لماذا نصلي خمس مرات في اليوم؟
الجمعة 6 ذو القعدة 1436//21 أغسطس/آب 2015 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
د. جاسم المطوع
جواب ذكي من الشاب الأمريكي (مصطفى) لشاب صيني سأله: لماذا أنتم تصلون في اليوم خمس مرات؟ ألا يكفيكم أن تصلوا مرة واحدة؟
فأجابه: إن الله خلق الإنسان من جسد وروح، وكلاهما يحتاج لاهتمام ونظافة، فنحن نتوضأ في اليوم خمس مرات لنظافة الجسد وطهارته، أما الروح فنصلي خمس مرات في اليوم لنظافتها وسعادتها، فأعجب الصيني بجواب الأمريكي وكان هذا الجواب سببا في دخوله الإسلام.
(مصطفى) شاب أمريكي دخل في الإسلام في صغره والآن هو في مكة المكرمة يكمل رسالة الدكتوراه، جلست معه جلسة ممتعة نتبادل فيها أطراف الحديث وسألته عن أكثر ما لفت نظره في الإسلام؟
فقال: لفت نظري أمران: الأول عندما كنت صغيرا شاهدت في التلفاز صلاة المسلمين في الحرم المكي فكنت أستغرب من هدوء وسكينة كل هذه الآلاف التي تقف بخشوع للصلاة على الرغم من شدة الزحام وحرارة الجو من غير شكوى أو تذمر تقربا لله تعالى. والأمر الثاني: تحمل المسؤولية. فقلت له: ماذا تقصد بذلك ؟ قال: بمجرد ما دخلت الإسلام شعرت أن الدين يكلفني بأن أنشر الخير الذي تعرفت عليه، ولهذا قررت أن أتعلم الدين ودرست الشريعة وانتهيت من الماجستير والآن في نهاية الدكتوراه إن شاء الله.
(مصطفى) عمره ثلاثون سنة ومتزوج وقد رزق ببنت سماها (جودي)، قال لي: لما كنت في الثانوية بنيويورك كنت المسلم الوحيد من بين خمسمائة طالب مسيحي ويهودي ولا ديني، وقد عانيت كثيرا من بعض الطلبة بسبب كثرة استهزائهم بديني وإسلامي، ولكني تعاملت معهم بصبر وحكمة وتفوقت عليهم علميا حتى صرت الأول على مدرستي فصاروا يحترمونني.
إن كلامه عن الصلاة يذكرني بموقف حصل لبعض الأصدقاء عندما وقفوا يصلون في أحد شوارع لندن فتجمهر الناس حولهم يصورونهم وينظرون إليهم، وبعد انتهاء الصلاة؛ دار الحديث مع بعضهم حول الصلاة، وكان هذا الموقف سببا في دخول أحدهم الإسلام.
فالصلوات الخمس لها حكمة وميزة، فمن ميزاتها أنها لا تعطي للمخطئ فرصة للاستمرار بخطئه وتذكره دائما بمسح ذنوبه، فلو ارتكب الإنسان ذنبا في أي ساعة من اليوم في الليل أو النهار؛ فإن الصلاة ستكون سببا في تذكيره بالتوبة والرجوع إلى الله.
كما أن كل ما في الصلاة يساعد المصلي على النجاح بالحياة والتفوق، فسورة (الفاتحة) تفتح أعيننا للحق والصواب، ففيها الشكر والمدح والدعاء واللجوء إلى لله، وفيها الابتعاد عن منهج المخطئين والمنحرفين، وهي أكثر سورة نكررها في كل صلاة، فهي فاتحة الصلاة وفاتحة القرآن وفاتحة كل شيء، فإن كان علماء الإدارة يعلموننا كيف نكتب خطتنا ورؤيتنا في الحياة، فإن سورة الفاتحة تساعدنا على كتابة خطتنا ووضع رؤيتنا، والصلاة تساعدنا على تحقيق هذه الرؤية بضبط أوقاتنا والاستعانة بالله، فالصلاة نور وبرهان وفاتحة كل خير، وهي قرة عين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.. فلتكن صلاتنا قرة عين لنا، ولنحافظ عليها.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.