صحيفة: أردوغان متحمس للتحالف مع السعودية ضد النفوذ الإيراني
الأحد 30 ربيع الأول 1437//10 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أنقرة
أوضحت صحيفة القدس العربي في نقرير لها أن الرئيس التركي رجب أردوغان متحمس جدا للتحالف مع السعودية ضد النفوذ الإيراني.
وقال مراسل صحيفة “القدس العربي” في اسطنيول، إسماعيل جمال، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل بجد على ترسيخ النظام الرئاسي كأمر واقع في البلاد رغم عدم تشريعه في القانون التركي ووجود معارضة كبيرة من قبل أكبر أحزاب المعارضة المختلفة، وظهر ذلك جلياً في الأيام الأخيرة من خلال مخالفة الرئيس لموقف حكومته تجاه الأزمة الإيرانية السعودية وانحيازه بشكل واضح للمملكة على حساب طهران التي هاجمها بقوة.
وقال المراسل إنه في عام 2005 دعا أردوغان إلى انتقال بلاده من النظام البرلماني إلى الرئاسي وإصدار دستور جديد يضمن تحقيق ذلك، وبموجب الدستور التركي المعمول به حالياً ـ دستور أقر بعد انقلاب كنعان إيفرين عام 1980 وما زال ساريا حتى اليوم ـ يعتبر منصب رئيس الجمهورية شرفيا إلى حد كبير ولا يملك صلاحيات تنفيذية مباشرة.
ولكن منذ وصول أردوغان إلى الرئاسة في أغسطس 2014 عن طريق الانتخاب المباشر من الشعب، وهو أول رئيس ينتخب مباشرة من الشعب بعد أن كان ينتخب من قبل البرلمان، بدأ في استخدام صلاحيات تنفيذية أوسع بكثير من الرؤساء السابقين الذين اقتصرت مهامهم على المشاركات الشرفية وبرتوكولات الدولة، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لترسيخ النظام الرئاسي من قبل أردوغان قبل تشريعه رسمياً في الدستور، وفقا لما أوردته الصحيفة.
وعلى غير العادة، وفقا للمراسل، أظهر أردوغان في الأسابيع الأخيرة مواقف سياسية تتعارض مع مواقف أخرى أعلنتها الحكومة برئاسة أحمد داود أوغلو، في خطوة رأى فيها المراقبون ترسيخاً من قبل أردوغان لـ”النظام الرئاسي”، بحيث تكون قراراته ومواقفه هي الحاسمة ولها السلطة العليا في البلاد.
وقبل أيام، شن أردوغان هجوما غير مسبوق على إيران معتبراً أن إعدام الشيخ “نمر النمر” شأن سعودي داخلي، وأن إيران التي تشارك بقتل 400 ألف مدني سوري لا يحق لها الاعتراض على إعدام شخص واحد، وذلك في تصريحات تتناقض بشكل كبير مع الإدانة التي وجهتها الحكومة التركية للخطوة السعودية وعرضها التوسط بين الرياض وطهران.
وقال أردوغان منتصرا للسعودية: “إيران التي تقوم بإحراق السفارات وتعترض على إعدام أشخاص لا يمكن لها أن تنأى بنفسها عما يحصل في سوريا، حيث شاركت في مقتل 400 ألف مواطن في سوريا، وقدمت دعما لا نهائيا للنظام السوري في قتلها للمدنيين، وساهمت في إذلال المسلمين في كل مكان لا يمكن لها أن تنأى بنفسها، وتتنصل من مسؤولياتها”.
ويرى مراقبون، وفقا لما نقلته الصحيفة، أن أردوغان متحمس جداً للتحالف مع السعودية في كافة المجالات على حساب العلاقات مع إيران، سيما بعد انحياز طهران لموسكو في أزمة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية مع روسيا، في حين تحاول الحكومة برئاسة داود أوغلو تغليب التوازن في العلاقات بين القوتين الإقليميتين في المنطقة.
وبينما تتهم المعارضة أردوغان بتجاوز الدستور والتدخل في صلاحيات الحكومة، اعتبر أردوغان في خطابات سابقة أنه يستخدم صلاحيات يتيحها له الدستور، ولكن لم يستخدمها الرؤساء السابقون، معتبراً أنه منتخب مباشرة من الشعب، وهذا الأمر يؤهله لاستخدام صلاحيات أوسع، وبحسب خبراء فإن الدستور يتيح للرئيس التدخل في صلاحيات الحكومة والبرلمان في بعض الحالات.
ويحتاج حزب العدالة والتنمية إلى ثلثي أصوات أعضاء البرلمان من أجل تمرير دستور جديد للبلاد، وهو خيار صعب من دون دعم أحزاب المعارضة، بينما يحتاج الحزب الذي يمتلك 316 مقعداً في البرلمان الجديد إلى قرابة 14 صوتاً إضافياً لإتمام 330 صوتاً من أجل تمرير مسودة الدستور للاستفتاء الشعبي العام.
وكان أردوغان قد زار السعودية مؤخرا وأعلن بعد الزيارة عن الاتفاق على إنشاء مجلس استراتيجي بين البلدين ، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.