نتنياهو يتخبط.. ماذا تدبّر “إسرائيل” لغزة..؟

غزة(معراج)- يرى مختصان في الشأن “الإسرائيلي”، أن الجبهة الداخلية للاحتلال تشهد حالة من التخبط الشديد، إزاء اتخاذ قرارات عسكرية بقرع طبول الحرب على قطاع غزة، مشيران إلى أن الاحتلال لم يدخل على مر التاريخ في أي حرب على أكثر من جبهة، لاسيما مع تزايد التوتر في الجبهة الشمالية.

وحسب المختصان، فإن اقتراب الانتخابات “الإسرائيلية” يؤجل قرار الحرب على غزة، والتسليم بعدم وجود حل سياسي للقطاع حتى اللحظة، محذران من أن الاحتلال “الإسرائيلي” لن يسمح بمراكمة القوة العسكرية المقاومة الفلسطينية في غزة بشن حربًا استباقية.

التحليلات “الإسرائيلية” عبر وسائل الاعلام العبري، تقول إن النقاش الأمنيّ في كيان الاحتلال “الإسرائيلي” يتركّز عشية الانتخابات المقررة في 17 أيلول (سبتمبر) القادم، على ما يجري في غلاف غزة، وتؤكد أن إطلاق الصواريخ المتكرّر من القطاع يجرّ انتقادًا، من اليمين واليسار، ضد ما يوصف بأنه سياسة متهاونة لحكومة نتنياهو إزاء تعاظم المقاومة الفلسطينية.

“تبريد جبهة غزة”

من جانبه، يرى المختص في الشأن “الإسرائيلي” حسن لافي، أن دولة الاحتلال على مر التاريخ تسعى ألا تحارب على أكثر من جبهة في ذات الوقت، مبينًا أن نتنياهو والمؤسسة العسكرية قبلوا أن يتم تبريد جبهة غزة مؤقتًا في ظل الانتخابات وعدم وجود حل سياسي لغزة حتى الأن.

اقرأ أيضا  حماس: تصريحات عباس تكرس الانقسام

وحول ما يُعدّ الاحتلال لغزة، حذر لافي لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن القرار واضح بان “إسرائيل” لن تستطيع الصمت على مراكمة القوة العسكرية في غزة، ذلك نجد الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين مقتنعون أن دولة الاحتلال تحتاج لشن حرب استباقية على قطاع غزة.

وتساءل لافي في حديثه: “هل تستطيع الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحمل الحرب وتعطيل الحياة لمدة أربعة شهور كما يتوقع الجيش الإسرائيلي؟”.

“اقناع الناخب الاسرائيلي”

وفي السياق، يتابع: “نتنياهو يدرك ان نشوب حرب مفتوحة على الجبهة الشمالية مرتبط بحسابات دولية واقليمية بعكس الحرب على غزة، مما يجعل عوامل وقف اندلاع الحرب على الشمال أكثر حضورًا منها على غزة”.

ويشير لافي، إلى أن نتنياهو لا ينوي شن حرب في الجبهة الشمالية، مضيفًا أن نتنياهو يحاول الاستفادة من مظاهر القوة “الإسرائيلية” لإقناع الناخب أنه مازال جدير بلقب رجل الأمن الأول في “إسرائيل”.

“جبهة واحدة”

على الصعيد ذاته، يرى الخبير الأمني والاستراتيجي محمود العجرمي، أن قادة الاحتلال العسكريين يخشون من اتخاذ قرار الحرب على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يقاتل في تاريخه أكثر من جبهة واحدة خاصة مع التوترات التي تشهدها الجبهة الشمالية.

ويقول العجرمي، لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “نتنياهو يعاني مأزقًا جديًا فقد جرّب على مدار عدوانه على غزة ولم ينجح في إنجاز اهداف سياسية حقيقية ضد المقاومة، وسقطت أيضا قيادات الاحتلال على مر السنين وكان اخرهم أفيغدور ليبرمان”.

اقرأ أيضا  صحيفة: إسرائيل تدعو مصر للضغط على حماس لإيقاف الإرباك الليلي

وأضاف أن نتنياهو يدرك جيدًا أن خيار الحرب على غزة، سيسقطه في إخفاقات جديدة وتدمر مستقبله السياسي، مشيرًا إلى أنه مرتبك تماما في التعاطي مع صواريخ المقاومة الفلسطينية الجبهة الجنوبية على مستوطنات غلاف غزة.

وأوضّح العجرمي، أن نتنياهو ليس بين “نارين” كما يقال، بل بين عدة نيران، منها قضايا الفساد والرشوة وتأكل شعبيته التي ظهرت من خلال نتائج الاستطلاعات، ناهيك عن التخوفات “الإسرائيلية المتوقعة حال انفجرت الجبهة الجنوبية والشمالية في ذات الوقت.

“أخر مغامرات نتنياهو”

وأردف: “ما يجري الأن هو أخر مغامرات نتنياهو التي ستضع حدًا لمستقبله السياسي في إدارة الشأن العام للاحتلال”، لافتًا أن النتائج أصبحت واضحة أن هناك تنسيق مواقف موحدة وتعاطي مشترك مع التصعيد ضد دولة الاحتلال من خلال التصريحات التي تصدر في فلسطين ولبنان وسوريا.

ويشير العجرمي إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة تتعاطي مع إرث كبير راكمت فيه نقاط قوة حقيقية وفرضت معادلات جديدة لقواعد الاشتباك مع الاحتلال تستند إلى تأكل قوة الردع للاحتلال “الإسرائيلي”.

“غزة رمال متحركة”

اقرأ أيضا  التصديق على بناء 176 وحدة استيطانية إسرائيلية في القدس

وشدد على أن المقاومة نجحت في خلال الاعتداءات “الإسرائيلية على مدار السنوات الماضية، في معادلة توازن الردع من جهة، وتوازن الرعب من جهة أخرى، ومعادلة قواعد الاشتباك أصبحت فيها المقاومة قادرة على فرض شروطها على الاحتلال.

ويلفت العجرمي أيضّا، أن قادة الاحتلال يعيشون مأزقًا واضحًا من خلال التصريحات، فتارة يتحدثون بأن المشكلة الرئيسية في الشمال مع حزب الله أو سوريا أو إيران، وتارة أخرى يقولون إن المشكلة هي الجبهة الجنوبية، كل ذلك يدلل على أن المقاومة نجحت المقاومة في إفشال الأهداف السياسية وأن “إسرائيل” غارقة في الرمال المتحركة على أعتاب غزة.

الجدير بالذكر، أن الاحتلال “الإسرائيلي” يعزز قواته العسكرية في الجبهة الشمالية والجنوبية، خشية من رد حزب الله أو سوريا، على ما قام به مؤخراً، خاصة بعد تهديدات السيد نصر الله، لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية.

وكالة معراج للأنباء

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.