فيم الخوف؟

الأحد،16جمادى الثانية1436//5أبريل/نيسان 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
قال الشهيد سيد قطب رحمه الله في تفسيره:
وقوله: «رَبُّنَا الله».. ليست كلمة تقال. بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير. إنما هي منهج كامل للحياة، يشمل كل نشاط فيها وكل اتجاه، وكل حركة وكل خالجة ويقيم ميزانا للتفكير والشعور، وللناس والأشياء، وللأعمال والأحداث، وللروابط والوشائج في كل هذا الوجود.
«رَبُّنَا الله» فله العبادة، وإليه الاتجاه. ومنه الخشية وعليه الاعتماد.
«رَبُّنَا الله» فلا حساب لأحد ولا لشيء سواه، ولا خوف ولا تطلع لمن عداه.
«رَبُّنَا الله» فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه، منظور فيه إلى رضاه.
«رَبُّنَا الله» فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته، ولا اهتداء إلا بهداه.
«رَبُّنَا الله» فكل من في الوجود وكل ما في الوجود مرتبط بنا ونحن نلتقي به في صلتنا بالله.
«رَبُّنَا الله».. منهج كامل على هذا النحو، لا كلمة تلفظها الشفاه، ولا عقيدة سلبية بعيدة عن واقعيات الحياة.
«ثُمَّ اسْتَقامُوا».. وهذه أخرى. فالاستقامة والاطراد والثبات على هذا المنهج درجة بعد اتخاذ المنهج:
استقامة النفس وطمأنينة القلب.. استقامة المشاعر والخوالج، فلا تتأرجح ولا تضطرب ولا تشك ولا ترتاب بفعل الجواذب والدوافع والمؤثرات.. وهي عنيفة ومتنوعة وكثيرة.. واستقامة العمل والسلوك على المنهج المختار.
وفي الطريق مزالق وأشواك ومعوقات وفيه هواتف بالانحراف من هنا ومن هناك! «رَبُّنَا الله».. منهج.. والاستقامة عليه درجة بعد معرفته واختياره. والذين يقسم الله لهم المعرفة والاستقامة هم الصفوة المختارة. وهؤلاء «فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ».. وفيم الخوف وفيم الحزن.. والمنهج واصل.. والاستقامة عليه ضمان الوصول؟
-السبيل-

اقرأ أيضا  الأمم المتحدة: 38 ألفا شردوا في غزة جراء العدوان الإسرائيلي
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.