القاهرة، مينا – رفض مفتي الديار المصرية، الشيخ ناظر عيّاد، الفتوى الصادرة عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي دعت إلى تدخل الدول الإسلامية ووجوب الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي لوقف المجازر الجارية في قطاع غزة.
وأكد المفتي في تصريحات نقلتها صحيفة “الغد” يوم الثلاثاء (8 أبريل)، أن إصدار فتوى تُلزم “كل مسلم قادر” بالمشاركة في الجهاد ضد إسرائيل هو تصرف “يفتقر إلى المسؤولية ويتنافى مع مقاصد الشريعة”.
وقال الشيخ عيّاد، وهو أعلى مرجعية دينية رسمية في مصر:
“لا يحق لأي جهة أو هيئة، مهما كان توصيفها، أن تنفرد بإصدار فتاوى تمسّ قضايا مصيرية بهذا الحجم، لما في ذلك من تجاوز للمبادئ الكبرى للشريعة الإسلامية ومقاصدها.”
قراءة المزيد: وزير الخارجية سوجيونو وروبيو يتفقان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين إندونيسيا والولايات المتحدة
وأضاف أن مثل هذه الدعوات من شأنها أن تهدد أمن المجتمعات واستقرار الدول، لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية.
وتابع: “نُصرة الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني، لكن ينبغي أن يكون هذا الدعم عقلانيًا ومسؤولًا، بما يحقق مصلحة الفلسطينيين أنفسهم، لا أن يُستخدم ذريعة لأجندات قد تُفضي إلى مزيد من التشريد والدمار.”
وأوضح أن إعلان الجهاد، وفقًا للضوابط الشرعية، لا يجوز إلا من قبل “سلطة شرعية معترف بها”، مضيفًا: “في العصر الحديث، هذه الصلاحية تعود إلى الدولة القائمة بقيادتها السياسية، وليس إلى منظمات أو اتحادات لا تتمتع بشرعية قانونية أو دينية، ولا تمثل الأمة تمثيلًا حقيقيًا.”
وختم بالقول إن إطلاق دعوات للجهاد دون النظر إلى الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي للأمة يُعدّ “تفريطًا في المسؤولية ويتعارض مع الحكمة الشرعية التي توجب الإعداد والتقدير المسبق للعواقب.”
قراءة المزيد: إندونيسيا ولجنة في البرلمان الأوروبي يسلّطان الضوء على استكمال اتفاق الشراكة الاقتصادية بين إندونيسيا والاتحاد الأوروبي
ودعا المفتي في نهاية تصريحه إلى أن يكون توجه الدول الإسلامية نحو التهدئة وخفض التصعيد، لا التصعيد العسكري الذي قد يفاقم المعاناة ولا يخدم مصلحة الشعوب.
وكالة مينا للأنباء
قراءة المزيد: تشديد قوانين الهجرة الأمريكية يؤثر على الطلاب الإندونيسيين