شهر القرآن يا أهل القرآن (خطبة)
الخميس 4رمضان 1437/ 9 يونيو/ حزيران 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
شهر القرآن يا أهل القرآن
الحمد لله الذي أنشأ وبَرَا، وخلق الماء والثرى، وأبدع كل شيء وذَرَا، لا يعزب عن عمله مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ﴾ [طه: 6، 7] خلق ((آدم)) فابتلاه ربه ثم اجتباه فهدى، وبعث نوحاً فصنع الفلك بأمر الله وجرى، ونجا الخليل من النار فصار حرها برداً وسلاماً عليه فاعتبروا بما جرى، وآتى موسى تسع آيات بينات فما ادكر فرعون وما ارعوى، وأيد عيسى بآيات تبهر الورى، وأنزل الكتاب على محمد فيه البينات والهدى.
أحمده سبحانه على نعمه التي لا تزال تترى، وأصلي وأسلم على نبيه محمد المبعوث في أم القرى صلى الله عليه وعلى صاحبه في الغار أبي بكر بلا مرا، وعلى عمر الملهم في رأيه فهو بنور الله يرى، وعلى عثمان زوج ابنتيه ما كان حديثاً يفترى، وعلى ابن عمه علي بحر العلوم وأسد الثرى، وعلى بقية آله وأصحابه الذين انتشر فضلهم في الورى، وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها الصائمون:
هنيئاً لكم الشفاعة يوم القيامة هنيئاً لكم لأنكم جمعتم بين الصيام والقرآن فهما شفيعان يشفعان للعبد المؤمن؛ يوم القيامة يوم الحسرة والندامة لمن فرط وقصر ويوم السعادة والشفاعة لمن اجتهد وشمّر، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ). أخرجه أحمد بسند صحيح
وعن أبي أمامه – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة)، والبطلة هم الشياطين والسحرة. رواه مسلم.
إن خير ما نستغل به شهر الصوم قراءة القرآن وتدبره فيا من أهمل القرآن طول عمره، جاءك رمضان فرصة لك في العودة إلى كتاب الله فكيف ترجوا ممن أهملته الشفاعة؟!.
ابن رجب – رحمه الله – يقول: يا من ضيع عمره في غير الطاعة، يا من فرط في شهره بل في دهره وأضاعه، يا من بضاعته التسويف والتفريط وبئست البضاعة يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة ؟!.
أيها الصائمون القائمون:
لعل شهر رمضان المبارك الذي نعيشه هذه الأيام يذكر الأمة المسلمة بضرورة العودة الصادقة إلى كتاب الله العظيم.
فقد شرف الله تعالى هذا الشهر بنزول القرآن فقال سبحانه: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
فالله سبحانه وتعالى أنزل كتابه العزيز ليهتدي به الناس ويعتصموا به فهو مصدر القوة والعزة وأساس التمكين والرفعة، فيه الهدى والنور، من آمن به حق الإيمان وصدق به وأخلص التصديق فقد هداه الله وآتاه من فضله وأعانه على كل خير.
من أراد الرفعة والشرف والذكر بين الأمم فعليه بالقرآن ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف:44].
وقال سبحانه: ﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء:10].
أي فيه شرفكم فمن أراد الاستخلاف والتمكين في الأرض والغلبة على الأعداء فعليه بالقرآن تلاوة وتدبرا وتحكيما إنها رفعة في الدنيا والآخرة، فما أعظمها من كرامة!
فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)
عباد الله:
الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، فالقرآن الكريم هو أفضل وسيلة لزيادة الإيمان يقول تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال:2].
وهو العلاج الناجح لأمراض القلوب: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 57].
إنه موعظة من الله وهل هناك أبلغ من الموعظة القرآنية؟
الطريق إلى الله واضح في القرآن:
فمن أراد السير إلى الله سيراً صحيحاً مأموناً فعليه بالقرآن، كما قال تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 27-28].
فهو النور الذي يبدد للسالك ظلمات الشك، وينير له طريق الهدى قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15-16].
به يبصر العبد طريقه إلى الله ﴿ هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 203].
من سار على نهجه فقد التزم الصراط المستقيم ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴾ [النساء: 174].
إنه النعمة العظمى وكفى بها نعمة ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [العنكبوت:51].
خباب بن الأرت يقول: تقرب إلى الله ما استطعت فإنك لن تقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه.
القرآن هو أفضل موعظة وأعظم تذكرة، لكن لمن؟
﴿ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ﴾ [ الأعلى: 10].، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴾ [ هود:103].
فالخائفون هم المنتفعون بالقرآن فيزدادوا به خشية وخوف.
معاشر المسلمين الصائمين:
(القرآن له رجال، وله صفوة اختارهم الله عز وجل له، فهم أهل القرآن العالمون به العاملون بأحكامه وشرائعه – جعلنا الله وإياكم منهم – والله ما دخلت محبة القرآن إلى قلب عبد فأعقبها تطبيق هذا القرآن إلا كان أشد الناس تأثراً به، وإن من دلائل السعادة والإيمان الحقة محبة القرآن، ومحبة سماعه وتلاوته والحياة، والعيش معه، هذا هو الذي سعد به السلف الصالح، ونالوا به مراتب الفوز والكرامة، وأذاقهم الله به حلاوة الإيمان، فعاشوا عيشة طيبة هنيئة راضية، ما بين ذكر وشكر، وكلام مستقيم، وفعل قويم، كل ذلك حينما كانوا مع القرآن.
من كان مع القرآن كان الله معه، ومن عاش مع القرآن أحيا الله قلبه بالقرآن، وما حييت القلوب بشيء مثل القرآن، ولا استنارت ولا أشرقت بشيء مثل كلام الرحمن، وإذا لم تسعد القلوب للقرآن فلأي شيء ترتاح، وإذا لم تهتد بالقرآن فبأي شيء تهتدي؟ ﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 185].﴿ .. فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الجاثية: 6].
أي حديث هذا؟ القرآن الذي هو الآية العظمى، والهداية الكبرى، والمنحة الجليلة من الله، هدىً وأي هدى.
هذا القرآن من عاش معه وجد لذة السعادة، وعاش والله الحياة الطيبة المباركة، جرب وحافظ على تلاوة القرآن، فتالي القرآن لا يعرف قسوة القلب، وإحياء الليل بالقرآن يلين القلب، وإن كان في البداية وجد قسوة القلب بعد فترة والله يلين قلبه، هذا القرآن لا يمكن أن تبقى معه قسوة، قال تعالى: ﴿ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر:23]. يعني: القرآن ﴿ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [الزمر:23]. فلذلك إذا عشت وحييت مع القرآن والله أصبت الحياة الطيبة).[1]
يا ذا الذي ماكفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شهر شعبان لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان واتل القرآن و سبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح و قرآن فاحمل على جسد ترجو النجاة له فسوف تضرم أجساد بنيران كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل و جيران و إخوان أفناهم الموت و استبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي من الداني |
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين يعظمونه حق التعظيم فيؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه ويحلون حلاله ويحرمون حرامه ويحكمونه في جميع أمورهم إنه سميع مجيب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بالذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على الدرب المستقيم من بعدهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فالقرآن التجارة الرابحة التي ليس فيها خسارة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ﴾. [ فاطر: 29].
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه، من إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا، سرا وعلانية، يرجون ثوابا عند الله لا بد من حصوله[2]
يرجون تجارة لن تكسد وتفسد، بل تجارة، هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئا[3]
القرآن روح تحيا به القلوب، قال نعالى: ﴿ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾. [ الشورى: 52].
سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير([4])، ورتب الله الأجر الكبير لمن تعلم القرآن وعلمه عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري.
وحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ”[5]
فأهل الصيام هم أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، قال رسول صلى الله عليه وسلم : (إن لله آهلين قالوا من هم يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم “أهل القرآن وخاصته”). رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم.
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار). رواه البخاري و مسلم.
فهنيئاً لمن قرا القرآن، وقام بالقرآن، ويا سعادة من غشيته رحمة الله في شهر الرحمة والمغفرة، ويا فوز من كان من أهل الله وخاصته.
عباد الله:
من أراد السعادة فليلتمسها في القرآن، من أراد النور يقذف إلى قلبه فينشرح صدره فعليه بتلاوة القرآن، قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴾. [طه:123-124].
عباد الله:
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه…
[1] حياة القلوب (محمد بن مختار الشنقيطي)
[2] تفسير ابن كثير
[3] تفسير السعدي
[4] تفسير السعدي
[5] أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 216) والترمذي (5 /175، رقم 2910) وقال : حسن صحيح غريب. والبيهقي في شعب الإيمان (2 /342، رقم 1983) وصححه الألباني (تخريج الطحاوية، رقم 139) و (المشكاة، رقم 2137)
-الألوكة-