فيروس “زيكا” الصهيوني

الصهيوني - fateheg.org -
الصهيوني – fateheg.org –

إياد القرا

الإثنين 7 جمادى الأولى 1437//15 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

بينما يهتم العالم بمواجهة فيروس “زيكا” ,الذي ينتشر على مستوى العالم، والتحذير من مخاطره , التي قد تودي بحياة 3 ملايين إنسان، نتيجة انتشار الفيروس في مناطق مختلفة وخاصة في الأميركيتين، يتم تجاهل الفيروس الصهيوني الذي ينهش الأرض والإنسان في فلسطين منذ 1948، أي قبل الظهور الحقيقي لفيروس زيكا 1952.

الفيروس الصهيوني المولود قبل فيروس “زيكا” ينهش الأرض الفلسطينية تحت نظر المؤسسات الدولية التي تشاهد وتتابع كل ما حدث بصمت ,إن لم يكن بدعم للمنظمات الصهيونية ونجاح مشروعها الإحلالي الذي أدى لقتل وتهجير ملايين الفلسطينيين من وطنهم.

المشروع الصهيوني يتغول في المنطقة ويمارس الجرائم والقتل والإعدامات اليومية ضد الإنسان, وأمام عدسات الكاميرات كما حدث خلال الأشهر الأخيرة، ويواصل التحضير للحروب في المنطقة ولم يكفه ثلاث حروب شنها على قطاع غزة, راح ضحية الأخيرة منها عام 2014، ما يقارب 2500 إنسان, بينهم 700 طفل وغالبيتهم العظمى من المدنيين, وتدمير ما يتجاوز 10000 منزل بشكل كلي.

اقرأ أيضا  الدعم الأميركي المالي للصهاينة يغذي الإرهاب

واليوم في الضفة الغربية تهود القدس, من خلال تهجير سكانها والاستيلاء على المنازل والأراضي وإقامة المشروعات الاستيطانية لصالح المستوطنين اليهود, وتدنيس المقدسات وقتل الأطفال والنساء والمدنيين، في دلالة على أن جيش الاحتلال الصهيوني يمارس القتل والإرهاب بلا حسيب أو رقيب.

الفيروس الاستيطاني في فلسطين أكثر أهمية بالمكافحة والملاحقة للتخلص منه, لتخليص البشرية من الفيروس المستشري منذ سنوات، وواجب المؤسسات الدولية أن تقوم بدورها لمكافحة السياسات العنصرية الصهيونية تماما, كما تعمل على مواجهة فيروس “زيكا”.

فيروس “زيكا” يمكن أن يختفي إذا ما تكاثفت الجهود لمواجهته، لكن الفيروس الصهيوني بحاجة لتكاثف دولي لمواجهته واقتلاعه, وفي مقدمته دعم عربي وإسلامي، وهو أكثر أهمية من التحالفات التي تشكل بين الحين والآخر، ويتناسى الجميع أن الفيروس الصهيوني هو سبب مهم لما يحدث في المنطقة.

اقرأ أيضا  مشعل: الاحتلال عاجز عن قهر غزة

فلولا الحكام الدمويين في المنطقة ما صمد الاحتلال حتى اليوم، ولولا الأنظمة الدكتاتورية لما استمر الكيان الصهيوني في المنطقة، وما قامت الثورات العربية، ففلسطين هي أم القضايا العربية ومحورها، فإذا ما تم استئصال الفيروس السرطاني في المنطقة يمكن بعدها أن تستقيم المنطقة دون الحاجة لحروب أو تحالفات لمواجهة نظام هنا أو مجموعات هناك.

الفلسطينيون يواصلون مقاومتهم لمكافحة هذا الفيروس , والانتفاضة الثالثة هي السبيل نحو ذلك، ولن ينتظروا كثيرا من المؤسسات الدولية وغيرها من التحالفات للتخلص من الاحتلال.

المصدر : فلسطين أون لاين