مستقبل انتفاضة القدس

رأفت مرة

السبت 7 محرم 1438 الموافق 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”

نجحت انتفاضة القدس التي انطلقت في الأول من شهر أكتوبر/تشرين أول 2015 في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، ضد الاقتحامات الصهيونية المتلاحقة، وفي تثبيت مشروع مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، حيث نجح الفلسطينيون في تنفيذ عشرات عمليات اطلاق النار والطعن والدهس، فأوقعوا 40 قتيلاً اسرائيلياً، وأكثر من 400 جريح.

وساهمت انتفاضة القدس في رفع الروح المعنوية لدى الفلسطينيين، وفي إعادة الفاعلية للمواجهات مع الاحتلال، وفي تسليط الضوء على قضية الاقتحامات الصهيونية المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك،
وساهمت في إعادة إظهار المخاوف الاسرائيلية من الانتفاضة، من خلال اعتراف سياسيين ومحللين صهاينة بضعف قدرة الاحتلال على كسر إرادة الفلسطينيين أو على وقف الانتفاضة. وجاء هذا الاعتراف صحيحاً، إذ وعلى الرغم من تراجع فاعلية الانتفاضة في الأشهر الماضية، إلا أنها عادت لمستوى جيد من الفاعلية في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ أيضا  "شباب الانتفاضة" يدعو لتصعيد المواجهات غدًا بمناطق التماس

خلال العام الماضي، عانت الانتفاضة من: عدم توافر قيادة سياسية مشتركة تدعم أهدافها، استمرار ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية لشباب الانتفاضة، ممارسة ضغوط أمنية وسياسية واجتماعية على المشاركين في الانتفاضة، ارتفاع مستوى التهديدات الاسرائيلية واتساع دائرة الارهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين، مثل عمليات هدم المنازل والاعتقال وطرد العائلات.

لذلك فإن الانتفاضة بحاجة إلى توفير مناخات سياسية وشعبية واجتماعية داعمة تضمن استمرارها وتساعدها في تحقيق أهدافها.

وأهم الخطوات التي يمكن أن تدعم الانتفاضة هي:

1- توفير غطاء سياسي فلسطيني مشترك، يدعم الأهداف التي انطلقت من أجلها، ويوفر لها مناخاً وطنياً إيجابياً يوازي حجم التضحيات.

2- وقف كل أعمال التنسيق الأمني للسلطة مع الكيان الصهيوني، والتي أدت إلى ملاحقة المقاومين واعتقالهم واغتيالهم.

اقرأ أيضا  الشيخ عائض القرني يدعو الفلسطينيين للثبات على مواقفهم

3- وقف كل أشكال الضغط والتهديد التي تمارس بحق شباب الانتفاضة وأهلهم ومجتمعهم، مثل التهديدات التي تطال الجامعات ووسائل الاعلام.

4- إيجاد دعم إعلامي قوي للانتفاضة، في وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة.

5- توفير المستلزمات المالية اللازمة لدعم صمود الفلسطينيين في القدس، ودعم الأسرى والجرحى والمرابطين، الذين سجلوا إنجازات ميدانية مهمة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.
تحمل انتفاضة القدس في عمقها عوامل نجاحها واستمرارها، فهي تعبر عن إرادة فلسطينية جامعة، وهي تتميز بإطلاقها بصورة فردية عامة، تستخدم أدوات وأساليب تقليدية للمقاومة، تعتمد على عنصر المفاجأة، وترتبط بفكرة المقاومة الشعبية التي لا يمكن قمعها، وتتوزع على المدن والشرائح الاجتماعية والشباب والشابات والنساء، وبالتالي فهي ظاهرة سياسية واجتماعية مقاومة.

من الناحية الوطنية، على القوى السياسية الفلسطينية استثمار التضحيات المهمة التي قدمها الفلسطينيون في العام الماضي، وأدت إلى استشهاد 250 فلسطينياً وجرح واعتقال المئات، خاصة وأن عمليات المواجهة مع الاحتلال شملت في الأسابيع الأولى للانتفاضة أكثر من 70 نقطة.

اقرأ أيضا  18قرية درزية تعلن إسلامها في إدلب شمال سوريا

رغم كل نقاط القوة والضعف في انتفاضة القدس، تبقى الانتفاضة مرحلة مهمة من مراحل الكفاح الفلسطيني ضد الكيان، وهي استمرار لكل الثورات والانتفاضات السابقة، وقد نجحت في إقامة حاجز قوي أمام الإسرائيليين يحدّ من الاعتداءات والاقتحامات المتواصلة على المسجد الأقصى.

المصدر : فلسطين أون لاين

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.