كيري بعد مباحثاته في أنقرة: دور تركيا في مواجهة {داعش} يتحدد لاحقا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أنقرة أمس (رويترز) - aawsat.com -
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أنقرة أمس (رويترز) – aawsat.com –

الأحد، 19 ذو القعدة 1435 الموافق 14 أيلول/سبتيمبر 2014 وكالة معراج للأنباء الإسلامية (مينا)

لبانان – بيروت

بدأ وزير الخارجية الأميركي «مهمة مستحيلة» في أنقرة تهدف إلى إقناع تركيا رفع مستوى مشاركتها في التحالف الذي تعده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «داعش» والتنظيمات المتشددة الأخرى في العراق وسوريا.

ومنذ مطلع هذا الشهر، ارتفع مستوى الضغط الأميركي على الحكومة التركية، للتجاوب مع المطالب الأميركية التي تتلخص بضرورة منع دخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وفتح القواعد العسكرية التركية أمام القوات الأميركية، أو تلك المشاركة في الائتلاف الذي يتشكل راهنا. وكان هذا الموضوع بندا أساسيا في لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان الذي زار واشنطن مؤخرا، تبع ذلك زيارة لوزير الدفاع الأميركي إلى أنقرة، ثم زيارة كيري. علما بأن الأخير التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو 3 مرات خلال أسبوع آخرها أمس، بالإضافة إلى 3 اتصالات هاتفية بينهما خلال الفترة نفسها.

وكان لافتا انخفاض مستوى التمثيل الذي استقبل به كيري في أنقرة، وبدا وكأنه رد على انخفاض مستوى التمثيل الأميركي في حفل تنصيب رئيس الجمهورية التركي رجب طيب إردوغان الشهر الماضي. فقد وصل كيري إلى أنقرة بطائرة خاصة ليجد في استقباله نائب والي (محافظ) أنقرة خير الدين بالجي أوغلو، ومسؤولين من وزارة الخارجية التركية، ودبلوماسيين من السفارة الأميركية.

وأكد مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط» أن موقف أنقرة من هذا الملف يتعلق بـ«ثوابتها وما درجت القيام به في مثل هذه الظروف»، مشيرا إلى أن أنقرة أكدت أنها لن تشارك بأي قوات عسكرية خارج بلادها إلا تحت راية الأمم المتحدة أو دفاعا عن أمنها القومي. وعد المصدر أن أنقرة «سوف تقوم بما هو أكثر من المشاركة في العمليات القتالية»، متحدثا عن الدور الكبير الذي تلعبه بحماية الحدود، في إشارة إلى وقف تدفق المقاتلين، واتخاذ إجراءات لاستقبال موجات الهجرة التي ستترتب على العمليات العسكرية.

اقرأ أيضا  اشعال النار عمدا في نزلين للاجئين بولايتين شرق ألمانيا

وفيما أكد وزير عربي شارك في اجتماعات جدة لـ«الشرق الأوسط» أن وزير الخارجية التركي قال للمشاركين في الاجتماع تبريرا لرفضه توقيع البيان الصادر عن المجتمعين، بأن ثمة 49 رهينة تركية بينهم القنصل في الموصل هم رهائن لدى داعش، ومصيرهم سيكون الموت في حال المشاركة في أي قوة عسكرية، قال المصدر التركي بأن هذا الموضوع ليس الدافع الأساسي لأنقرة في موقفها الأخير، بل عبارة عن ثوابت لها في الأزمات. ووضع المصدر علامات استفهام عدة حول سياسة تسليح القوى في العراق ومخاطره المستقبلية، وهو ما فسرته أوساط تركية على أنه خشية من أنقرة من وصول السلاح الذي يقدم إلى البيشمركة الكردية إلى أيدي مقاتلين أكراد يعملون في أراضيها.

وقال وزير الخارجية التركي بأنه ناقش مع نظيره الأميركي «موضوعات إقليمية، من بينها سوريا، والعراق، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضية القبرصية، وأرمينيا، ووقف إطلاق النار في أوكرانيا، والشرق الأوسط، فضلا عن مسيرة السلام الداخلي في تركيا».

بدوره، أعرب وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركي كيري عن سروره لزيارة تركيا، لافتا أن بلاده، وتركيا شريكان مهمان في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مضيفا: «إن القضايا الممتدة من ليبيا، حتى مالي، ومن القرن الأفريقي، إلى الشرق الأوسط، والآن طبعا الوضع في العراق، تهمنا جميعا، ولدينا الكثير لنتحدث فيه». وذكر كيري، أن إحدى أكثر علاقاته الوثيقة خلال العام والنصف الماضية، كانت مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، عندما كان وزيرا للخارجية، مذّكرا بأنه سيترأس برفقة جاويش أوغلو، منتدى حول مكافحة الإرهاب، سيعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة.

اقرأ أيضا  روبرت فيسك : ضربات ضد داعش في سوريا تدعم بقاء نظام الأسد

وتزامن وصول كيري مع إعلان أنقرة عن توقيف فرنسي من أصل مغربي في إسطنبول ويدعى مراد فارس قالت: إنه كان يعمل على استقطاب شباب أتراك لإرسالهم للقتال في صفوف «داعش» فيما بدا أنه رسالة تركية إلى واشنطن ترسم حدود تعاونها في هذا الملف، خصوصا أن مصادر في المعارضة التركية تتحدث عن تورط كبير لتركيا في التعاون مع داعش، وهو ما برز من خلال عدة تقارير تحدث أحدها عن معالجة جرحى الغارات الأميركية في مستشفيات تركيا على نفقة الحكومة، بالإضافة إلى تسريبات نفتها مصادر رسمية تركية عن تقديم الأميركيين تقارير للمسؤولين الأتراك عن وجود ذخائر من تصنيع مؤسسة الأسلحة التركية لدى مقاتلي التنظيم.

وتحدث الكاتب في صحيفة «زمان» التركية، ومدير وكالة جيهان للأنباء، عيد الحميد بيلجي عن معلومات لدى استخبارات جهاز الجاندرما (الدرك) تفيد بأن 300 سيارة سُرقت في تركيا هُرّبت إلى سوريا بلوحات معدنية مزورة، وتوصلت السلطات إلى أن المتهمين في هذه الواقعة تربطهم علاقة بتنظيمات القاعدة وجبهة النصر وداعش، مشيرا إلى تقارير تفيد بأن 500 شخص غادروا تركيا متوجهين إلى سوريا للانضمام إلى صفوف جبهة النصرة وتنظيم داعش، ذاكرا أن المواطن التركي وقّاص دوغان، الذي انضم ابنه إلى صفوف داعش، قال دوغان إن البعض يحشد الشباب للقتال ضمن صفوف داعش علانية بالمدينة.

اقرأ أيضا  أوكرانيا: مسلمون يستضيفون النازحين من القرم

وفي أعقاب مباحثاته في أنقرة قال جون كيري إنه واثق بأن الولايات المتحدة ستشكل تحالفا عريضا لمحاربة متشددي تنظيم داعش، لكنه قال إنه لن يكون ملائما أن تشارك إيران في محادثات هذه المساعي. وقال كيري الذي وصل إلى أنقرة قادما من جدة أمس إنه سيكون من السابق لأوانه تحديد دور كل دولة في الائتلاف الذي تسعى واشنطن لبنائه ضد «داعش».

كما أشار إلى أن فرنسا أوضحت علنا استعدادها لاتخاذ إجراء في العراق واستخدام القوة.

وأكد كيري أن أميركا وتركيا تقفان معا في مواجهة التحديات الإقليمية، لكن دور تركيا في مواجهة «داعش» يتحدد لاحقا.

المصدر : الشرق الأوسط

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.