“كرمان” تحمل الرئيس هادي مسؤولية تدهور الأوضاع في اليمن
الأربعاء،9ربيع الأول1436الموافق31ديسمبر/كانون الأول2014وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
تركيا – إسطنبول
حملت الناشطة اليمينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام “توكل كرمان” الرئيس “عبد ربه منصور هادي” المسؤلية القانونية والأخلاقية أمام الشعب عما سمته الوضع الشاذ الذي وصلت إليه اليمن، لافتة أنه المسؤول الأول عن ذلك أمام الرعاة الإقليميين والدوليين.
وفي تصريحات خاصة للأناضول، قالت “كرمان”: “إن الرئيس هادي حظي باصطفاف شعبي غير مسبوق، وتوافق وطني كامل، ورعاية إقليمية ودولية كاملة، لكي ينفذ مهام واستحقاقات العملية الانتقالية، لكن الانتقال الوحيد الذي رعاه خلال الفترة الانتقالية، هو انتقال الميليشيات المسلحة من صعدة إلى العاصمة صنعاء”.
وأضافت أيضًا أن “هادي رعى انتقال ما لا يقل عن نصف معدات الجيش وعتاده إلى مليشيات الحوثي، ولأنه بالإضافة إلى صلاحياته العديدة والمطلقة كرئيس للفترة الانتقالية، ورئيس اللجنة العسكرية المناط بها هيكلة الجيش والأمن على أسس حديثة، وبسط سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني، وضمان احتكار الدولة للسلاح واستخدامه حسب المبادرة الخليجية، فهو الوحيد المسؤول قانونيًا وأخلاقيًا أمام أبناء الشعب عن هذا الوضع الشاذ الذي وصلت إليه البلاد”.
من جانب آخر، اتهمت “كرمان هادي” بأنه “تعلل طويلًا بفشل الحكومة ليواري فشله في كبح جماح الميليشيات وسحب أسلحتها وبسط نفوذ الدولة، ومنذ تشكيل الحكومة الجديدة التي تذخر بالعديد من الكفاءات لا يزال التدهور المريع للدولة وسقوطها المدوي أمام الميليشيات يجري بشكل أسرع مما كان عليه”.
واستطردت “كرمان” بالقول: “استلم الرئيس هادي رئاسة الفترة الانتقالية لدولة فاسدة وعلى وشك الفشل، استهدف نظامها ثورة الشباب الطامح بدولة العدل والقانون والرفاة، وهي الآن دولة فاشلة تحكمها الميليشيات، وينخر الفساد بكل مفاصلها، والعيب ليس في ثورة الشباب الأخلاقية العظيمة، الشباب الطامح بالحرية والكرامة، ولكن في من أدار المرحلة الانتقالية بكل هذا السوء”.
من جهة ثانية أوضحت كرمان أنه “سيعلن الرئيس هادي تفاخره بإنجازه الوحيد، وهو مشروع الدستور، الذي كتب في أحد فنادق الخمس نجوم في الخارج، ولا يملك الرئيس الاستفتاء عليه إلا في حدود سلطته التي لا تتجاوز أسوار دار الرئاسة، حيث يقضي إقامته الجبرية غير المعلنة”.
وختمت الناشطة اليمينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام كلمتها بأن “الشباب ساندوا الرئيس بكل ما يستطيعون رغم كل الانتقادات الواسعة التي تعرضوا لها، خشية سقوطه أمام مشروع الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبقايا نظامه، لكنه خيب كل الرئيس آمالهم وتوقعاتهم، وسيكون على شباب الثورة وكل أبناء الشعب مواجهة ما وصفته بالانهيار والخذلان دون يأس وبثقة في أنفسهم وفي المستقبل”.
ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسيطر جماعة “أنصار الله”، المحسوبة على المذهب الشيعي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق “السلم والشراكة” مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية بخلاف صنعاء.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004، ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر لجماعة الحوثي بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائدًا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962، بحسبما ورد في الاناضول.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.