كبيرة النميمة

الأحد،18ربيع الثاني1436//8فبراير/شباط 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
سعيد مصطفى دياب
النَمامُ كذابٌ مفترٍ:
عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ أَنْ لاَ نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلاَ نَسْرِقَ وَلاَ نَزْنِيَ وَلاَ نَقْتُلَ أَوْلاَدَنَا وَلاَ يَعْضَهَ بَعْضُنَا بَعْضًا “فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ حَدًّا فَأُقِيمَ عَلَيْهِ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ وَمَنْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ”[1].
ولقد صدق القائل: والنميمة والكذب رضيعا لبان، وفي مشوار الدناءة فرسا رهان.
وكلم معاوية الأحنف في شيء بلغه عنه فأنكره الأحنف فقال له معاوية: بَلَّغَني عنك الثقةُ فقال له الأحنف: إن الثقة لا يُبَلِّغُ مكروهاً.
وكيف يوثق بالنمام وهو في أحسن حالاته فاسق إن كان صادقاً، وإن كانت الأخرى فهو كذاب.
ولا تثقنَّ بالنمامِ فيما حَباكَ من النصيحةِ في الخلاءِ
وأيقنْ أن ما أُفضِىَ إِليهِ من الأسرَارِ مُنكشِفُ الغِطاءِ

وكيف يوثق بالنمام وهو ناقض للعهد خائن للأمانة، ساع بالفساد في الأرض مفرق بين الأحبة قاطع لأواصر الصلة، يعمل عمل السحرة، ويمكر مكر الشياطين.
من نمَّ في الناسِ لم تؤمنْ عقاربهُ على الصديقِ ولم تؤمنْ أفاعيهِ
كالسيل بالليلِ لا يَدري به أحدٌ من أين جاء؟ ولا من أين يأتيهِ
فالويلُ للعهدِ منه كيفَ ينقضُهُ والويلُ للودِّ منه كيفَ يفنيهِ
وصدق والله القائل:
تنحّ عن النميمة واجتنبها فإن النم يُحبطُ كلَّ أجرٍ
يُثير أخو النميمةِ كلّ شر ويكشف للخلائق كل سرٍ
ويقتل نفسه وسواه ظلماً وليس النمُّ من أفعال حر
النَّمِيمَةُ كبيرة من الكبائر وسبب من أسباب عذاب القبر:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ “أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ”. قَالَ فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا ثُمَّ قَالَ “لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا”[2].

اقرأ أيضا  سفير المغرب بنواكشوط: لا مقايضة ومتشبثون بالدفاع عن فلسطين

بالنميمة تسفك الدماء:
قال عطاء بن السائب: “قدمت من مكة، فلقيني الشعبي فقال: يا أبا زيد أطرفنا مما سمعت؛ قلت: سمعت عبد الرحمن ابن عبد الله بن سابط يقول: لا يسكن مكة سافك دم، ولا آكل ربا، ولا مشاءٌ بنميم؛ فعجبت منه حين عدل النميمة بسفك الدماء وأكل الربا، فقال الشعبي: وما يعجبك من هذا؟ فهل تسفك الدماء وتركب العظائم إلا بالنميمة؟”.
عن حميد الطويل: كان رجل له غلام فباعه وقال للمشتري: إني أبرأ إليك من كل عيب به إلا عيباً واحداً. قال: وما هو؟ قال: النميمة. قال: أنت بريء منه فإني لا أقبل قوله. قال: فما لبثت إلا قليلاً حتى أتى السيد وقال: إن امرأتك بغيّ وهي تريد أن تقتلك وتتزوج غيرك. قال: وما يدريك؟ قال: قد عرفت ذلك، فتناوم عليها فإنه سيظهر لك ما أقول، وأتى المرأة فقال: إن زوجك يريد أن يخلعك ويتزوج غيرك، فهل لك أن أرقيك فيرجع إليك حبه؟ قالت: نعم ولك كذا وكذا. قال: ائتني بثلاث شعرات من تحت حنكه. فلما دنت منه لتتناول الشعر قام إليها بالسيف ولم يشك فيما قاله الغلام فقتلها، وجاء إخوة المرأة فقتلوا الزوج فذهبا جميعاً بسوء صنيع عبدهما وقبولهما نميمته[3].
[1] رواه أحمد – حديث:‏22142‏ ، ومسلم -كتاب الحدود، باب الحدود كفارات لأهلها، حديث:‏3310‏.
[2] رواه البخاري – كتاب الأدب، باب الغيبة، حديث: ‏5712 ‏ ، ومسلم – الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، حديث:‏465‏.
[3] المحاسن والمساوئ – 1 / 243.
ــــــــــــــــــــــــــ
– الألوكة

اقرأ أيضا  هجرة المسلمين من «الغثائية» إلى «الفاعلية» كيف تكون؟
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.