صقلية، مينا – غادرت عشر سفن تحمل مساعدات إنسانية ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية، يوم السبت، ضمن ما يعرف بـ”أسطول الحرية”، في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. ويشارك في الأسطول قرابة ستين شخصا من خمس عشرة جنسية مختلفة، من بينهم برلمانيون فرنسيون وأوروبيون، في تحرك إنساني هدفه تسليط الضوء على المعاناة المستمرة في غزة.
وينتظر أن ينضم هذا الأسطول إلى “أسطول الصمود” الذي يتواجد حاليا قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية، ويضم أكثر من خمسين قاربا ومئات الناشطين القادمين من نحو خمس وأربعين دولة. وكانت بعض سفن أسطول الصمود قد انطلقت بالفعل من كاتانيا في الثالث عشر من سبتمبر/أيلول الجاري.
تحالف أسطول الحرية ومجموعة “ثاوزند مادلين” أكدوا في بيان نُشر على موقعهم الإلكتروني أن هذه المبادرات المدنية تؤكد أن المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة لن يتم إسكاتها أو ردعها، مشددين على أن معظم السفن المشاركة تحمل على متنها إمدادات طبية، وأغذية جافة، ومواد مدرسية تم تصنيفها كأولوية من قبل الفلسطينيين في غزة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد في كاتانيا يوم السبت، أوضحت المتحدثة باسم التحالف، تان صافي، ونقلته “مينا” أن النشطاء مصرون على مواصلة تحركاتهم مهما كلف الأمر، قائلة إنهم يبحرون لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني الذي حرم الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في تقرير مصيرهم وسيادتهم والتنقل بحرية، إلى جانب انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وأشارت إلى أن العديد من المحاولات السابقة لإيصال المساعدات قد تم اعتراضها من قبل إسرائيل في الشهور الماضية.
قراءة المزيد: أسطول الصمود على بعد 800 كيلومتر من غزة
كما دعت صافي الحكومات إلى أن تتجاوز التحرك المؤقت لحماية مواطنيها الموجودين على متن السفن، وأن تتحرك بشكل فاعل من أجل الفلسطينيين في غزة، في إشارة إلى إرسال إيطاليا وإسبانيا سفناً عسكرية لمرافقة الأسطول بعد تعرضه لهجمات بطائرات مسيّرة الأربعاء الماضي.
النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي، ميليسا كامارا، دعت بدورها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى حماية الأساطيل المشاركة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإنقاذ الأرواح، بينما حملت النائبة الفرنسية ألما دوفور حكومتها مسؤولية ما يحدث، مؤكدة أن مشاركتهم في الأسطول تأتي بسبب تقاعس الحكومات، مضيفة أنهم يغامرون بحياتهم لأن السلطات لم تتخذ خطوات لوقف ما وصفته بالإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل، والتي تدمر حياة مليوني فلسطيني في غزة، بالإضافة إلى ما يجري في الضفة الغربية.
وكانت التحركات الإنسانية قد بدأت أواخر أغسطس/آب الماضي، عندما غادرت قافلة سفن من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى في الأول من سبتمبر/أيلول من ميناء جنوة في شمال غرب إيطاليا، وانضمت إليها سفن من دول عدة ضمن تحرك دولي منسق.
ويهدف منظمو هذه الحملة إلى فتح ممر إنساني إلى قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه منذ ما يزيد عن ثلاثة وعشرين شهرا، في ظل حرب مدمرة أوقعت آلاف القتلى والجرحى وتسببت في تدهور غير مسبوق للأوضاع المعيشية.
قراءة المزيد: آلاف المحتجين بتل أبيب يطالبون بإنهاء الحرب على غزة
وكانت إسرائيل قد هددت في وقت سابق بمنع الأسطول من دخول ما وصفته بمنطقة قتالية، مشددة على أن الاقتراب من غزة يعد خرقا للحصار المفروض، بينما أرسلت كل من إيطاليا وإسبانيا سفنا عسكرية لمرافقة مواطنيها، وأكد وزير الخارجية اليوناني التزام بلاده بضمان مرور آمن للسفن عبر مياهها الإقليمية.
ويأتي هذا التحرك في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة مرحلة المجاعة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، في ظل الحصار المتواصل والتصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر منذ شهور.
وكالة مينا للأنباء
قراءة المزيد: إندونيسيا تقدّم مساعدات غذائية بقيمة 12 مليون دولار إلى غزة