سيد الاستغفار

الأربعاء 7 جمادى الثانية 1437// 16 مارس/آذار 2016 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
د. راغب السرجاني
منتهى أحلام المؤمن أن يدخل الجنة؛ ولكن قد تحول الذنوب بين العبد وبين مراده؛ فالذنوب لا تتوقّف، والملائكة تحصي بدقّة، وحلم دخول الجنة يتعرّض للخطر! والرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم يحبّ لنا الخير والنجاح.
وقد علّمنا قولاً نقوله كلّ صباح ومساء؛ يجعلنا بإذن الله تعالى من أهل الجنة، وهو سيد الاستغفار؛ فقد روى البخاري عن شدّاد بن أوسٍ رضي الله عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: “سيّد الاستغفار أن تقول: اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلاّ أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت”، قال: “ومن قالها من النّهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنّة، ومن قالها من اللّيل وهو موقنٌ بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنّة”.
وقد سمّي هذا الدعاء بـ”سيد الاستغفار”؛ لأنه لا يذكر الاستغفار مباشرة، إنما يقدّم له بتوحيد ربّ العالمين، وباعتراف العبد بذنوبه، وكذلك اعترافه بنعمة الله عليه؛ مما يجعله في حالة ابتهال وخشوع يحقّق له مغفرة الله عز وجل؛ لهذا اشترط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء أن يقول المسلم هذه الكلمات وهو موقن بها، حتى تتحقّق المغفرة؛ ومن ثمّ يصبح القائل من أهل الجنة؛ لأن من غفر له دخل الجنة، والسّنّة أن يقال الدعاء مرّة واحدة صباحًا، وأخرى مساءً.
ولا تنسوا شعارنا: “وإن تطيعوه تهتدوا” (النور: 54).
-السبيل-

اقرأ أيضا  في المبادرة في التوبة من الذنوب