أسس تعليم المرأة المسلمة

الأحد،23جمادى الثانية1436//12أبريل/نيسان 2015وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.
أسس تعليم المرأة المسلمة
بدايةً اخترنا عنوان البحث الذي هو (أُسس تعليم المرأة المسلمة)؛ لأن البحث يدور حول الأسس الشرعية لتعليم المرأة المسلمة، وتزليل جميع العقبات، وحل جميع المشكلات التي تواجه تعليم المرأة المسلمة، وتحاول إبعادها عن التعاليم الشرعية، وانقيادها وراء العالم الغربي الذي لا يريد إلا نشر الفساد بين النساء التي هي أساس الأسرة، وأساس المجتمع؛ فهدم الأسرة يعني هدم المجتمع بأسره.

وتناولنا في هذا البحث:
أولاً مقدمة عن البحث، والذي تناول فيها مضمون البحث بصفه مختصرة وإجمالية، ثم تناول في الفصل الأول التعليم، وأفردنا له فصلًا خاصًّا به، تناولنا فيه المبحث الأول أهمية التعليم وأهدافه، وخلَصنا إلى أن التعليم حق من حقوق الإنسان الأساسية لتحقيق التقدم الاقتصادي، ولتقويم سلوكه في مختلف ميادين الحياة العلمية والاجتماعية، وهو من حق كل فرد ذكرًا كان أو أنثى، وخلصنا في هذا المبحث إلى أن للعلم عدة أهداف:
الهدف الأول: معرفة الله والإيمان به تعالى:
يقوم الإسلام على العلم لا على التسليم الأعمى، فمن خلال العلم يعرف الإنسان ربه ويؤمن به؛ قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ﴾ [محمد: 19].

والهدف الثاني التسخير: خلَق الله الإنسان في الأرض، وسخَّر له المخلوقات؛ ليقوم بتوجيهها على أحسن وجهٍ كما أمر الله – سبحانه وتعالى – ولن يستطيع الإنسان توجيهها إلا بالعلم.

والهدف الثالث: التربية والتزكية:
يقوم العلم على تربية المسلم تربية إسلامية، فما نص من القرآن والسنة إلا وله دلالة تربوية صريحة أو ضمنية؛ قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

كما أن من أهداف العلم أنه هو إرث الأنبياء، وأن العلم يبقى والمال يفنى، وأن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى؛ حتى تقوم الساعة، والكثير من فضائل وأهداف العلم تَمَّ الاقتصار على جزء منها.

وفي المبحث الثاني تناولنا ضرورة العلم للإنسان؛ حيث لم يأتِ الاهتمام بالعلم في شريعتنا الإسلامية هباءً؛ فللعلم ارتباط وثيق بالدين الإلهي الصحيح، الذي نزل من عند الله تعالى.

هذا الارتباط الذي يشير إليه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله وسلم – بقوله: ((العلم حياة الإسلام وعماد الدين)).

وتناوَلنا في المبحث الثالث عدم اختصاص العلم بالرجل دون المرأة، فالعلم لا يقتصر على شخص بعينه أو جنس بعينه، وإنما هو واجب على الجميع الرجال والنساء، ولهن دور كبير في التعليم والعلم؛ فالمرأة نصف المجتمع، ولقد أجمع العلماء والفقهاء سلفًا وخلفًا أن ما يجب تعلمه على سبيل فرض العين، فالمرأة فيه كالرجل على حد سواء، وذلك لسببين:
الأول: المرأة كالرجل في التكاليف الشرعية؛ لأن الإسلام كلَّفها بكل التكاليف التي كلف بها الرجل،اللهم إلا في بعض حالات خاصة أعفاها منها؛ إما لوجود المشقة والإخلال بالصحة؛ كإعفائها من الصوم والصلاة في أيام الحيض والنفاس.

والثاني: المرأة كالرجل في نيل الجزاء الأخروي، والآيات القرآنية الدالة على ذلك كثيره، ومنها: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 124].

وذكرنا العديد من الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على ذلك، وخلَصنا من هذه الأدلة إلى أن الإسلام أمَر بتعليم الفتاة العلم النافع والثقافة المفيدة، وأن من منع تعليم المرأة قديمًا، فكان سبب المنع منصبًّا على تعليم الشعر الفاحش والكلام الفارغ والأدب الرخيص.

ثم انتقلنا إلى المبحث الرابع ضمن الفصل الأول، وتكلمنا فيه عن أجواء التعليم للمرأة، وتكلمنا فيه عن السفر للتعليم وشروطه، وهل هو حرام أو حلال؟، وبينَّا أن السفر لا حرمة فيه، ولكن الأجواء المحيطة بالسفر هي من تحدِّد ذلك، وتناولنا أن التعليم التنصيري الذي يستهدف إقصاء الأدب، يؤدي إلى تحريم تعليم المرأة في ظل هذه الأجواء؛ حيث يهدف إلى الإفساد فقط، وتناولنا بعض الأقوال التنصيرية التي تدل على ذلك، وبعض الأقوال عن تحرير المرأة التي تهدف إلى الاختلاط، وصرْف المسلمات عن التفقه في الدين؛ حيث إنهم ما زالوا يحاولون في كل ناد بسْط سيطرتهم لتطويع المناهج والعقول وَفق غاياتهم، فليست المرأة المسلمة متعلمة إلا إن تعلمت – وَفق معاييرهم وشروطهم، ولغاتهم ومناهجهم – علمًا يُشوه فطرتها التي فطرها الله عليها، ويدفعها للخروج عن القيم التي فيها صلاحها وصلاح مجتمعها.

وتناولنا العديد من المشاكل التي يواجهها الطلبة المسلمون في المدارس التي تَملكها منظمات نصرانية؛ كمنع الحجاب والصلوات وغيرها، كما تناولنا أغراضهم في هدم الأخلاق، ونشر الفساد، وذلك بشغل المرأة المسلمة بأمور الدنيا عن الدين، ونزع الحجاب بالعديد من الطرق، والتدخل في عمل المرأة ومحاولة الزج بها في أعمال لا تليق بها، وذلك بالمزيد من التفصيل، ثم انتقلنا إلى المبحث الخامس، وتكلَّمنا فيه عن العلم الضار والعلم النافع، وتكلمنا عن شروط العلم؛ ليكون نافعًا غير ضارٍّ؛ مثل: أن يكون العلم في ذاته مما أوجبه الشارع أو استحبَّه أو أباحَه، وأن يكون غاية التعلم والتعليم وهدفه الإصلاح لا الإفساد، وأن يكون العلم موافقًا للفطرة، وتكلمنا عن ذلك بالزيد من التفصيل، وتكلمنا عن تعليم المرأة، خصوصًا هل هو من العلم النافع أم المذموم؟

وتناولنا واقع التعليم المعاصر، وتعليم الغرب، وخلصنا إلى تعليم المرأة على النظام الغربي الأوربي الذي لا يهوى إلا الإفساد والفساد، فهو من التعليم المحرم على المرأة، أما التعليم على الطريقة الإسلامية من عدم الاختلاط ومن الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف، فهو من التعليم المحمود المباح الذي يرعى الفتاة ويحفظها، ويحفظ من بعدها الجيل والنشء الذي تقوم بتربيته.

ثم انتقلنا إلى الفصل الثاني: خصوصية المرأة الجسدية، وتَمَّ تقسيمه إلى مبحثين: المبحث الأول: تعريف المرأة، وبعد مناقشة الموضع وآراء العلماء، خلَصنا إلى أن المرأة هي ذلك الكائن اللطيف، الذي يتحد مع الرجل في أصل الخلقة، ويختلف معه في البنية الفسيولوجية؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36]؛ أي: في البناء الفسيولوجي، وبالتالي في المهام التي تسند لكل، فالمرأة النصف الآخر من بناء المجتمع التي تأخذ نفس أحكام الرجل في التكليفات والعقوبات، وإن اختلفوا بعض الاختلافات في العبادات التي خفَّفها الله على المرأة نظرًا لطبيعتها الجسدية.

ثم انتقلنا إلى المبحث الثاني: خصوصية المرأة الجسدية والفسيولوجية، وتكلمنا فيه عن طبيعة المرأة الجسدية، وتركيبها وما يعتريها من تقلبات، فقد بُني جسم المرأة؛ ليتلاءم مع وظيفة الأُمومة مُلاءمة كاملة، كما أن نفسيَّتَها قد هُيِّئَتْ؛ لتكون ربَّةَ أسرة وسيِّدة البيت، وتناولنا بعض ما تتعرض له المرأة من تقلُّبات من المحيض، وبعض الأعراض التي تتعرض له المرأة في خلال هذه الفترة، والتي تؤثر على نفسيتها وطبيعتها، والتي خفَّف الله عنها العبادة أثناء ذلك، وتكلمنا عن الحمل.

ثانيًا: الولادة.

ثالثًا: النفاس.

رابعًا: الرضاعةُ: فوائد الرضاعة للوليد وفوائد الرضاعة للأم، ومُدة الرَّضاعة، وخلَصنا بعد مناقشة هذه التقلبات إلى الفروق الفيسيولوجية والتشريحية بين الرجل والمرأة، وكيف أن المرأة مضطرة للبقاء في البيت، وخاصَّة في فترة الحمل والولادة والرَّضاعة؟

اقرأ أيضا  المرأة المسلمة وتلاوة القرآن

سيتأكد لك بما لا يدع مجالاً للشك بأن الدعوة إلى خروج المرأة إلى التعليم أو إلى معترك الحياة، وترْك بيتها وأولادها وزوجها – هي دعوة جاهليَّة وبعيدة كل البعد عمَّا تقرره علوم البيولوجيا والطب، وهي دعوة تصادم الفطرة مصادمة واضحة، وتكون نتائجها وخيمة على الأُمِّ والطفل، والأب والأسرة، بل والمجتمع بأسْره، وأن لها طبيعة خاصه تميزها عن الرجل في مجال التعليم والعلوم التي يتم تدريسها والانتقال إلى المدارس والجامعات، لتلقِّي العلم وتوفير طرق بديلة للمرأة، تناسب طبيعتها الجسدية في مجال التعليم؛ من التعليم عن بُعدٍ، واستخدام الجامعات الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني الذي انتهجته بعض الدول الغربية، والتي تحاول بعض الدول العربية اللحاق به، واستخدام كل الوسائل المتاحة التي تناسب طبيعة المرأة الجسدية والنفسية، وتناسب تعاليم ديننا الحنيف.

ثم انتقلنا إلى الفصل الثالث: مذاهب العلماء في تعليم المرأة، وتناوَلنا فيه مبحثين: الأول: مذاهب العلماء في تعليم المرأة، وتناولنا ثلاثة مذاهب المذهب:
الأول: عدم تعليمهن أكثر من قراءة المصحف بدون فهمٍ، وهذا المذهب له أدلته وقد تَمَّ ذكرها، ثم تناولنا المذهب الثاني.
المذهب الثاني: تعليمهن وتربيتهن على منهاج دعاة التفرنج، وله أدلته أيضًا، وقد تَمَّ ذكرها، ثم تناولنا المذهب الثالث الوسط بين المذهبين، والذي قام بنقض المذهبين السابقين: المذهب الأول المتشدد، والمذهب الثاني الذي فتح الأمر على مصرعيه لتقليد الغرب، وخلَصنا إلى الرأي الراجح، وهو أن تعليم المرأة المسلمة له خصوصيات يجب أن تراعى في ديننا الإسلامي.

التعليم حق للمرأة كما هو حق للرجل مع الالتزام بما يمليه علينا ديننا الإسلامي من عدم الاختلاط، ومن تعليم العلوم المناسبة للمرأة، ومن مراعاة طبيعة المرأة الجسدية التي ذكرناها في الفصل الثاني: المبحث الثاني، ومن مراعاة تعليم المرأة العلوم التي يجب أن تتعلمها، وهي على نوعيين، فما تتعلمه المرأة نوعان[1]:
أ- فرض العين: وهو الذي تصبح به عبادتها وعقيدتها وسلوكها، وتُحسِّن به تدبير منزلها وتربية أولادها إن كان الفرق يلزم أمثالها التدبير والتربية.

ب- فرض كفاية:
ما الدنيا عن الدين، ونزع الحجاب بالعديد من الطرق، والتدخل في عمل المرأة، ومحاولة الزج بها في أعمال لا تليق بها، وذلك بالمزيد من التفصيل، ثم انتقلنا إلى المبحث الأخير إلى أن تشغل المرأة مكانها؛ لذلك ولذا لا بد من أن الأمة لقد تفاضه معينة للمرأة المسلمة تتجه فيه إلى طبيعتها والى مجتمعها ويكون عملها ليس نوعًا من المزاحمة وانما هو نوع من التكاملية لبناء مجتمع متكامل العناصر والاحتياجات وقتا للظروف والمتغيرات المعاصرة والحالية.

فالإسلام أمَر بتعليم الفتاة العلم النافع، والثقافة المفيدة، وإذا وجد من العلماء قديمًا من يمنع تعليم المرأة، فيكون المنع منصبًّا على تعلُّم الشعر الفاحش، والكلام الفارغ، والأدب الرخيص، والعلم الضار، أما أن تتعلم العلوم التي تنفعها في دينها ودنياها، وأن تقول الشعر الحكيم الرصين، والكلام المحكم المجيد، فلا يوجد من يَنْهى عن ذلك ويمنعه، وهذا هو القول الراجح في تعليم النساء وفقًا لتعاليم وضوابط الإسلام.

ثم انتقلنا إلى المبحث الثاني: والذي تكلمنا فيه عن شُبهات حول تعليم المرأة، وتناولنا عدة شبهات حول تعليم المرأة، الشبهة الأولى منها: الإسلام لا يشجع تعليم المرأة، وتم نقض هذه الشبهة، والرد عليها بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وخلصنا إلى أن الإسلام لم يكن مانعًا لتعلم المرأة وتقدُّمها في حضارة الحياة العلمية والعملية، ولم يكن مجحفًا في حقها، ومهينًا لكرامتها.

الشبهة الثانية: نصوص نهي المرأة عن التعلم: وهو عبارة عن بعض النصوص الضعيفة التي استعملها مُدَّعو هذه الشبهة، وتم نقضها والرد عليها، وعرْض نماذج للمرأة العالمة، وخلصنا إلى أن المرأة كالرجل في تعلم الكتابة والقراءة والمطالعة في كتب الدين والأخلاق، وقوانين الصحة والتدبير، وتربية العيال، ومبادئ العلوم والفنون، من العقائد الصحيحة والتفاسير، والسِّيَر والتاريخ، وكتب الحديث والفقه، كل هذا حسن في حقها، تخرج به عن حضيض جهلها، ولا يجادل في حسنه عاقل، مع الالتزام بالحشمة والصيانة، وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب، ومراعاة الجوانب الإسلامية في التعليم، ومراعاة خصوصية المرأة النفسية والجسمية وَفق ما يعتريها من تغييرات تؤثر على نفسيتها وجسمها؛ أي مراعاة خصوصية المرأة في تعليمها”.

ثم انتقلنا إلى الفصل الرابع: مشكلات تعليم المرأة، وتناولنا فيه عدة مباحث:
المبحث الأول: مشكلة الاختلاط، وتكلمنا فيه عن حرمة الاختلاط والأدلة على حرمته من القرآن والسنة النبوية الصحيحة، وأن الإسلام قد حرَّم جميع الطرق والأسباب والدواعي، والمقدمات التي تؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، ومنها الاختلاط، وتكلمنا عن جزور الاختلاط، وتلكمنا عن الآثار السلبية الناتجة عن الاختلاط، ومنها: ارتكاب الفواحش، وفعل القبائح، وبعض الدراسات عن ذلك.

ومن الآثار السلبية للاختلاط: تخنُّث الرجال واسترجال النساء، وبعض الدراسات عن ذلك، ومن الآثار السلبية أيضًا للاختلاط: انخفاض مستوى الذكاء، وضَعْف الإبداع ومحدودية المواهب، وإعاقة التفوق الدراسي.

ثم تكلمنا عن مقارنة بين منع الاختلاط بين الدراسات الإنسانية والشريعة الإسلامية؛ حيث إن الغرب بدأ في منع الاختلاط عندما علم بفوائده، وكان الإسلام أسبق في ذلك عن الدراسات التي تناولت منع الاختلاط؛ فقد سبقتها بالعديد من النصوص القرآنية والأحاديث، وذكرنا الدراسات الغربية، وبداية الغرب في منع الاختلاط، ثم ذكرنا الأدلة والنصوص التي وردت في القرآن الكريم عن تحرِّي الاختلاط، وخلصنا إلى أنه تتجلى مظاهر الإعجاز في الشريعة الإسلامية التي وضعت هذا النظام التربوي المحكم، الذي أثبتت الدراسات الحديثة ضمنيًّا جدارته في وقاية المؤسسات التعليمية من أكبر وأشهر المشكلات المنتشرة في المؤسسات التعليمية التي تطبق سياسة الاختلاط المفتوح بين الجنسين، فحفظ المؤسسات التربوية والتعليمية من مشكلات: انخفاض مستوى الذكاء والقدرات العقلية، وضَعْف التحصيل، وازدياد القلق…. إلخ، وذلك قبل هذه الدراسات الإنسانية.

ثم عرَضنا بعض الآراء المؤيدة للاختلاط والرد عليها من كتاب الله وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – وخلصنا إلى أنه لا ينتج من وراء الاختلاط إلا المفاسد.

ثم انتقلنا إلى علاج مشكلة الاختلاط بعد معرفة السلبيات والمخاطر المترتبة على الاختلاط، وتناولنا بشكل مفصل بعض الحلول؛ ومنها:
1- الفصل في أماكن التعليم.
2- اجتناب فتنة اللسان.
3- غض البصر.
4- منع تبرُّج الطالبات وسفورهن.
5- منع الخلوة بين الطلاب والطالبات.
6- عدم خروج الطالبات وسفرهن لأجل التعليم.
7- المناقشة العلمية الهادفة عند الضرورة.

ثم انتقلنا إلى مشكلة أخرى من مشاكل تعليم المرأة في المبحث الثاني، وهي مشكلة توحيد المناهج، وعلِمنا أن صياغة المناهج التعليمية في مختلف المعارف والعلوم مهمة خطيرة، وخلصنا إلى أنه لا بد من أن تقوم إستراتيجيات التعليم للمرأة على تحقيق الأهداف التالية:
أ- تخريج امرأة حسنة التعبد لربها.
ب- تخريج امرأة حسنة التبعل لزوجها.
ج- تخريج امرأة حسنة التربية لأبنائها.
د- تخريج امرأة حسنة الإدارة لبيتها.
هـ- تخريج امرأة حسنة الإعمار لمجتمعها فيما يخصها.

وعن الخلل في تعليم المرأة المتمثل في تماثُل منهجها التعليمي مع الرجل، بحيث يؤهلها للوظائف التي يؤهل لها الرجل؛ لأنهما أعدا بطريقة واحدة، ونالا دراسة واحدة، هو اعتداء على حقها، وإن هذه المساواة مرفوضة، وخلصنا إلى توحيد المناهج المترتب عليه عدة مشاكل:
1- تدني المستوى العلمي بسبب دراسة مواضيع لا تتناسب مع أحد لجنسين.

اقرأ أيضا  المرأة المسلمة بين التكريم الإلهي والتشويش الغربي

2- تدني التحصيل العلمي في بعض المواد لعدم استيعاب أو فَهم هذه المواد.

3- هناك مواد عملية لا حاجة للنساء بها؛ لأنهن لا يستطعن ممارستها.

4- تجعل الطالب أو الطالبة يدرس مواضيع، ويتعمق فيها وهو ليس بحاجة إليها، على حساب مواضيع أخرى هامة بالنسبة له، يدرسها دراسة هامشية.

5- إضاعة الوقت في دراسة ما لا يرغب.

وتكلمنا عن بعض الحلول المقترحة لعلاج هذه المشكلة، ومنها: ضرورة العناية بالفتاة المسلمة وتخصيصها بمنهاج نسوي يتناسب مع وظيفتها وما أعدها الله له؛ زوجةً، وأُمًّا، ورَبَّة بيتٍ، وعليه يجب أن تطرح بعض المساقات المتخصصة في جميع البرامج التعليمية، التي تتناسب مع هذه الوظيفة؛ مثل: الحقوق الزوجية، حقوق الأطفال، العلوم المنزلية، التغذية، التربية النسوية.

ثم انتقلنا إلى مشكلة أخرى لتعليم المرأة، وهي التحديات الخارجية التي تواجه تعليم المرأة المسلمة، وتناولنا العديد من المشاكل والتحديات، ومنها أولاً: المناهج الغربية، والغزو الفكري، وانعكاس الغزو الفكري على تعليم المرأة؛ حيث أحدث الغزو الفكري للعالم الإسلامي انقلابًا جذريًّا في تربية أجيالها؛ حيث تهدف المناهج الغربية إلى تكوين الإنسان العلماني انسجامًا مع فلسفتهم، الذي يهتم بالعلوم والثقافة الغربية أكثر من اهتمامه بدينه وعقيدته، وبالتالي يكون انتماؤه للفكر الغربي أكثر من انتمائه للفكر الإسلامي الأصيل.

وتكلمنا عن أساليب الغزو الفكري في التعليم، ومنها: الاختلاط، فالغزو الفكري يهوي إلى إفساد بنات وفتيات المسلمين؛ بداية من نزْع الحجاب، وإفشاء الفساد عن طريق الاختلاط، ونشْر المواد الغربية، التي لا تصلح لنا مطلقًا – فلا بد من الحرص كل الحرص على تجنُّب هذا الغزو الفكري الذي لا يريد إلا الخراب لبلاد الإسلام.

ثم تناوَلنا من معوقات تعليم المرأة المسلمة: التنصير وما يبغيه أصحاب المنهج التنصيري من نشر الفساد بين بنات المسلمين في مراحل التعليم المختلفة من نشر الفساد، وتكلمنا عن وسيلة التغريب لنشر الفساد بين النساء، وعن الابتعاث كأحد مشكلات تعليم المرأة المسلمة، وما يجره من مفاسد، وتناولنا أيضًا بعض التحديات الخارجية المتمثلة:
أولاً: الغزو الغربي للفكر العربي، ومُدَّعو تحرير المرأة، وأهدافهم الفاسدة، وأيضًا تكلمنا عن العالمية أو العولمة كأحد تحديات تعليم المرأة المسلمة.

ثم انتقلنا إلى الفصل الخامس: تعليم المرأة، وتناولنا فيه عدة مباحث: المبحث الأول: تعليم المرأة في عهد النبوة، وأثره في ظهور عالمات من النساء، وتكلمنا فيه عن:
أولاً: حرص النبي على تعليم النساء عن طريق:
1- وعظه – صلى الله عليه وسلم – النساء وتعليمه لهن.

2- إفرادهن بمجالس العلم بمجلس خاص.

3- حثُّه الرجلَ على تعليم أُمته وأهله.

4- حرصه على حضور النساء مجامع العلم والخير.

5- حرَص النبي – صلى الله عليه وسلم – على تعليم نسائه ووعظهن حتى في الليل، وكان هذا الاهتمام من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفقًا لمنهج الإسلام وتعاليمه التي يجب الالتزام بها.

ثانيًا: حرص المرأة على طلب العلم في عهد رسول الله؛ حيث إن المرأة كانت تطالب بحقها في طلب العلم، وتكلمنا عن الكثير من الأحاديث، وتكلمنا عن حرص المرأة على تحصيل العلم والمبادرة بطلبه، والحرص على تعلُّم العلم، والحرص على تعليم العلم بكل الوسائل.

سؤال المرأة عن أمور دينها، فهذه عدة أمور تناولناها عن حرص المرأة على طلب العلم في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

تناولنا أيضًا ثالثًا: تميز المرأة في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتمكنها من العلم وظهورها كعالمة، وتناولنا جوانب تمييز المرأة في عهد رسول الله، وذلك من خلال مراجعتها في طلب العلم، واستعمالها الحوار العقلي في التلقي، وتحقيق المسائل العلمية بالمناظرة والمحاورة، وتفوُّق المرأة على الرجال في سَعة الاطلاع، والاحتكام إلى المرأة عند الخصام والاختلاف، واستدراكها على الصحابة، وتفرُّد المرأة بروايات هي العمدة في الباب.

وتكلمنا أيضًا عن نماذج من النساء العالمات على عهد رسول الله – صلى عليه وسلم – واخترنا:
1- أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنها – عالمة بيت النبوة وفقيهة الأمة.

2- أم المؤمنين أم سلَمة – رضي الله عنها – (ذات الهجرتين).

3- أسماء بنت يزيد بن السَّكن (خطيبة النساء).

4- أم عطية الأنصارية – رضي الله عنها – (المحدثة المجاهدة).

5- الشفاء بنت عبدالله العدوية – رضي الله عنها – (أول معلمة في الإسلام).

ثم انتقلنا إلى المبحث الثاني، وتناولنا تعليم المرأة في الغرب، وتناولنا في هذا المبحث رأي أحد كُتاب الغرب في أن نهْج التعليم الغربي المختلط هو منهج خاطئ، وأن منهج الإسلام هو المنهج الأصلح للدراسة.

ثم انتقلنا إلى المبحث الثالث: التعليم عن بُعد، وأثره في تقدُّم المرأة، وتناولنا فيه أولاً: التعليم عن بُعد، تعليم المستقبل، وخبراء التعليم والاقتصاد والسياسة في الغرب يعتبرونه نظام التعليم في المستقبل بلا منازعٍ، وتناولنا أيضًا بنْدًا ثانيًا وهو مميزات التعليم عن بُعد والتعليم الإلكتروني.

1- استخدام آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في نقل العلوم حية ومباشرة إلى أقاصي الأرض.

2- تمكين الدارس من التواصل والحوار المسموع والمكتوب مع أساتذته وزملائه.

3- الاستغناء عن المباني الضخمة وما يتبعها من نفقات باهظة.

4- اختيار النخبة من الأساتذة في كل تخصُّصٍ على مستوى العالم، بصرف النظر عن مواقع إقامتهم.

5- الاختصار في عدد الأساتذة.

6- تمكين الدارس من الجمع بين العمل والدراسة.

7- تمكين ربات البيوت من مواصلة تعليمهن.

8- الاستغناء عن المواصلات اليومية التي تنقل الطلبة والأساتذة إلى الجامعات.

9- تخفيف ضغط السير في الطرقات، وتفادي إضاعة الوقت في ساعات الازدحام، والتقليل من تلوث البيئة.

10- إمكان تسجيل المادة التعليمية ووضعها على الإنترنت؛ ليستفيد منها الدارس في أي وقت شاء.

11- توفير المادة التعليمية في ملفات إلكترونية.

12- استخدام وسائط التقنية لنقل التجارب العلمية وشرْح أدق التفاصيل.

13- التوفير الهائل في النفقات.

14- التوفير في الهياكل الإدارية، وتخفيف الضغط عليهم.

15- الارتقاء بمستوى الطلاب في استخدامات الكمبيوتر والإنترنت.

16- تيسير أسباب البحث العلمي.

17- تعميم التعليم ونقله إلى كل بيت، وتأسيس مجتمع المعرفة الذي يجد فيه كل راغب فرصته في التعليم.

18- توسيع فرص القبول في الدراسات العليا.

19- الانعتاق من الروتين وقيوده.

20- ترسيخ مفهوم التعلم الذاتي.

21- تنمية الشخصية وغرْس الثقة في النفس، ورفْع مستوى الشعور بالمسؤولية الذاتية.

22- تهيئة فرص التعليم لفئات اجتماعية لا يستوعبها التعليم النظامي؛ كالمعاقين، وكبار السن.

23- توفير نسبة عالية من الجهد والوقت على كافة الجهات ذات العلاقة بالعملية التعليمية، يقدرها بعض الخبراء بنسبة 40%.

وتكلمنا أيضًا عن تطبيق التعليم عن بُعد في الدول الإسلامية، وعن تجربة التعليم عن بُعد في كلية البنات بالمملكة العربية السعودية، وتكلمنا عن فوائد التعليم عن بُعد بالنسبه للنساء، وبيَّنَّا أن التعليم عن بُعد أداة للنهوض بالمرأة المسلمة والعربية.

ثم وصلنا إلى الخلاصة وما ينتج عن البحث من نتائج، وأهم النتائج من البحث، وهي عبارة عن ثمانية عشر نتيجة؛ منها:
1- أن اهتمام الإسلام بالعلم وحرصه على طلبه، لم يقتصر على الرجال دون النساء؛ ولذلك نجد أن تاريخ الإسلام حافل بطالبات العلم والمتعلمات في مجالات علمية شتَّى.

اقرأ أيضا  المرأة المسلمة

2- أن للمرأة طبيعة خاصة، جسدية ونفسية، ولا بد من مراعتها عند وضع مناهج التعليم، وعند اختيار أماكن الدراسة، والعديد من الاستنتاجات من حرمة الاختلاط وتدارُك معوقات التعليم الخاصة بالبنات من توحيد المناهج والحركات التنصيرية، والعديد من النتائج موضحه بالبحث تفصيلاً، ثم انتقلنا إلى التوصيات الخاصة بالبحث، والتي تتمثل في:
1- أهمية إلقاء الضوء على دور المرأة العالمة في زمن النبوة بدراسات متخصصة، وحصر دقيق لجهودهن وأعمالهن المباركة؛ ليَكُنَّ مقصدًا وملجأً لمن يريد الاقتداء بهن من فتياتنا.

2- نشر مثل هذه السِّيَر العَطِرة، والنماذج الخيِّرة، في أوساط النساء والفتيات، عن طريق عقد الندوات والملتقيات الخاصة بهن – للتعريف بهن والاقتداء بسِيَرهنَّ.

3- الاستفادة من الأساليب العلمية التي كانت تتبعها العالمات في التلقي والأداء، وتعميمها على طالبات العلم للاستفادة منها، ومحاولة عقد الورش التدريبية من خلالها.

4- نشر الوعي لدى أولياء الأمور والمسؤولين، بضرورة تخصيص دروس علمية وتربوية للنساء، ومخاطبتهن بما يصلح لهن، في خصوصية تامة وبيئة آمنة.

5- دعم الأكاديميات العلمية الخاصة، والمعاهد الشرعية التابعة للجمعيات الخيرية، ماديًّا ومعنويًّا؛ لتقوم بدورها الرائد في صناعة عالمات فقيهات في الأمة.

6- وضع الخطط والبرامج العلمية المناسبة للمرأة، مع تنويع مصادر التعلم مباشرة وعن بُعد، تشجيعًا لتعليم المرأة المسلمة محليًّا وعالميًّا.

7- تحصين المرأة المسلمة من التغريب، بإقامة الدورات واللقاءات الحوارية، وتبصيرها بما يحاك ضدها من مؤتمرات واتفاقيات دولية، وتقديم نماذج قائدة لها لتقتفي أثرهن وتسير بسيرهن.

8- تجنُّب أهداف العلمانيين من التعليم، والتي تتمثل في:
أ- تهدف المناهج الغربية إلى تكوين الإنسان العلماني انسجامًا مع فلسفتهم، الذي يهتم بالعلوم والثقافة الغربية أكثر من اهتمامه بدينه وعقيدته، وبالتالي يكون انتماؤه للفكر الغربي أكثر من انتمائه للفكر الإسلامي الأصيل.

ب- جعل المقصود من التعليم هو تكوين الإنسان الموظف، فهي تعد الإنسان؛ ليكون موظفًا في الدولة، وبالتالي فحين تدرس الطالبة تكون مهيأة بعد دراستها لتدخل الوظيفة مثل زميلها الرجل، وبذلك تنتهي من أن تباشر مسؤوليتها الكبرى في تربية أطفالها؛ فهي لا تراهم إلا للحظات خاطفة، تكون خلالها مُرهقة الجسم، خائرة القوى، متوترة الأعصاب، مزعزعة العقيدة.

د- تم إهمال الجانب العملي التطبيقي؛ حتى يتخرج جيل يحفظ معلومات، ولا يوظفها، وإن وظفها يكون في المجال غير الصحيح.

ر- تَمَّ التركيز على الاتجاهات والقيم في المناهج المغايرة لعقيدة المجتمع الإسلامي، وتفريغ المناهج من القيم والاتجاهات الإسلامية؛ فلا بد من تجنب مثل هذه الاهداف العلمانيه وعكس الاتجاهات لتناسب ديننا وتعاليمنا الإسلامية.

9- إعداد دراسات وخطط متتابعة لتعليم المرأة؛ ولذا يجب على أهل العلم الشرعي بالتضامن مع أهل الاختصاص الاجتماعي والاقتصادي والتربوي ونحوهم – التداعي لصياغة التوجه الأسلم في قضية تعليم المرأة، وتحديد البرامج العملية لتحقيق هذه التوجهات المهتدية بأحكام الشريعة، ولرسم الآليات الواقعية لتنفيذها، على أن تكون هذه التوجُّهات والبرامج قائمة على أساسين: الأول: الثوابت الشرعية، من عقائد وأحكام ومقاصد، والثاني: الملاءمة الواقعية لمستجدات الحياة.

10- أن تكون المدارس التي تُعنى بهذا التعليم، مخصصة للبنات دون البنين؛ وذلك لمنع الاختلاط، ودفْع ضرره ولإقامة شرع الله، وأن تكون مدارس إسلامية، فلا يجوز التحاقهن بالمدارس العلمانية المستغربة أو الكافرة (الابتعاث مثلاً).

11- أن يكون القائم على هذه المؤسسات؛ سواء من حيث التسيير، أو التدريس – النساء دون الرجال، ويشترط فيهن الإسلام والتقوى والثقة الكاملة؛ حتى لا تتأثر الفتيات بالنمط الفكري للمُدرسة التي ليست على المنهج القويم، أو كانت من المستغربات، تجنُّبًا لما نسميه بالغزو الفكري.

12- التزام الفتاة في ذَهابها وإيابها إلى ومن المدرسة، أو حقل التعليم عمومًا – بالشروط المشروعة؛ كالحجاب، وعدم التطيُّب، وأن يكون في رِفقتها إلى المكان المقصود أحد محارمها، فلا يجوز للسائق مثلاً اصطحابها تجنُّبًا لوقوع الفاحشة.

13- وجود المؤسسة التعليمية في الحيِّز الذي توجد فيه الفتاة، فلا يجوز ابتعاثها مثلاً للخارج بحجة مواصلة الدراسة، أو سفرها إلى مدينة أخرى؛ لتَقطن بها وحدها، وتدرس وحدها دون توفُّر الشروط المشروعة السابقة الذكر.

14- الإشراف المباشر لولي الفتاة على تعليمها؛ بحيث يتعهدها بالمراقبة والاستفسار عن حالها في مقرها الدراسي؛ من الغياب والحضور، ومواعيد الفصول الدراسية وأوقاتها، لمتابعتها عن كثبٍ، لدفْع الشُّبهة والمفاسد التي يَزخَر بها المجتمع، واللبيب بالإشارة يفهم.

15- ألا يكون في متابعة الفتاة للدراسة عائق يمنعها من الزواج، كما يشهد لذلك الواقع.

16- يجب الأخذ بعين الاعتبار في تعليم المرأة، الأمور التي تخصها؛ سواء من الناحية الدينية، أو الدنيوية، خاصة ما يتعلق بتحقيق هدف إسلامي في الحياة العلمية للمرأة المسلمة في المستقبل.

17- ألا يكون في متابعة الفتاة للتعليم مخالفة للدين الإسلامي الحنيف؛ سواء من قريب، أو بعيد؛ لأنه لا خير يرجى من وراء تعليم يخالف دين الله – عز وجل.

18- ضرورة الاهتمام بتعليم الفتاة المسلمة ما يناسب طبيعتها لأهمية ذلك في إيجاد البيت المسلم والمجتمع المسلم والأجيال المسلمة.

19- استخدام التعليم عن بُعد، والذي يسهل على المرأة عبء الانتقال، وترْك المنزل، ويحميها من جميع مخاطر ترك منزلها، واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في ذلك، فهو الأنسب لتعليم المرأة.

20- الحذر من دسائس المستعمرين والمبشرين والمستشرقين، وما نفَثوه من سموم فكرية واجتماعية في مجال التحلل الخلقي والتشويه الحضاري والتربوي لعقيدتنا الإسلامية، وملاحظة أن الاستعمار الفكري أكثر بلاءً على الأمة من الاستعمار العسكري والسياسي، فالدسائس الاستعمارية استخدمت العلم والفكر استخدامًا غير أمين.

21- الإشراف على الوسائل الإعلامية الموجه بشكل خاص للمرأة، والتي تحث على تقليد الغرب في تعليمهم، والتعويض عن الفاسد منها بوسائل إسلامية فعَّالة، ومنها:
أ- إنشاء محطات فضائية مسلمة تختص بقضايا المرأة المسلمة والعمل على إبرازها بالصورة الإسلامية النقية.

ب- إنشاء إذاعات محلية خاصة بالمرأة المسلمة، وتكون القائمات عليها من المسلمات اللواتي صحَّ إسلامهن.

ج- دعم إصدار المجلات النسائية الإسلامية.

22- تخصيص مناهج مخصصة للبنات وتختلف عن الشباب، تنفعها في دينها ودنياها، وتناسب طبيعتها وحاجات المجتمع لها.

وأيضًا بعض الاقتراحات الخاصة بمناهج البنات، فهذه مقررات أساسية لا بد منها للبنات، بالإضافة إلى بعض المقررات الموجودة حاليًّا.
ومنها:
1- حسن التبعُّل.
2- تربية الأطفال:
وتشمل:
1- العناية بالرضيع.
2- الطفولة المبكرة.
3- الطفولة المتأخرة.
4- المراهقة.
5- تدبير الأسرة، أو ما يسمى في بعض المدارس (التدبير المنزلي)، وطرق تدريسها في بعض المدارس موضحه بالبحث تفصيلاً.

وهكذا نصل إلى نهاية البحث، فنرجو أن يكون قد وفَّقنا الله لما يحبه ويرضاه، وينفع الأمة الإسلامية، ونعتذر للجميع عن ضَعف الأسلوب في التعبير، وما كان من صواب، فمن الله، وما كان من خطأ، فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بَراء.

والله الموفِّق

________________________________________
[1] تطور النظرية التربوية؛ لصالح عبدالعزيز، 67.
-الألوكة-

Comments: 0

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.