منفذ عملية القدس.. لماذا لقب بـ”أسد الأقصى” وآخر ما كتبه قبل استشهاده!

الإثنين 9  محرم 1438 الموافق 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.

غزة

كشفت مصادر مقدسية عن هوية منفذ عملية القدس، والذي استُشهد على إثر قتله شرطيين احتلاليين في عملية إطلاق نار بالقدس المحتلة صباح اليوم. وهو الشهيد مصباح أبو صبيح (39 عامًا) من بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة.
ويعد الشهيد علمًا من أعلام القدس، ويطلق عليه “أسد الأقصى”، نظرًا لشدة حبه ودفاعه عن المسجد الأقصى المبارك في وجه ممارسات وانتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه المتواصلة.
واعتُقل الشهيد عام 2013 من منطقة باب حطة بالقدس القديمة، بتهمة الاعتداء على شرطي من وحدة “اليسام”، وتم الإفراج عنه، ولكنه فوجئ بعدها بإعادة فتح القضية ضده عام 2015، ليحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 شهور.
وكان من المفترض أن يسلم نفسه اليوم الأحد، لقوات الاحتلال في سجن “الرملة” لقضاء مدة محكوميته البالغة 4 أشهر، بتهمة الاعتداء على الشرطي الإسرائيلي، ولكنه نفذ عملية إطلاق النار في حي الشيخ جراح بالقدس، ولم يسلم نفسه، بحسب وكالة “صفا”.
وأُبعد أبو صبيح عن المسجد الأقصى ومدينة القدس عدة مرات ولشهور طويلة، حيث تتهمه سلطات الاحتلال بأنه من أبرز الشخصيات المقدسية التي لها علاقة بالأحداث التي تجري بالأقصى.
وصعدت سلطات الاحتلال خلال الأسبوعين الأخيرين من ملاحقته من خلال الاعتقال والتوقيف خمس مرات متتالية، وآخر اعتقال أفرج عنه بشرط الإبعاد عن القدس القديمة لمدة شهر، وقبلها تسلم قرارًا بمنعه من السفر لنهاية العام الجاري، واستشهد اليوم ولا يزال مبعدًا عن الأقصى لمدة 6 شهور.
ويتميز الشهيد بالشجاعة والقوة، والأخلاق الحميدة، وبغيرته على الأقصى والمرابطات، وما يتعرضن له من انتهاكات إسرائيلية ومنع من دخول المسجد، وهو من أبرز الداعمين والمشاركين بكافة النشاطات والفعاليات المساندة للأسرى داخل سجون الاحتلال.
وتعرض الشهيد عدة مرات للضرب والاعتداء من قوات الاحتلال، بسبب رباطه بالمسجد الأقصى، كما أصيب أكثر من مرة.

اقرأ أيضا  الجامعة العربية ترحب باستخدام أستراليا مصطلح الأراضي الفلسطينية المحتلة

لا تتركوا الأقصى وحيدًا:
ونقل نشطاء آخر ما كتبه الشهيد أبو صبيح على صفحته بـ”فيسبوك”؛ حيث قال: “كم أشتاق لعشقي لحبي، كم أشتاق وكنت أتمنى لو كنت آخر ما أراه وأقبله وأسجد على ثراه، أقبل ترابك وأصلي فيك ولكن هو الظلم وهم الظالمين، لن أشتاق لأحد كاشتياقي إليك، لن أحب أحد كحبي إياك”.
وأضاف: “ورغم سجونهم وحقدهم وجبروتهم وطغيانهم حبي لك يزداد قالوا 4 أشهر سجن لحبي إياك قلت والله قليل فعمري وحياتي وكل مالي فداه إن لم أستطع الوصول إليك بجسدي، فروحي وقلبي وعيوني ما فارقتك وما تركتك وما نسيتك ألحب الأكبر والعشق الأبدي حتى الممات.. الأقصى أمانة في أعناقكم فلا تتركوه وحيدًا”.

اقرأ أيضا  الجامعة العربية تبحث خطة عمل لمعالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية للإرهاب

وصيته:

كما بعث أبو صبيح برسالة إلكترونية إلى كل المجموعات التي كان منضمًا إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها “استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه أحبتي في الله و اخواني الأحبة، سامحوني أن أخطأت بحقكم أو قصرت مع أحد منكم اليوم بإذن الله سأسلم نفسي وسأخرج من كل المجموعات”.

كما طلب منهم “أن من يصل الأقصى فليبلغه شوقي وسلامي ومحبتي ومن استطاع منكم أن يصلي ويدعوا الله في صلاته لي فلا يبخل عليّ، فوالله ما كنت أحب إلا أن يكون آخر عهدي قبل تسليم نفسي إلا صلاة فيه”.

ونفّذ الشهيد، صباح اليوم، عملية إطلاق نار قرب مقر القيادة المركزية للشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس، فقتل شرطيين “إسرائيليين” وأصاب ستة آخرين.
وقالت القناة العبرية العاشرة إن المنفذ كان مسلحًا ببندقية آلية من طراز “M-16” وقنبلة يدوية.
وبحسب شهود عيان ووسائل إعلام إسرائيلية، فقد بدأ المنفذ، الذي كان يقود مركبته، بإطلاق النار باتجاه الجنود والمستوطنين في المنطقة الواقعة ما بين التلة الفرنسية وحتى محطة “شمعون هتسوديك” في القدس المحتلة القريبة من منطقة الشيخ جراح، وفق مصادر إعلامية صهيونية.
وذكرت القناة العبرية العاشرة أن مسلحًا داخل مركبة أطلق النار تجاه صهاينة قرب مقر الشرطة المركزي، وانتقل إلى منطقة أخرى؛ ليشتبك مع عناصر الشرطة؛ فأصاب عددًا منهم، قبل أن يُعلن عن مقتل اثنين منهم.
وحظرت المحكمة الصهيونية نشر تفاصيل عن العملية، فيما أعلنت شرطة الاحتلال عن إيقاف حركة القطارات الخفيفة بمنطقة العملية بالقدس، بحسب مفكرة الإسلام.

اقرأ أيضا  الأخرس: الاحتلال يستغل وجود السلطة واتفاقياته معها لمضاعفة الاستيطان بالضفة

وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.