أعمال متواصلة على ساحل مدينة غزة لتمهيد رصيف بحري يستقبل المساعدات
غزة ، مينا – تواصلت، الخميس، أعمال تمهيد الرصيف البحري في منطقة تقع تحت سيطرة القوات الإسرائيلية جنوب غربي مدينة غزة، بهدف استقبال السفن التي تحمل مساعدات للقطاع، وذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة للشهر السادس على التوالي.
وأفاد مراسل الأناضول، أن آليات كبيرة تقوم بنقل مكعبات إسمنتية من ميناء مدينة خانيونس (جنوب) إلى مدينة غزة (شمال)، بالقرب من منطقة البيدر، التي تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية.
ورصدت عدسة الأناضول، شاحنات تنقل المكعبات الإسمنتية من خانيونس إلى ميناء غزة المؤقت، في إطار تمهيد الطرق والرصيف البحري على ساحل جنوب غربي مدينة غزة.
وقال الفلسطيني محمد النونو (سائق رافعة) للأناضول: “نحن نعمل على نقل المكعبات الإسمنتية من ميناء خانيونس إلى الميناء العائم الجديد في مدينة غزة”.
وأضاف النونو: “نعمل منذ ثلاثة أيام على نقل المكعبات الإسمنتية، استعدادًا لوصول السفن التي تحمل المساعدات من قبرص”.
وأشار إلى أنه “منذ ثلاثة أيام، نقلت عشر شاحنات من خانيونس إلى مدينة غزة بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي”.
والثلاثاء، أفاد شهود عيان للأناضول بأن آليات ثقيلة تعمل بالقرب من منطقة البيدر، التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية المتوغلة للقطاع، على ساحل جنوب غربي مدينة غزة، وعربات كبيرة تقوم بنقل كتل أسمنتية وتمهيد طرق هناك.
وذكر الشهود أن عشرات المعدات والآليات الثقيلة الفلسطينية وعمال فلسطينيين بدأوا بالعمل هناك، وتقوم جرافات بفتح الطرق من الركام الناتج عن القصف الإسرائيلي على ساحل المدينة.
ولم يتسن لمراسل الأناضول الحصول على معلومات من مسؤولين فلسطينيين بهذا الخصوص، غير أن هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، قالت إن منظمات إغاثة دولية بدأت في الأيام الأخيرة ببناء رصيف بحري على أحد الشواطئ شمالي قطاع غزة بموافقة إسرائيلية.
وأضافت أن هذا الرصيف سيسمح لسفن المساعدات الإنسانية بالرسو، بينما لم تدل بتفاصيل عن جنسيات المنظمات التي تقوم ببناء الرصيف.
وفي خطاب “حالة الاتحاد” في 8 مارس/ آذار الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت قرب ساحل غزة، مبينًا أن المزيد من المساعدات الإنسانية ستدخل إلى غزة بحرًا عبر الميناء.
وفي نفس اليوم، أعلن رئيس قبرص الرومية نيكوس خريستودوليدس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اقتراب فتح ممر بحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
والأربعاء، أعلن الجيش الأمريكي، توجّه عدد من سفنه إلى غزة لإنشاء ميناء “مؤقت”، يسمح بتسلم مساعدات إنسانية للقطاع الذي تحاصره إسرائيل.
والثلاثاء، قالت مؤسسة “وورلد سينترل كيتشن” الخيرية في منشور عبر منصة “إكس”، إن سفينة إغاثة لغزة أبحرت الثلاثاء، وتحمل نحو 200 طن من الطعام، كالأرز والدقيق والبقوليات والخضراوات المعلبة والبروتينات.
وأضافت أن فريق الإغاثة التابع لها يعمل بالتعاون مع هيئة الإمارات العربية المتحدة للتنمية، ووزارة الخارجية في قبرص الرومية، على إرسال أكبر عدد ممكن من قوارب المساعدات.
من جانبه، قال مالك المؤسسة خوسيه أندريس، في منشور عبر منصة “إكس”، الثلاثاء، إنه بينما انطلقت السفينة في إطار الرحلة الأولى للقطاع الفلسطيني، يجري إنشاء رصيف المراكب الصغيرة على قدم وساق” في غزة.
ولا يعرف على الفور متى تصل السفينة إلا أنها قد تستغرق نحو يومين للوصول لغزة.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها السادس، تتفاقم معاناة سكان القطاع ولا سيما مناطق الشمال والوسط، جراء حصار مشدد جعل الغذاء شحيحا حتى باتوا على حافة مجاعة حقيقية، وفق الأناضول.
وفي محاولة لتدارك الأزمة، تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوا على مناطق شمالي القطاع، إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
وكالة مينا للأنباء