مفاوضات نووي إيران تدخل مرحلة الحسم
الأحد، 24 رمضان 1436 هـ الموافق 10 تمور/يوليو 2015 (وكالة معراج للأنباء الإسلامية)
أوستريا – فيينا
تتسارع وتيرة جهود إيران ومحاوروها الغربيون في فيينا سعيا لتجاوز آخر النقاط الشائكة التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك بالتزامن مع إعراب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن تفاؤله بالتوصل لهذا الاتفاق مع اقتراب انتهاء التمديد الثالث للمفاوضات غدا الاثنين.
وقال كيري للصحفيين اليوم الأحد إنه يأمل في أن تتوصل القوى العالمية الكبرى وإيران إلى اتفاق نووي، لكن لا تزال هناك بعض القضايا الصعبة بحاجة لأن تنجز، مشددا على أن المتفاوضين بصدد اتخاذ قرارات حقيقية.
من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين اليوم إنه يأمل أن تكون المفاوضات قد دخلت مرحلتها النهائية رغم أن هناك بعض العمل المتبقي.
وقبل ذلك قال فابيوس لدى خروجه من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إن “كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار”.
وكشفت وكالات أنباء روسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سينضم نهاية اليوم إلى المحادثات الجارية في فيينا.
وبموازاة ذلك اعتبر الدبلوماسي الإيراني الموجود في فيينا علي رضا ميريوسفي على حسابه على موقع تويتر أن الاتفاق النووي بات “في متناول اليد” لكنه لا يزال يتطلب “إرادة سياسية في هذه المرحلة”.
نقاط الخلاف
وأكد مصدر مقرب من المفاوضات أن “98% من النص قد أنجز ويبقى بعض الفراغات يجب ملؤها تتعلق خاصة بمسألتين أو ثلاث مسائل هامة”، معتبرا أنه “يتوجب الآن اتخاذ قرارات سياسية، وإن اتخذت فان الأمور ستسير بسرعة”.
وتتعثر المفاوضات حتى الآن بسبب مطالبة إيران -بدعم من روسيا برفع القيود عن الأسلحة، لكن الغربيين يعتبرون أن هذا المطلب حساس بسبب ضلوع إيران في نزاعات عدة خاصة في سوريا والعراق واليمن.
وهناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بوتيرة رفع العقوبات، ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة يريد الغربيون أن يكون رفعها تدريجيا مع إمكانية العودة إليها في حال انتهاك الاتفاق.
وتطالب مجموعة 5+1 أيضا بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية “إن اقتضت الضرورة”، وهو ما يرفضه بعض المسؤولين العسكريين الإيرانيين. وأخيرا يختلف الجانبان على مدة البنود المفروضة على إيران.
وأمس السبت، بدا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أكثر تشددا، إذ دعا في كلمة له أمام طلاب في طهران إلى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر أنها “أفضل مثل على الغطرسة”.
وانتهز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه التصريحات ليجدد إدانته للاتفاق الوشيك مع إيران، قائلا إنه يجري التفاوض عليه في حين يستمر “عدوان إيراني حتى على الأطراف التي تتفاوض معها”.
ورأى المحلل كيلسي دافنبورت المتخصص في هذا الملف، أن “الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية، ويمكن أن تكون هناك عواقب وخيمة إذا فوت المفاوضون الفرصة لإبرام اتفاق جيد”.
وأمهلت طهران والقوى الست التي تتفاوض معها -وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة- نفسها حتى يوم غد الاثنين للتوصل إلى اتفاق نووي وهو ثالث تمديد في أسبوعين.
المصدر : الجزيرة