مآذن المساجد تساعد في إنقاذ الأرواح بسوريا

الجمعة 12 ربيع الثاني 1437//22 يناير/كانون الثاني 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
سوريا
كشف تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن ما أسماه “نظام التحذير من الغارات الجوية”، وذلك لأنه يعتمد على مآذن المساجد، موضحاً بأن الناشطين كانوا يستخدمونها للتحذير من الغارات الجوية.

وفي تقرير للموقع البريطاني الذي يتابع الشرق الأوسط، نقل “ميدل إيست آي” عن “أبي محمد”، في محافظة اللاذقية الساحلية، والذي كان يرسل تحذيرات من جواله إلى شبكة سرية من زملائه: “تنبيه: طائرة روسية حلقت باتجاهكم”.

وخلال لحظات، يرسل الناشطون في مناطق المعارضة شمال غرب سوري إشارات تحذيرية لحث المدنيين على الاختباء قبل قدوم الغارات.

الرسالة التي يرسلها أبو محمد، عبر برنامج “واتسآب”، هي جزء من شبكة من المدنيين والثوار عبر سوريا، الذين يسمون أنفسهم “الراصدين”.

وعبر مواقع قريبة من مطارات النظام، يستخدم الراصدون برامج التراسل، أو الأجهزة اللاسلكية – بحسب تغطية الإنترنت – لتحذير الناشطين والأطباء والثوار من الهجمات الجوية القادمة.

ويرصد الناشطون الخطوط الجوية، ويحاولون فك تشفير رموز الاتصالات، للتحذير أن هناك طيرانا روسيا أو للجيش السوري قادما في الطريق.

اقرأ أيضا  الكشف عما تتعرض له المساجد السنية في بغداد من قبل الحشد الشيعي

وقال أبو محمد إنه يتواجد قرب موقع للجيش السوري في معقل الحكومة في اللاذقية، ويصف المدفعية وطائرات الاستطلاع لمراقبة الطائرات القادمة، مشيرا إلى أن وظيفته أصبحت صعبة بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأضاف أبو محمد “أعلم متى تقلع الطائرة وأخبر الناس متى تتوجه إليهم”، متابعا بقوله: “حالما تصل التحذيرات إليهم فهم يختبئون في الملاجئ أو في أنفاق تحت الأرض”.

وتتهم المنظمات الحقوقية قوات النظام السوري بالقصف العشوائي لمناطق المعارضة، كما اتهمت روسيا بقتل أكثر من ١٠٠٠ مدني في ضرباتها، رغم أن الأخيرة تنفي ذلك، وتقول إنها تستهدف “تنظيم الدولة والمجموعات الإرهابية”.

أبو عمرو، راصد آخر في اللاذقية، قال إنه وزملائه منظمون في وحدات، وشبكتهم ليست تابعة لأي فصيل، موضحا أن “الفكرة هي حماية الشعب والثوار من الطائرات والقصف، وهذه المراصد مهمة فعلا”.

ويعمل الراصدون كشبكة، فعندما تقلع طائرة من قاعدة “حميميم” العسكرية في اللاذقية، يحذر المراقب نظيره في المناطق التي ستتوجه إليها الطائرة، الذي يخبر الناشطين والثوار هناك.

وقال الناشطون الذين يعتمدون على الراصدين إن هذه التحذيرات أساسية.

وفي محافظة حمص، ينتظر الناشط حسن أبو نوح التحذيرات من الطائرات المتوجهة إلى بلدته تلبيسة، التي تشهد قصفا دوريا من طائرات النظام الروسي.

اقرأ أيضا  خطيب المسجد النبوي:الفئة الضالة أسقطت من قاموسها تعظيم شعائر الله

وحتى قبل بدء الحملة الروسية، فإن الناشطين بدؤوا محاولة إيجاد طرق لتقليل الخسائر من الضربات الجوية.

وقال أبو نوح “عندما بدأ النظام باستخدام الطيران الحربي والمروحيات لقصف المدن، بدأ الناس يفكرون بطرق لتحذير المدنيين”، مضيفا “بعد العديد من المحاولات، قررنا العمل عبر تعليق اللاسلكيات في مكبرات مآذن المساجد”.

وأوضح الناشط الحمصي أن هذا “يسمح للناشطين بنشر التحذيرات عبر البلدة: مروحية بقنابل برميلية دخلت المجال الجوي من الشرق، خذوا حذركم، وأخلوا الشوارع والمناطق العامة”.

وفي محافظة حلب، يستخدم المدنيون ومتطوعو الدفاع المدني ثلاثة قنوات لاسلكية للتواصل حول الضربات الجوية، بحسب الناشط الإعلامي عادل باشخو.

وتأسست هذه الشبكات قرب بلدته، عندان، قبل ثلاثة أعوام، وأصبحت ضرورية مع قصف القنابل البرميلية على البلدة في 2014، إذ أوضح باشخو “في 2014، كانت عندان والقرى حولها تتلقى على الأقل عشرة قنابل برميلية في اليوم، عدا الغارات الجوية”.

وأضاف لـ “ميدل إيست آي” أن “الراصدين وفريق الدفاع المدني لعبوا دورا استثنائيا، بإبلاغ الناس أن الطائرات كانت تأتي”.

اقرأ أيضا  تحذير: طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق بكثافة في أجواء قطاع غزة

وعندما ينطلق التحذير، لا يملك سكان البلدات، مثل عندان وتلبيسة، أكثر من خمس إلى سبع دقائق للاحتماء في تسويات إسمنتية، أو الهرب للقرى المجاورة.

وقال باشكو إن مجلس عندان المحلي بنى خمس ملاجئ جديدة بحصون إسمنتية، بعضها تحت الأرض.

وأضاف التدخل الروسي في الصراع يشكل تحديا جديدا للراصدين، الذين قالوا إنهم أصبحوا قادرين على فك الشفرات بين الروس، إذ أوضح أبو نوح “بعد فترة، استطاع الشباب اختراق كود التواصل الروسي، بالإضافة لمراقبة الطائرات بالصوت والرؤية”.

واختتم بقوله:”هذه التحذيرات أنقذت أرواح الكثيرين، وهذه القضية هي قضية حياة أو موت في مناطق الراصدين” ، بحسب مفكرة الإسلام.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.