من القواعد المساعدة لحفظ القرآن الكريم .. الخطة الواضحة

Ngaji

Ngajiالأحد،3شعبان 1435الموافق1 حزيران/يونيو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
محمود العشري
الخطة الواضحة
هذه القواعد هامة جدًّا في حفظ القرآن الكريم، ولكنها ليست أبدًا بديلاً عن القواعد الأساسية التي علمناها، وأنا أعلم أن كثيرًا من الراغبين في حفظ القرآن الكريم كانوا يتوقَّعون بعض هذه القواعد المساعِدة أن تكون هي الأساس في الحفظ، ولكن أبدًا والله، فإنك مهما أعددتَ العُدَّة وجهَّزت نفسك بهذه القواعد المساعدة، وبغيرها من القواعد، ولكن دون الاهتمام بالعشر قواعد الأساسية، فإنك لن تستطيع حفظ القرآن الكريم، ولو حَفِظته، فإنه قد يكون حجَّة عليك لا لك، وإلا فكيف تكون من حَفَظة القرآن الكريم وأنت لست مخلصًا لله – عز وجل – أو لا تعمل به، أو مرتكبًا للذنوب والمعاصي، ولم تَنْهَكَ آيات القرآن عن فعلها.
فخلاصة القول: إنك إن أعجبتْك هذه القواعدُ المساعِدة، فلا تنسَ أبدًا القواعد الأساسية؛ فإنها – بإذن الله – خيرُ مُعِين لك على الحفظ.
الخطة الواضحة:
كل عمل ناجح في الحياة يحتاج إلى خطة، والخطة لا بدَّ لها من هدف واضح، وهو هنا حفظ القرآن الكريم كاملاً، فلو بدأتَ الحفظ دون أن تَنوِي هذا الأمر، فإنك لا تدري هل نجحت أم فَشِلت في خطتك؟

والخطة أيضًا تحتاجُ معرفة الإمكانيات المتاحة، والإمكانيات المتاحة في هذا المقام تختلف من شخصٍ إلى آخر، ولا بدَّ أن تؤخذ في الاعتبار، فهذا الشخص يتَّصِف بقوة الذاكرة وسرعة الحفظ، وهذا شخص على خلاف ذلك تمامًا، وهذا شخص له ظروف في عمله تتيح له وقتًا طويلاً نسبيًّا دون عمل، وهذا شخصٌ آخر لا يتَّسِع وقته إلا للقليل جدًّا من الأعمال، وهذا شخصٌ يعمل في مجال الدعوة والخطابة، فهو إلى حفظ القرآن أحوج، وهذا شخص لا يعمل في هذا المجال، فليست حاجتُه كالأوَّل، وهكذا.. وعلى حسبِ هذه الظروف تختلف الخطة، وكل إنسان أدرى بظروف حياته.

اقرأ أيضا  كيف ضاع الأقصى؟ وكيف يعود؟

شيءٌ هامٌّ آخر في الخطة، وهو البُعْد الزمني فيها.. إذا كنتَ تريدُ أن تتمَّ حفظ القرآن كله، فلا بدَّ أن تحدِّد توقيتًا لهذا الأمر.. هل تريدُ أن تحفظَه في ثلاث سنوات، أو في خمس سنوات، أو في عشر سنوات، أو في أكثر، أو في أقل؟ لا بد أن تحدِّد فترة زمنية معينة، وتحدِّد أيضًا برنامجًا مرحليًّا واضحًا لهذا الحفظ، فماذا ستحفظُ في العام الأول؟ وماذا ستحفظُ في العام الثاني؟ وهكذا.

وفي رأيي – ومجال الاجتهاد في هذه النقطة واسع جدًّا – أن تجتهدَ في إتمام حفظ القرآن الكريم في خمسة أعوام، هذا إن كنتَ تبدأ من الصفر؛ أي: إنك لا تملكُ حصيلة قرآنية إلا النزر اليسير.

أما إذا كنتَ حافظًا لنصفِ القرآن، أو ربع القرآن، أو غير ذلك، فإن الفترة ستنقصُ بنفس النسبة، ولماذا خمس سنوات بالذات؟!

لقد قمتُ بحسبة بسيطة بناءً على بعض التجارب الشخصية، وأيضًا على استطلاعٍ قمتُ به وسط مجموعة من الحافظين للقرآن، أو لنصف القرآن، أو نحو ذلك، وقد استطلعتُ فيه المتوسط من القرآن الذي يستطيع الحافظُ أن يحفظَه في فترة زمنية معينة، وقد خلصتُ إلى أن المتوسط المعقول هو حفظ ربعٍ واحد في الأسبوع، بالطبع هناك مَن يستطيع حفظ أكثر من ذلك، كما أن هناك مَن لا يستطيع أن يحفظ هذه الكمية في الأسبوع، ولكن هذا متوسط، ومعلوم أن الجزء من القرآن ينقسم إلى ثمانية أرباع؛ أي: إنك تحتاج في هذه الخطة إلى ثمانية أسابيع لحفظ جزء واحد من القرآن الكريم، وبالتالي فإنك تحتاج إلى ثمانية وأربعين أسبوعًا لحفظ ستة أجزاء من القرآن – ثمانية وأربعين ربعًا – وهذا يمثِّل خمس القرآن؛ لأن القرآن ثلاثون جزءًا، ومن المعلوم أيضًا أن السنة اثنان وخمسون أسبوعًا، فسيتبقَّى إذًا في السنة أربعة أسابيع، وأنا أقترح أن تجعلها للمراجعة، فتراجع فيها ما حَفِظته من قرآن في هذه السنة؛ أي تراجع خُمس القرآن، وأنا أقترح أيضًا أن تجعل شهر المراجعة هذا هو شهر رمضان؛ حيث يستطيع معظم المسلمين أن يفرغوا أوقاتًا كافية لقراءة القرآن، ومراجعة المحفوظ منه، كما أنه يتيسَّر لك فيه كثيرًا أن تصلي قبل الفجر صلاةَ قيام الليل أو التهجد، فتراجع ما تشاء، ثم إنك تستمع إلى القرآن كاملاً من الإمام في صلاة التراويح، وتعود إلى الاستماع إليه في صلاة التهجد في العشر الأواخر، ولو أنعم الله عليك بسُنَّة الاعتكاف كانت هذه فرصة أعظم للمراجعة، إذًا أنتَ في هذه الخطة تكون قد حفظت خمس القرآن في سنة، وبالتالي فإنك تحفظ القرآن كاملاً في خمس سنوات.

اقرأ أيضا  القرآن الكريم شرف هذه الأمة

وقد يتكاسل مسلم ويقول: كنت أظن أن المهمة أسهل وأسرع من ذلك،هل سأنتظرُ خمس سنوات كاملة لأحفظ القرآن؟! إن هذا أمدٌ بعيد! وسبحان الله! أقول له: يا أخي الفاضل، كم خمس سنوات مرَّت عليك الآن دون أن تحفظ فيها شيئًا؟! إننا نتذكَّر جميعًا ما حدث في السنوات الخمس الماضية، إنها كانت قريبة جدًّا، ولو تذكَّرت ما حدث منذ خمس سنوات لاعتقدت أنه قد حدث بالأمس، فالوقت يمرُّ سريعًا، في كل الأحوال الوقت يمر سريعًا، فإما أن تستفيد منه، وإما أن تقصِّر فيه، وهو في النهاية يمر، ثم إن هذه الخطة الخمسية لمَن لا يحفظ أي شيء من القرآن الكريم، ولكن إن كنت حافظًا لخمسة أجزاء مثلاً، فأنت تحتاج إلى أربع سنوات فقط، وإذا كنت تحفظ عشرة أجزاء فأنت تحتاج إلى ثلاث سنوات فقط، وهكذا، ولا تنسَ أن أحلام الأمس هي واقع اليوم، وإن شاء الله ستكون أحلام اليوم واقعًا غدًا!
المصدر:الألوكة

اقرأ أيضا  الأحاديث الواردة في صيام عاشوراء والمراحل التي مر بها
Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.