لا إله إلا الله: منهج حياة

www.kaheel7.
www.kaheel7.

الثلاثاء 23 ربيع الثاني 1437//2 فبراير/شباط 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
السيد مراد سلامة
لا إله إلا الله
“منهج حياة”
عناصر الخطبة:
العنصر الأول: معنى لا إله إلا الله
العنصر الثاني: فضائل لا إله إلا الله
العنصر الثالث: لا إله إلا الله منهج حياة.
أولاً: لا إله إلا الله حياة للقلوب والأرواح
ثانياً: لا إله إلا الله منهج حياة من العبودية لغير الله إلى عبودية الله الواحد القهار
ثالثاً: لا إله إلا الله منهج عدل
رابعاً: لا إله إلا الله منهج عزة وإباء وتضحية
خامساً: لا إله إلا الله منهج تشريعي
سادساً: لا إله إلا الله منهج أخلاقي تربوي الأخلاقي
سابعاً: لا إله إلا الله منهج اقتصادي.

الخطبة الأولى
أمةَ الإسلام، نعيش في هذا اليوم الأغر الميمون خير يوم طلعت فيه الشمس مع أعظم دستور، ومع اسمى منهج وضعه الله تعالى للبشرية لينقذها من صحراء الجهل القاحلة إلى روضة غناء عالية، مع ذلك الدستور الذي به حياة القلوب والأرواح، مع أعظم شعار وأغلى دثار، مع العروة الوثقى، مع القول السديد، مع المنهج الفريد، مع “لا إله إلا الله”..

العنصر الأول معنى لا إله إلا الله.
معنى الشهادة: فقال العلماء إنه لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين:
الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه.
والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه.

وليس المراد بقولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإنّ المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدّرك الأسفل من النار، مع كونهم يُصلون ويتصدقون، ولكن المراد بقولها مع معرفتها بالقلب ومحبتها ومحبة أهلها، وبغض ما خالفها ومعاداته.

العنصر الثاني فضائل لا إله إلا الله.
اعلم أن كلمة: «لا إله إلا الله» لها فضائل أشهر من أن تذكر، وأكثر من أن تحصر، قد نطقت بذلك الآيات الكثيرة، والأحاديث الشهيرة.

فهي القطب الذي يدور عليه رحى الإسلام والقاعدة التي يبنى عليها أركان الدين، وهي أعلى شعب الإيمان. وما من علم من علوم الغيب والشهادة إلا وهو منتظم في سلك: «لا إله إلا الله»، فجميع العلوم فروع لعلم: «لا اله إلا الله» واليكم زهرة من بستان لا اله إلا الله:
1-أن بها يعصم دم العبد وماله: فهي التي تعصم دم الإنسان وتعصم ماله وعرضه فهي أمان لمن قالها في الدنيا.

عن أبي مالك، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ” من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله “)[1]

2-ومن فضائلها أن بها يدخل العبد الجنة دار السلام: فهي شهادة ضمان لدخول جنة الرحيم الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة “[2].

3- ومن فضائلها أنه من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل: وبرهان على حسن خاتمة الإنسان عن معاذ – رضي الله عنه – “: وهي دليل و برهان على حسن خاتمة الإنسان قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ))[3]

4-ومن فضائل هذه الكلمة المباركة أنها أفضل ما نطق به العبد: و هي أفضل الكلام وأزكاه وأحلى الحديث وأغلاه عن علي، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»[4]

5-ومن فضائل هذه الكلمة الطيبة أن من قالها بإخلاصحصلت له الشفاعة: وهي سلم الوصول إلى شفاعة الحبيب الرسول – صلى الله عليه وسلم -.

عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قبل نفسه” [5].

6- ومن فضائل لا إله إلا الله أنه لا يعدلها شيء في الميزان: فهي أثقل ما يوضع في الميزان ولا يوازيها عمل من الأعمال إذ الأعمال بدونها هباء. عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” إن نبي الله نوحا – صلى الله عليه وسلم – لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء، وأنهاك عن الشرك والكبر”[6]

7- من فضائل لا إله إلا الله الكبار أنها تثمر العمل الصالحفجميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة إنما هي ثمرة هذه الكلمة المباركة قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون ﴾ [7] فشبه سبحانه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة فمن رسخت هذه الكلمة الطيبة في قلبه إيماناً وتصديقاً انقادت جوارحه لأمر الله تعالى عملاً وتطبيقاً فلا إله إلا الله ما أعظم هذه الكلمة وأكثر فضائلها.

العنصر الثالث: لا إله إلا الله منهج حياة.
أولا – لا إله إلا الله حياة للقلوب والأرواح.
فالكفر والجهل موت لصاحبه ولا إله إلا الله تحيي صاحبها قال الله تعالى ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 122]

قال الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله – قوله: “ومن كان ميتا” والتقدير: أأنتم أيها المؤمنون كأولئك الشياطين أو كأوليائهم الذين يجادلونكم بما أوحوه إليهم من زخرف القول الذي غروهم به، ومن كان ميتا بالكفر والجهل فأحييناه بالإيمان وجعلنا له نورا يمشي به في الناس – وهو نور القرآن وما فيه من العلم الإلهي والهداية بالآيات – إلى العلم النظري. كمن مثله أي كمن صفته ونعته الذي يمثل حاله هو أنه خابط في ظلمات الجهل والتقليد الأعمى وفساد الفطرة ليس بخارج منها. لأنها قد أحاطت به وألفتها نفسه فلم يعد يشعر بالحاجة إلى الخروج منها إلى النور، بل ربما يشعر بالتألم منه فهو بإزاء النور المعنوي كالخفاش بإزاء النور الحسي هذا التقدير للجملة الاستفهامية المحذوفة هو الذي ارتضاه بعض المدققين في العربية، ويمكن أن يقدر ما هو أقرب منه إلى المعنى الذي يصل الآية بما قبلها مباشرة وهو قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 121] بأن يقال: إن تقدير الكلام: أطاعة هؤلاء المتبعين لوحي الشياطين، كطاعة وحي الله تعالى وهو النور المبين، ومن كان ميتا بالكفر والشرك فأحييناه بالإيمان، وكان متسكعا في ظلمات الجهل والغباوة وتقليد أهل الضلال فجعلنا له نورا من آيات القرآن المؤيدة بالحجة والبرهان، يمشي به في الناس على بصيرة من أمره في دينه وآدابه ومعاملاته للناس، كمن مثله المبين لحقيقة حاله كمثل السائر في ظلمات بعضها فوق بعض – ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر؟ وفسر بعضهم النور بالدين والإسلام، والمصداق واحد، والعبرة في هذا المثل أن يطالب المسلم نفسه بأن يكون حيا عالما على بصيرة في دينه وأعماله وحسن سيرته في الناس، وقدوة لهم في الفضائل والخيرات، وحجة على فضل دينه على جميع الأديان وعلو آدابه على جميع الآداب[8].

اقرأ أيضا  مصرف إسلامي عملاق بماليزيا يعيد تشكيل خريطة البنوك الإسلامية في العالم

ثانيا – لا إله إلا الله منهج حياة من العبودية لغير الله إلى عبودية الله الواحد القهار.
فهي كلمة الحرية من رق العبودية لغير الله تعالى جاءت فحررت البشرية من عبادة الأصنام والأوثان والطواغيت والظلمة حررتهم من عبودية العباد إلى عبادة الواحد الأحد الفرد الصمد.

خرج ربعي ليدخل على رستم عسكره، فاحتبسه الذين على القنطرة، وأرسل إلى رستم لمجيئه، فاستشار عظماء أهل فارس، فقال: ما ترون؟ أنباهي أم نتهاون! فأجمع ملؤهم على التهاون، فأظهروا الزبرج، وبسطوا البسط والنمارق، ولم يتركوا شيئا، ووضع لرستم سرير الذهب، وألبس زينته من الأنماط والوسائد المنسوجة بالذهب وأقبل ربعي يسير على فرس له زباء قصيرة، معه سيف له مشوف، وغمده لفافة ثوب خلق، ورمحه معلوب بقد، معه حجفة من جلود البقر، على وجهها أديم أحمر مثل الرغيف، ومعه قوسه ونبله فلما غشي الملك، وانتهى إليه وإلى أدنى البسط، قيل له: انزل، فحملها على البساط، فلما استوت عليه، نزل عنها وربطها بوسادتين فشقهما، ثم أدخل الحبل فيهما، فلم يستطيعوا أن ينهوه، وإنما أروه التهاون وعرف ما أرادوا، فأراد استحراجهم، وعليه درع له كأنها أضاة ويلمقه عباءة بعيره، قد جابها وتدرعها، وشدها على وسطه بسلب وقد شد رأسه بمعجرته، وكان أكثر العرب شعرة، ومعجرته نسعة بعيره، ولرأسه أربع ضفائر، قد قمن قياما، كأنهن قرون الوعلة فقالوا: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم، أنتم دعوتموني، فإن أبيتم أن آتيكم كما أريد رجعت فأخبروا رستم، فقال: ائذنوا له، هل هو إلا رجل واحد! فأقبل يتوكأ على رمحه، وزجه نصل يقارب الخطو، ويزج النمارق والبسط، فما ترك لهم نمرقة ولا بساطا إلا أفسده وتركه منهتكا مخرقا، فلما دنا من رستم تعلق به الحرس، وجلس على الأرض، وركز رمحه بالبسط، فقالوا: ما حملك على هذا؟ قال:
إنا لا نستحب القعود على زينتكم هذه فكلمه، فقال: ما جاء بكم؟

قال: الله ابتعثنا، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه، وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدا، حتى نفضي إلى موعود الله.

قال: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا! قال: نعم، كم أحب إليكم؟ أيوما أو يومين؟

قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا وأراد مقاربته ومدافعته، فقال: إن مما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل به أئمتنا، ألا نمكن الأعداء من آذاننا، ولا نؤجلهم عند اللقاء أكثر من ثلاث، فنحن مترددون عنكم ثلاثا، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل، اختر الإسلام وندعك وأرضك، أو الجزاء، فنقبل ونكف عنك، وإن كنت عن نصرنا غنيا تركناك منه، وإن كنت إليه محتاجا منعناك أو المنابذة في اليوم الرابع، ولسنا نبدؤك فيما بيننا وبين اليوم الرابع إلا أن تبدأنا، أنا كفيل لك بذلك على أصحابي وعلى جميع من ترى قال: أسيدهم أنت؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد بعضهم من بعض، يجير أدناهم على أعلاهم فخلص رستم برؤساء أهل فارس، فقال: ما ترون؟ هل رأيتم كلاما قط أوضح ولا أعز من كلام هذا الرجل؟ قالوا: معاذ الله لك أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك لهذا الكلب! أما ترى إلى ثيابه! فقال: ويحكم لا تنظروا إلى الثياب، ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب تستخف باللباس والمأكل ويصونون الأحساب، ليسوا مثلكم في اللباس، ولا يرون فيه ما ترون وأقبلوا إليه يتناولون سلاحه، ويزهدونه فيه، فقال لهم: هل لكم إلى أن تروني فأريكم؟ فأخرج سيفه من خرقه كأنه شعلة نار فقال القوم:اغمده، فغمده، ثم رمى ترسا ورموا حجفته، فخرق ترسهم، وسلمت حجفته، فقال: يا أهل فارس، إنكم عظمتم الطعام واللباس والشراب، وإنا صغرناهن ثم رجع إلى أن ينظروا إلى الأجل[9]

ثالثا – لا إله إلا الله منهج عدل.
كلمة التوحيد كلمة عدل وإنصاف بها تذوب الفوارق وبها تتلاشى الحدود و بها يصبح الناس سواسية أسنان المشط.

يقول الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [10]

يقول العلامة السعدي – رحمه الله – يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله تعالى بث منهما رجالا كثيرا ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوبًا وقبائل أي: قبائل صغارًا وكبارًا، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك، التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبًا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم، وهو أكثرهم طاعة وانكفافًا عن المعاصي، لا أكثرهم قرابة وقومًا، ولا أشرفهم نسبًا، ولكن الله تعالى عليم خبير، يعلم من يقوم منهم بتقوى الله، ظاهرًا وباطنًا، ممن يقوم بذلك، ظاهرًا لا باطنًا، فيجازي كلا بما يستحق.[11]

و لقد رسخ النبي – صلى الله عليه وسلم – مفهوم هذه الكلمة عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي أو فاجر شقي، أنتم بنوا آدم وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان التي تدع بأنفها النتن)) [12].

والشريعة الإسلامية لا تحابي احد فالكل أمام دستور لا إله إلا الله سواء عن عروة، عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة.

فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فخطب ثم قال: ” إنما هلك الذين من قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.

وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها “[13].

رابعا – لا إله إلا الله منهج عزة وإباء وتضحية.
فالمسلم يستمد عزته من عزة العزيز الواحد الأحد القوي المتين جل جلاله فقد كتب العزة لأوليائه فقال – سبحانه – فالعزة لله قال تعالى ﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [14]

اقرأ أيضا  مؤسسة الحركة العالمية للمعتدلين واليونسكو معا في مكافحة الإرهاب

و لا يهبها إلا لمن امن به و صدق المرسلين ﴿ يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [15]

القصة الأولى: عن أبي الغالية الشامي قال: قدم عمر بن الخطاب الجابية على طريق إيلياء على جمل أورق، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلنسوة ولا عمامة، تصطفق رجلاه بين شعبتي الرحل بلا ركاب، وطاؤه كساء انبجاني ذو صوف هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، حقيبته نمرة أو شملة محشوة ليفا، هي حقيبته إذا ركب ووسادته إذا نزل وعليه قميص من كرابيس قد رستم وتخرق جنبه.

فقال: ادعوا لي رأس القوم، فدعوا له الجلومس، فقال: اغسلوا قميصي وخيطوه وأعيروني ثوبا أو قميصا.
فأتي بقميص كتان فقال: ما هذا؟ قالوا: كتان.
قال: وما
الكتان؟ فأخبروه فنزع قميصه فغسل ورقع وأتي به فنزع قميصهم ولبس قميصه.

فقال له الجلومس: أنت ملك العرب وهذه بلاد لا تصلح بها الابل، فلو لبست شيئا غير هذا وركبت برذونا لكان ذلك أعظم في أعين الروم.

فقال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلا.

فأتي ببرذون فطرح عليه قطيفة بلا سرج ولا رحل فركبه بها فقال: احبسوا احبسوا، ما كنت أرى الناس يركبون الشيطان قبل هذا فأتي بجمله فركبه.[16]

القصة الثانية: أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه رسالةً إلى كسرى، وقال: أسلِمْ تَسلَم، وإلا جئتك برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة.

فلما قرأ كسرى الرسالة أرسل إلى ملك الصين، يطلب المدد والنجدة، فرد عليه ملك الصين قائلاً: يا كسرى، لا قوّة لي بقومٍ لو أرادوا خَلْعَ الجبال من أماكنها لَخَلَعُوها”[17]

القصة الثانية: من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ، وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها؛ وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قِبَلَكَ، وافتدِ نفسك، وإلا فالسيفُ بيننا، فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه، وتفرق جلساؤه خوفًا من بادرة تقعُ منه، ثم كتب بيده على ظهر الكتاب: من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قرأت كتابك يا بن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، ثم ركب من يومه، وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة، وأوطأ الروم ذلاًّ وبلاءً، فقتل وسبى، وذل نقفور، وطلب الموادعة على خراج يحملُه، فأجابه، فلما رد الرشيد إلى الرقة نقض نقفور، فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد، حتى عملت الشعراء أبياتًا يلوحون بذلك، فقال: أَوَقَدْ فعلها؟ فكَرَّ راجعًا في مشقة الشتاء، حتى أناخ بفنائه، ونال منه مراده، وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
ألا نَادَتْ هِرَقْلَةُ بالخراب
مِنَ الملِكِ الموفَّق للصوابِ
غدا هارونُ يُرعِد بالمنايا
ويُبرِق بالمُذَكَّرَةِ الصعابِ
ورايات يحلُّ النصرُ فيها
تمُرُّ كأنها قِطَعُ السَّحابِ[18]

خامسا – لا إله إلا الله منهج تشريعي.
اعلم بارك الله تعالى فيك: أن لا إله إلا الله منهج تشريعي يشمل شؤون الحياة عامة فهو يصلح كل زمان ومكان و الله تعالى هو الذي خلقنا و هو اعم بما يصلحنا في الدين و الدنيا و الأخرة قال الله تعالي،
لا إله إلا الله منهج تشريعي:
﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [19]

يقول رشيد – رضا رحمه الله – أي: ألا إن لله الخلق فهو الخالق المالك لذوات المخلوقات وله فيها الأمر وهو التشريع والتكوين والتصرف والتدبير فهو المالك، والملك لا شريك له في ملكه ولا في ملكه[20]

فالإسلام منهج تشريعي لو طبق على أرض الواقع ما رأينا ظالما وما رأينا مظلوما وما رأينا فقيرا ولا جائع ولا سارقا و لا مجرما
♦ ♦ ♦

أتدري لماذا؟
لأن الذي شرعه هو الخالق اللطيف الخبير والحكيم والعليم، فالذي يشرع ينبغي له أن يكون حكيماً لتكون تشريعاته صالحة، وعليماً بأحوال البشر الذين يشرع لهم لتكون تشريعاته مناسبة، وخبيراً بما تحدثه تشريعاته من آثار لكي لا يضع تشريعات ينجم عنها ضرر في الحاضر والمستقبل، وليس هذا ممكناً لغير الله سبحانه.

والتشريع مرتبط بالمنهج الرباني، فهو يوجد الصلة الحية بين العبد وربه، التي تولد في القلب الحياء من الله، والحب الذي يؤدي إلى الطاعة، والخوف الذي يؤدي إلى الامتناع عن المعاصي.

فمن عرف أن “لا إله إلا الله”، فلا بد له من الانقياد لحكم الله والتسليم لأمره الذي جاء من عنده على يد رسوله ـ صلى الله عليه وسلم -.

فمن شهد أن “لا إله لا الله”، ثم عدل إلى تحكيم غير رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في موارد النزاع، فقد كذب في شهادته، وإن شئت قلت: لما كان التوحيد مبنياً على الشهادتين إذ لا تنفك إحداهما عن الأخرى لتلازمهما، كان معنى شهادة أن “لا إله إلا الله”: توحيد الله بالعبادة، ونفي عبادة ما سواه، ومعنى شهادة أن “محمداً رسول الله”، أنه – صلى الله عليه وسلم – عبدٌ لا يعبد، ورسول صادق لا يكذّب، بل يطاع ويتّبع، لأنه المبلغ عن الله تعالى، فله عليه الصلاة والسلام منصب الرسالة، والتبليغ عن الله، والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، إذ هو لا يحكم إلا بحكم الله.. فلا بد من متابعته وتحكيمه في موارد النزاع، وترك تحكيم أو التحاكم إلى غيره. وهذا هو معنى الشهادتين.”

فالتشريع لله تعالى إذ هو الحكم العدل العليم الخبير لذا بين لنا سبحانه أن من حاد عن حكمه إلى حكم غيره فقد اتخذه معبودا و ربا من دونه قال الله تعالى: ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [21] وفسرها النبي (صلى الله عليه وسلم) عبادتهم باتباعهم فيما حرموا عليهم وما أحلوا لهم بغير سلطان من الله تعالى. قال شيخ الإسلام:” فقد بين النبي أن عبادتهم إياهم كانت في تحليل الحرام وتحريم الحلال، لا أنهم صلَّوْا لهم وصاموا لهم ودَعَوْهُم من دون الله فهذه عبادة للرجال وتلك عبادة للأموال وقد بينها النبي، وقد ذكر الله أن ذلك شرك بقوله: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [22] [23]

وفي الآية الكريمة: ﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[24]، “فإذا كانت التسوية بين الله تعالى وبين خلقه في عبادة من العبادات يُعتبر شركًا وتنديدًا يناقض توحيد العبادة، فكيف بمن سوّى حكم الله تعالى بحكم البشر؟”.

و كيف يليق بالبشرية عامة وبالأمة الإسلامية خاصة أن تتحاكم إلى غير كتابه و إلى غير دستوره إن هذا عوار و زيغ عن منهج الله قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [25]

اقرأ أيضا  جرحى ومعتقلون إثر مسيرات في 15 مدينة أسترالية ضد الإسلام

، قال الشيخ ابن باز – رحمه الله -:” فمن خضع لله – سبحانه – وتحاكم إلى وَحْيِهِ، فهو العابد له، ومن خضع لغيره، وتحاكم إلى غير شرعه، فقد عبد الطاغوت، وانقاد له “، ثم ذكر الآية السابقة[26]

وهذا العلامة القرآني الشنقيطي – رحمه الله تعالى – يقول: “الإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظامًا غير نظام الله، وتشريعًا غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم ويسجد للوثن، لا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه، وكلاهما مشرك بالله”[27]

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
♦ ♦ ♦

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

أما بعد:
سادسا لا إله إلا الله منهج أخلاقي تربوي الأخلاقي.
المتمعن في العقيدة الإسلامية يجدها تتسق ولا تنفك عن الجانب الأخلاقي لذا لا إيمان لمن لا أخلاق له و دلت على ذلك الشريعة الإسلامية الغراء فها هو الملك الحق جل في علاه يبن الهدف من الرسالة الإسلامية فيقول ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [28]

وها هو- صلى الله عليه وسلم – يوضح لنا ذلك في عدة مواطن منها:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”[29]

و ها هو يربط الإيمان بالأخلاق: فلا انفصام بينهما عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:« أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ».[30]

عن أبي شريح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه”[31]

وجعل سوء الأخلاق من النفاق: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان”[32]

سابعا: لا إله إلا الله منهج اقتصادي.
فلا إله إلا الله التي هي العروة الوثقى وضعت للبشرية منهجا اقتصاديا فريدا قائما على العدل و المساواة في توزيع الثروات “

فالمنهج الاقتصادي قد وضعت له الشريعة قواعد عامة وكليات ثابتة لا تتغير ولا بد من مراعاتها والسير على ضوئها عند رسم أي منهج في أي عصر أو مصر.

فقد أوضحت الشريعة أن المال ملك لله عز وجل، والبشر مستخلفون فيه، وأوضحت وجوب تأمين الضروريات لكل فرد، وتحريم أكل أموال الناس بالباطل في أي صورة من صوره، وتحريم الربا والمكوس، والنهي عن الاحتكار والجشع وتقرير حق الملكية الفردية، والنهي عن أن يكون دولة بين الأغنياء، والحث على الإنفاق ووجوبه في بعض الأحيان[33]

وأوجبت الزكاة وبينت أنصبتها ومصارفها وجميع دقائقها… إلى غير ذلك، أما وضع الخطط الاقتصادية وطرق الاستثمار وتحديد الأنظمة الكفيلة بإعطاء كل ذي حق حقه، وحفظ أموال المسلمين من عبث العابثين، وكيفية التعامل المباح بين المؤسسات العامة والخاصة وإشراف الدولة… إلخ فهذا راجع إلى اجتهاد الأمة في إطار تلك القواعد والقيود العامة، يقول الدكتور محمد عبد الجواد محمد: ( من الواجب أن تؤخذ معظم (بل: كل) الأحكام والقواعد التي وضعتها هذه النظم ( أي الوضعية ) من الأحكام والقواعد التي استنبطها الفقهاء المسلمون في المذاهب الفقهية المختلفة. أما المعاملات التي جدت بسبب المخترعات الحديثة فمن الممكن وضع أحكام لها بطريق القياس أو الاقتباس في حدود القواعد الأصولية في الفقه الإسلامي)[34]

عباد الله كانت هذه قطرة من بحر وزهرة من بستان لا اله إلا الله و إن قيض الله تعالى لنا البقاء إن نوضح الأمر في مجال غير المجال و مقام غير المقام لنكشف للمسلمين عن عظمة الشريعة الغراء و المحجة البيضاء

الدعاء.

________________________________________
[1] أخرجه أحمد (3/ 472، رقم 15915)، ومسلم (1/ 53، رقم 23)، وابن حبان (1/ 395، رقم 171)، والطبراني (8/ 319، رقم 8194)
[2] أخرجه أحمد (2/ 421، رقم 9447)، ومسلم (1/ 55، رقم 27)
[3] مسند أحمد ط الرسالة (36/ 363) أخرجه البزار في “مسنده” (2625)
[4] أخرجه أحمد و الطبراني في الدعاء (1/ 273، رقم 874).
[5] أخرجه البخاري (1/ 49، رقم 99). وأخرجه أيضا: أحمد (2/ 373، رقم 8845) والنسائي في الكبرى (3/ 426، رقم 5842)
[6] ((أخرجه البخاري في الأدب المفرد 548، (وأحمد) 6583، (و الحاكم ) 154، انظر الصحيحة: 134، صحيح الأدب المفرد: 426، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.).
[7] [إبراهيم: 24]
[8] تفسير المنار (8/ 26)
[9] تاريخ الطبري (3/ 519)
[10] [الحجرات: 13]
[11] تفسير السعدي (ص: 802)
[12] أخرجه أحمد (2/ 523، رقم 10791)، وأبو داود (4/ 331، رقم 5116)، والبيهقي (10/ 232، رقم 20851). وأخرجه أيضًا: الترمذي (5/ 735، رقم 3956)، والرافعي (2/ 62)، والخطيب (6/ 187)
[13] أخرجه أحمد (6/ 162، رقم 25336)، والبخاري (6/ 2491، رقم 6406)، ومسلم (3/ 1315، رقم 1688)، وأبو داود (4/ 132، رقم 4373)، والترمذي (4/ 37، رقم 1430)، والنسائي (8/ 73، رقم 4899)، وابن ماجه
(2/ 851، رقم 2547).
[14] [النساء: 139]
[15] [المنافقون: 8]
[16] البداية والنهاية-(7/ 69)
[17] [البداية والنهاية (7/ 145) باختصار وتصرف].
[18] [العبر في خبر من غبر؛ للذهبي (1/ 228).]
[19] [الأعراف: 54]
[20] تفسير المنار (8/ 404)
[21] [التوبة:21]،
[22] [التوبة:31]
[23] (مجموع الفتاوى، (7، 67)).
[24] [الشعراء:97-98]
[25] [النساء:60]
[26] (عبد العزيز بن باز، وجوب تحكيم شريعة الله، ص:7-8).
[27] (أضواء البيان:7/ 162).
[28] [الجمعة: 2]
[29] “(أخرجه أحمد (2/ 381، رقم 8939)، وابن سعد (1/ 192).
[30] أخرجه أبو داود (4/ 220، رقم 4682)، وأحمد (2/ 250، رقم 7396)، والدارمي (2/ 415، رقم 2792)، وابن حبان (2/ 227، رقم 479)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 230، رقم 7976)، والحاكم (1/ 43، رقم 1). وأخرجه أيضا: ابن أبى شيبة (5/ 210، رقم 25321)، والبيهقي (10/ 192، رقم 20572).
[31] أخرجه أحمد (6/ 385، رقم 27206)، والبخاري (5/ 2240، رقم 5670).
[32] أخرجه أحمد (2/ 357، رقم 8670)، والبخاري (1/ 21، رقم 33)، ومسلم (1/ 78، رقم 59)، والترمذي (5/ 19، رقم 2631)، وقال: حسن غريب، والنسائي (8/ 116، رقم 5021). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (11/ 406، رقم 6533).
[33] (قبسات من الرسول لفضيلة الأستاذ محمد قطب (ص 191).)
[34] (التطوير التشريعي في المملكة العربية السعودية د. محمد عبد الجواد محمد (ص 18)..) الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة (1/ 86)
– الألوكة-