غزة، مينا – في تحريض جديد على ارتكاب مزيد من جرائم جماعية بحق المدنيين، دعا وزير إسرائيلي إلى فرض المجاعة على الفلسطينيين بغزة واستهداف مخازن الغذاء، في محاولة لدفع السكان إلى الهجرة القسرية تحت الضغط والجوع، إمعانا بالإبادة التي ترتكبه بلاده بدعم أمريكي.
جاء ذلك في تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في مقابلة بثتها مساء الاثنين القناة السابعة العبرية.
وقال إلياهو، إنه “لا توجد مشكلة في قصف مخازن الوقود والغذاء”، مضيفا: “يجب على الغزيين أن يجوعوا”.
وينتمي إلياهو إلى حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية) بزعامة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وهو أحد أبرز وجوه اليمين الإسرائيلي الداعم لتوسيع الحرب على القطاع.
قراءة المزيد: إسرائيل ترفض الإملاءات الخارجية بشأن أمنها القومي
ودعا الوزير إلى تحرك عسكري ضخم ضد غزة قائلاً إن “الخطاب المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية يضعف القدرة القتالية”.
وأضاف: “كل هذا الكلام الغريب عن إدخال المساعدات لا يمت للأخلاق اليهودية بصلة”.
وتابع: “يجب أن نوقف إدخال المساعدات الإنسانية، وإذا سُئلنا عن الضغوط الدولية، فعلينا أن نفتح عليهم أبواب الجحيم، كما قال (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب”.
ومضى إلياهو: “ما دمنا نطعم من يضطهدنا ويقاتلنا، فإننا نؤذي مختطفينا وجنودنا الذين يُجبرون على العودة لمقاتلة أناس أقوياء بدلًا من إضعاف العدو”.
قراءة المزيد: إسرائيل تبدأ بإدخال مساعدات لغزة وسط تحذيرات من أزمة مجاعة
وفي سياق متصل، دعا الوزير الإسرائيلي إلى ممارسة ضغوط مباشرة على المدنيين، معتبرا أن “سكان غزة هم من دعموا حماس في 7 أكتوبر، وهم من يمنحونها قوتها”.
وأضاف: “حين تصبح الحياة صعبة على المدنيين، ستصبح كذلك على حماس”.
وأضاف إنه لو كان في غزة سكان يخافون على حياتهم “فعليهم تنفيذ برنامج الهجرة الذي ينبغي للحكومة الإسرائيلية أن تدعمه والذي يتم تنفيذه ببطء”.
وحسب قوله “يجب على إسرائيل أن تستغل الدعم الأمريكي وتتحرك بقوة”.
قراءة المزيد: الاحتلال الإسرائيلي يهاجم المستشفى الإندونيسي شمال غزة و55 شخصا تحت الحصار
وقال الوزير الإسرائيلي: “آمل أن نتمكن في نهاية المطاف من حسم المعركة ضد العدو، وأن نسخِر الأمريكيين أيضًا. لدينا دعم، ومن واجبنا استغلاله”.
ومضى قائلا: أي وضع يسمح لحماس أو غيرها من المنظمات المتطرفة برفع رؤوسها سيكلفنا الكثير من الدماء”.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من الشهر نفسه.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
قراءة المزيد: الملك سلمان يوجّه باستضافة ألف حاج فلسطيني من ذوي الشهداء والجرحى
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
وكالة مينا للأنباء
قراءة المزيد: إسرائيل تستهدف المستشفى الإندونيسي في شمال غزة