مقابلة حصرية مع السفير الإندونيسي في أفغانستان
عقد فريق وكالة مينا للأنباء اجتماعا خاصا مع السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية إندونيسيا لدى أفغانستان عريف الرحمان يوم السبت في مقر إقامته في جاكرتا الشرقية.
يتألف فريق مينا من رئيس التحريرالقسم الإندونيسي عصمت رؤوف ، ورئيس التحريرالقسم الإنجليزي ويدي كوسنادي ، ورئيس القسم العربي ريفا بيرليانا عريفين ، والمراسلة رنا سيتياوان ، والمراسلة سري أستوتي والمصور عبد الله.
في برنامج محادثات مينا ، أكد السفير عريف الرحمان أن أحد الأشياء التي تعجب أفغانستان من إندونيسيا هو الانسجام بين الأديان والوئام بين المسلمين.
لقد رأى كل من القادة الأفغان وقادة طالبان كيف يتم منح التعليم على نطاق واسع وخاصة للنساء نفس المساحة التي يتمتع بها الرجال. وذكروا أن الشعب الإندونيسي الذي يعيش في وئام ويتمتع بالسلام في مختلف الاختلافات ، يمكن أن يكون نموذجًا للسلام في أفغانستان.
تلعب إندونيسيا أيضًا دورًا مهمًا للغاية في الدبلوماسية متعددة المسارات مع أساس دبلوماسية القوة الناعمة ، ليس فقط الجهات الفاعلة الحكومية ولكن أيضًا الجهات الفاعلة غير الحكومية ، أي دور المنظمات الإنسانية والمنظمات الدينية والعلماء في المساعدة على إحلال السلام في أفغانستان.
قبل خمس سنوات ، عينت وزيرة الخارجية الإندونيسية ، ريتنو مارسودي ، عريف سفيرا في كابول. لم يكن الرجل الذي تم استخدامه في كمبوديا وباكستان كملحق دفاعي خائفًا من إعادة تكليفه ببلد النزاع.
كانت شخصية السفير عريف الرحمان مليئة بالانطباعات عندما كان خطيبًا أسس مدرسة تحفيظ الداخلية الإسلامية ومسجد مانونجال صلة الرحم في حيه في باسار ريبو ، شرق جاكرتا.
يقال إن تسمية مسجد مانونجال صلة الرحم نفسها مستوحاة من إذاعة صلة الرحم التي تحمل شعار “إسلام يانغ ساتو” ، التي تضع نفسها على طريق الدعوة المفتوحة التي تضم الاختلافات ووحدة الشعب.
هذا مقتطف من المقابلة:
مينا: كيف كان شعورك أثناء العمل في أفغانستان؟
السفير عريف الرحمان: أفغانستان لا تتعلق بالقنابل والحرب وطالبان فقط. أفغانستان جميلة. خاصة كابول وعدة مناطق أخرى. كنت لا أنسى السفر إلى هناك مع العائلة. أخذت ابني لزيارة وادي باميان.
يقع وادي باميان على بعد 180 كيلومترًا شمال غرب العاصمة الأفغانية. عند وصولنا إلى وادي باميان ، لم نتمكن من إخفاء دهشتنا عندما رأينا المناظر الطبيعية الجميلة مع غرابة الحقول الخضراء الممتدة.
مينا: طالبان تحكم أفغانستان الآن. طالبان لديها علاقات جيدة مع إندونيسيا ، ما هي فرص التعاون مع أفغانستان في ظل حكومة طالبان؟
السفير عريف الرحمان: تتمتع إندونيسيا وأفغانستان بتاريخ قوي لأنه عندما حصلت إندونيسيا على استقلالها في 17 أغسطس 1945 ، بعد ذلك بعامين ، اعترفت أفغانستان بملكية إندونيسيا في 23 سبتمبر 1947.
يبدو أن أفغانستان ، التي نالت استقلالها في 19 أغسطس 1919 ، تبدو مستقلة مرة أخرى بعد الولايات المتحدة وحلفائها لمدة 20 عامًا منذ ديسمبر 2001. سحبت الولايات المتحدة رسميًا جميع قواتها من أفغانستان في 31 أغسطس 2021.
من خلال سياسة الرئيس جو بايدن ، الذي قرر مستقبل أفغانستان بنفسها ، بحلول نهاية أغسطس 2021 ، ستبدأ أفغانستان في تحسين مواطنيها.
إن جماعة طالبان ، التي تحكم أفغانستان الآن ، في حالة اضطراب مع السكان الذين يرفضون طالبان. ومع ذلك ، فإن الجماعات المتحاربة في أفغانستان هم مواطنون أفغان ، يحتاجون إلى المصالحة من خلال الجهود الدبلوماسية المختلفة.
أحد الأشياء التي تعجب أفغانستان من إندونيسيا هو الانسجام بين الأديان.
لقد رأى قادة أفغانستان وطالبان أيضًا كيف يتم منح التعليم بشكل عام وخاصة للنساء مساحة متساوية مع الرجال في إندونيسيا. وذكروا أن الشعب الإندونيسي الذي يعيش في وئام وسلام في خلافات مختلفة يمكن أن يكون نموذجًا للسلام في أفغانستان.
تتعلم أفغانستان من إندونيسيا لتعزيز التسامح وتفسير الحضارة الإسلامية على أنها رحمة للعالمين أو رحمة للكون.
مينا: ماذا عن فرص التعاون في المجال الاقتصادي؟
السفير عريف الرحمان: إن فرصة التعاون التجاري بين إندونيسيا وأفغانستان هائلة لأن غالبية سكان أفغانستان يعتمدون على التجارة. هذا بالطبع يحسن رفاهية الشعب في كلا البلدين بشكل كبير.
ونقل الرئيس جوكو ويدودو في توجيهاته أن السلام يجب أن يكون مصحوبًا برفاهية المجتمع. لذلك ، يجب تعظيم فرصة التعاون التجاري هذه لتحقيق المساواة المجتمعية.
بيانات من وكالة الإحصاء المركزية (BPS) ، ارتفع أداء الصادرات الإندونيسية إلى أفغانستان بنسبة 361.7 في المائة من 495.28 ألف دولار أمريكي في يوليو 202 1 إلى 2.28 مليون دولار أمريكي في أغسطس 2021. حدثت هذه الزيادة في معدل التصدير عندما تم تولت طالبان رسميًا السلطة في أفغانستان منذ منتصف أغسطس.
أشارت وكالة الإحصاء المركزية إلى أن أداء الصادرات الرئيسي كان منتجات الصناعة الصيدلانية والفواكه والمطاط ومنتجات المطاط.
ومع ذلك ، لا توجد تفاصيل حول قيمة الصادرات لكل سلعة. من ناحية أخرى ، أشارت وكالة الإحصاء المركزية إلى أن الميزان التجاري لإندونيسيا سجل فائضًا قدره 4.74 مليار دولار أمريكي في أغسطس 2021. وهو أعلى رقم قياسي في التاريخ.
فيما يتعلق بزيادة الصادرات ، كانت صادرات إندونيسيا إلى أفغانستان كبيرة لفترة طويلة. ربما لم يتم تسجيله في البيانات الرسمية.
مينا: كيف يمكن استعادة ثقة الناس ، خاصة في القضايا التي يبرزها العالم؟
السفير عريف: في السنوات الأخيرة ، حضرت الحكومة الأفغانية وجماعة طالبان إلى إندونيسيا عدة مرات لمعرفة كيف يمكن لهذا البلد التعددي أن يكون ديمقراطياً. كدولة بها أكبر عدد من المسلمين في العالم ، اتضح أن الشعب الإندونيسي يمكنه أن يتحد لبناء أمة متقدمة.
كما أن روح المبادرة والتعلم لدى الشعب الأفغاني عالية جدًا ، بل إنها نموذجية في جميع المواقف التي حلت بها.
بالتأكيد ، ليس هناك شك في أنه ستكون هناك تغييرات وستستغرق هذه العملية وقتًا. علاوة على ذلك ، فإنه مع الشريعة ومعتقدات المرء. لا يمكننا الاستغناء عنها ، لا نستطيع. يجب علينا أيضا أن نفهم .
إذا تم الترويج لطالبان في الماضي على أنها شيء قاسٍ وبعيد عن النساء ، فبالطبع لم يكن الأمر كذلك تمامًا ، لأنه في الواقع في حالة الحرب لدينا ، يكون الإسلام دائمًا أكثر حذرًا وخوفًا إذا أصيبت النساء ثم أصبحت ضحية للحرب. والتي لا ينبغي أن يتم القيام بها خاصة الأطفال.
حسنًا ، تم استغلالها بعد ذلك حتى صُدم العالم الذي أدرك بالفعل أهمية دور المرأة بهذا ، على الرغم من وجود ظروف كانت مطلوبة للغاية. شريعتهم حسب طائفتهم تختلف عن شريعتنا ، لقد تم تكييفها مع الظروف.
عندما يكون آمنا إن شاء الله. أعتقد أن لديهم ابنة تحتاج أيضًا إلى المدرسة ، يريدون العمل مع طبيبة ، فمن هي الدكتورة؟
فيما يتعلق ببعض القواعد الخاصة بالنساء أنفسهن ليس فقط في أفغانستان ولكن أيضًا في باكستان والمسلمين في الهند وكذلك في السعودية.
اعتادت إندونيسيا أن تكون على هذا النحو أيضًا ، لم تكن هناك مدارس للفتيات حتى فهم الناس أخيرًا ببطء ، فالعملية لم تتسبب في افتراء ومشكلات سلبية.
يجب أن نكون أذكياء وأن نكون قادرين على رؤية المواقف ومن يتحدث.
أواصل مع وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي التعبير عن أهمية دور المرأة في السلام في أفغانستان. منذ عام 2013 ، وقعت إندونيسيا وأفغانستان مذكرة تفاهم بشأن تمكين المرأة الأفغانية. إذا قال أحدهم إنها الحكومة السابقة وليست طالبان.
مينا: ما هو دور إندونيسيا في الاستجابة لتحديات الوضع في أفغانستان؟
السفير عريف: نؤكد أن دور إندونيسيا مهم للغاية في سياق الدبلوماسية متعددة المسارات القائمة على دبلوماسية القوة الناعمة ، ليس فقط الجهات الفاعلة الحكومية ولكن أيضًا الجهات الفاعلة غير الحكومية ، أي دور المنظمات والمنظمات الدينية والعلماء في المساعدة على تحقيق السلام في أفغانستان.
من خلال نهج القوة الناعمة في نهج المعنى من القلب إلى القلب ، نأمل أن يكون التعاون المستقبلي أفضل. لدينا الكثير من الأشياء المشتركة ، لا سيما التشابه الديني والثقافي.
يمكن لإندونيسيا أن تساهم في حل مشكلة أفغانستان خاصة بعد سيطرة طالبان على البلاد.
في السنوات الثلاث الماضية ، شاركت إندونيسيا بنشاط في عملية بناء السلام في أفغانستان. أحد أشكال هذا الجهد هو دعوة ممثلين عن طالبان والحكومة الأفغانية إلى جاكرتا في عام 2019.
مساهمة إندونيسيا الأخرى في حل الصراع في أفغانستان هي استضافة مؤتمر ثلاثي للعلماء الإندونيسيين والأفغان والباكستانيين في عام 2018.
نتج عن المؤتمر ، الذي عقد في قصر بوجور الرئاسي ، “إعلان بوجور” الذي تضمن عددًا من النقاط المهمة للسلام وحل النزاعات في أفغانستان.
كما دعت الحكومة الإندونيسية عشرات الشباب الأفغان للبقاء في إحدى المدارس الداخلية الإسلامية في جاوة الوسطى.
بالإضافة إلى ذلك ، أضاف الاجتماع في أفغانستان في 2018 مع وزيرة المرأة من إندونيسيا كمتحدث رئيسي قيمًا إيجابية في نظر الشعب الأفغاني.
تعتبر إندونيسيا خاصة ، أحدها لأنها عقدت بنجاح مؤتمر المرأة العالمي.
قامت إندونيسيا أيضًا ببناء المركز الإسلامي الإندونيسي ، حيث يتسع مسجد السلام لـ 2500 مصلي. في قطاع التعليم ، تقدم إندونيسيا أيضًا منحًا دراسية جديدة للطلاب الأفغان.
زار الرئيس جوكو ويدودو كابول في يناير 2018.
في المستقبل ، تسعى جهود إندونيسيا للمساعدة في حل الصراع في أفغانستان إلى جسر السلام بين طالبان والجماعات غير التابعة لطالبان ، من خلال الدبلوماسية الثقافية ، والتي تسهل إحداها الحوار المكثف مع رجال الدين الإندونيسيين المعتدلين.
بالإضافة إلى ذلك ، يمكن لإندونيسيا تنفيذ دبلوماسية متعددة المسارات في أفغانستان من خلال المؤسسات الإنسانية مثل لجنة الإنقاذ الطبية في حالات الطوارئ (MER-C) التي بدأت الأنشطة الإنسانية في أفغانستان خلال الحرب الأولى (2001-2002) ، ويمكنها الآن أن تلعب دورًا أكثر نشاطًا. بعد الحرب.
وكالة معراج للأنباء
