مسلم يعمل طبيبا في مدينة بواكي الواقعة وسط شمالي كوت ديفوار، يقول في حديث مع مراسل الأناضول “بالنسبة لي، ليس الصوم بأمر صعب، ولكن كل ما يحيط بالشهر هو ما من شأنه أن يثير بعض المشاكل، فشخصيا أستقبل شهر رمضان بكل ابتهاج”.

وكما هو الحال مع كل رمضان، تظهر بعض الصعوبات المتعلقة بأداء فريضة الصوم والحرمان الوقتي من الأكل والشرب، في ظل معدلات حرارة تناهزالـ 35 درجة مئوية في الظل . ساليفو يتابع حديثه قائلا: “للإنسان قدرة كبيرة على التأقلم. ومن جهتي، أحاول أن أقارب الصوم من منظور تكفير عن الخطايا، وما الحرمان من الأكل والشرب إلا جزء من هذا التمشي الروحي. أحاول أن أتغذى بشكل جيد أثناء السحور، المشكل الوحيد هو الارتفاع المشط في الأسعار الذي تقف الدولة حياله موقف جمود”.

اقرأ أيضا  فلسطين تندد بمقتل وإصابة مواطنين برصاص إسرائيلي في جنين

في “بلفيل”، وهو حي بالجهة الشمالية الشرقية من المدينة، يعطي سوليمانا دوسو لمحة عن تحضيرات أسرته للشهر الكريم قائلا للأناضول “نحن نستغل فرصة الأيام المعدودة التي تفصلنا عن رمضان لتحضير أنفسنا روحيا عبر قراءة القرآن وإقامة الصلوات الليلية والقيام باكرا لتعويد الجسم على هذا النسق الخاص، من أجل أن نكون جاهزين مع حلول رمضان”، مضيفا أنّ “هذه الطاقة الروحية هي ما يمكّننا من تجاوز الصعوبات، التي تظهر خصوصا عبر المزاج السيئ لبعض الصائمين. فلقد علّمنا الرسول الكريم ألا نرد على الاستفزازات”.

أما بالنسبة لزوجة سلومينا (لم تذكر اسمها)، فإنه “حتى قبل شهر رمضان، يجب الإكثار من الاستغفار ومن الذكر والدعاء وطلب عون الله للتغلب على الصعاب والتمتع بصحة جيدة”، قبل أن تتطرق، في حديث مع الأناضول، إلى التحضيرات الخاصة المتعلقة بالمواد الغذائية، قائلة إنّ “الحليب يمثل عنصرا غذائيا أساسيا خلال هذا الشهر، فضلا عن الأرز و الزيت والسكر و البيض”، وجميعها مواد تقتنيها بالجملة وتقوم بتخزينها، فيما تبتاع المواد الأخرى بشكل يومي، وفقا لميزانيتها.

اقرأ أيضا  هل تكون فلسطين ثمنًا؟!

سيلا عصمان الذي يشتغل كهربائيا، قال، من جانبه، إنّه صلّى الجمعة في مسجد بحي كوكو بمدينة بواكي، وقد كان موضوع خطبة الإمام “الإيثار والكرم تجاه الغير، حتى وإن كان من غير المسلمين”، فيما أشار إدريس سيديبي، إمام الجامع الأكبر بالمنطقة الصناعية بحي شعبي ببواكي، إلى جملة الصعوبات التي يلاقيها المسلم، قائلا “الإشكالات المالية والعطش يمثلان أكبر تحدي لإيمان الشخص المسلم”، مضيفا أنّ السلاح في مواجهة ذلك يكمن في أن “نجهز أنفسنا نفسيا وجسديا لهذا الشهر الكريم، ونقدم مساعدات مالية للأجانب والمحتاجين”.

ولا يتردد سيديبي في تسخير جميع الإمكانات لتحقيق التزام روحي لطائفته، ويتحدث بشأن ذلك عن الزكاة داعيا المسلمين في كوت ديفوار إلى تطبيق مبادئ الإسلام وعدم الاكتفاء بتلاوة القرآن وترديد الأذكار، في هذا البلد الذي يشكّل فيه المسلمون أكثر من 50% من السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة، وفقا للمعهد الوطني الإيفواري للإحصاء.
-الاناضول-

اقرأ أيضا  إسرائيل تمنع خطيب المسجد الأقصى من السفر 4 أشهر
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.