أكاديميون يدعون إلى تفعيل قيم التسامح والمحبة التي دعا إليها الإسلام
الأربعاء،11 رمضان 1435الموافق9 تمور/يوليو2014 وكالة معراج للأنباءالإسلامية”مينا”.
الأردن-عمان
اجمع مفكرون واكاديميون مؤخرا على ضرورة ان نفرق بين الاسلام كدين والمسلم كانسان الذي اذا سلك مسلكا يتفق مع دينه فهو المسلم الحق وان خالف في سلوكه فانه يمثل نفسه ولا يمثل الاسلام .
ودعوا الى تفعيل قيم التسامح والمحبة التي دعا اليها الاسلام السمح .
استاذ الاديان في جامعة ال البيت ونائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي قال ان علينا ان نعترف بان مساحة سوء فهم الاسلام لا تقتصر فقط على الغرب والاعلام الغربي بل تمتد ايضا لتشمل مناطق واسعة من العالم .
وبين لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان الصورة المأخوذة عن الاسلام بشكل مشوه والتي لا تمت الى حقيقة الاسلام بصلة سواء في الاعلام او الادبيات او الكتابات المختلفة ناتجة في الاساس من الداخل العربي والداخل الاسلامي , مؤكدا اننا نتحمل المسؤولية الكبرى والاساسية عن تلك الصورة الخاطئة والمشوهة الموجودة اليوم .
وقال : نحن نريد تعديل الصورة المشوهة عن الاسلام ، لانها اصبحت خطرا حقيقيا يتهدد حياة ابنائنا مشيرا الى وجود جماعات تمارس سوء الفهم للاسلام من خلال القتل والتدمير باسم الاسلام .
وطالب بضرورة العمل من اجل مواجهة الصورة المشوهة عن الاسلام بان نعيش قيم الاسلام الحقيقية وان ننظف انفسنا من الداخل وما لحق بنا وبممارساتنا الخاطئة وان نعيد للاسلام صورته الحقيقية وهي صورة الرحمة والتسامح .
ولفت الدكتور الحافي الى رسالة عمان , اذ ان المعهد الملكي للدراسات الدينية يقوم بجهد كبير لنشر مضامين الرسالة عبر مشروع كبير ، من خلال نشر روح القيم الاسلامية والاسلام المعتدل وسماحة الاسلام ، والعمل على اعادة الصورة الحقيقية للاسلام وتوضيح وتنقية هذه الصورة من خلال انشطة على ارض الواقع .
وقال ان المعهد سيعقد مؤتمرا في منتصف اب المقبل حول صورة الاسلام والخوف من الاسلام .
نائب رئيس جامعة ال البيت لشؤون الكليات الانسانية الدكتور محمد سميران قال انه تم الاساءة والتشويه لصورة الاسلام من قبل وسائل اعلام من خلال مجموعة من المتشددين المسلمين الذين يظهرون ان الاسلام صورة عنهم اضافة الى ان بعض وسائل الاعلام يحجب المنصفين لتوضيح صورة الاسلام المتسمة بالتسامح والعدل والمحبة .
واضاف ان رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم هي كالسراج المنير الذي امتد لاكثر من 14 قرنا وان ما يحدث الان من اساءة للاسلام غير صحيح من حيث انه قام على الحرب والقتل .
وقال ان ضعف الدول العربية والاسلامية في نشر قيم الاسلام وانتشار المذهبية والعقائدية التي انتشرت في المجتمعات ادت الى الاساءة له مضيفا ان الاسلام صورة نقية ، لكن التطبيق العملي لبعض المسلمين ادى الى تشويه صورته مشيرا الى ان رسالة عمان دعت الى تطبيق ما جاء في القران الكريم والسنة النبوية ,اذ يقول الله سبحانه وتعالى ” وكذلك جعلناكم امة وسطا ” .
ولفت الى قول الامام القرافي ” ان تجار المسلمين نشروا الاسلام بالتسامح والمحبة وان التاجر المسلم كان يبيع لغيره وكأنه يشتري لنفسه ” وقال ان هذا خير دليل على ان الاسلام هو دين المحبة والاخاء بحيث انتشر ووصل الى اكثر من 500 مليون في دول شرق اسيا .
ودعا الدكتور سميران الى التطبيق العملي الصحيح للاسلام والتحلي باخلاقياته والدعوة الصالحة والقدوة الحسنة والاخلاق الفاضلة خاصة في ايامنا هذه بشهر رمضان المبارك مشيرا الى قول الرسول الكريم ” بعثت لاتمم مكارم الاخلاق “.
استاذ التفسير وعلوم القران في الجامعة الاردنية , رئيس جمعية المحافظة على القران الكريم الدكتور محمد المجالي قال ان الاسلام رسالة شاملة وان الشمولية تقتضي مبدأ التسامح والحوار واحترام الاخر ، مشيرا الى ان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حثت على هذه المعاني .
وقال : نحن كمسلمين قد نسيء الى الاسلام العظيم في بعض تصرفاتنا وسوء فهمنا له , مؤكدا انه وبناء على ذلك فان التحديات كبيرة امام العلماء والمفكرين .
ودعا الدول الاسلامية والمؤسسات والوزارات ومختلف وسائل الاعلام الى اظهار صورة الاسلام السمحة والناصعة .
واشار الى رسالة عمان وقال ان جهود العلماء والمفكرين الطيبة اسهمت بتجلي صورة الاسلام الحقيقية فهي بحاجة الى دعم وهمة وتسخير الاعلام تحديدا لأخذ مكانه في توضيح صورة الاسلام السمحة .
وقال المجالي ان الرسالة هي عبارة عن بيان وقع عليه علماء المسلمين على اختلاف توجهاتهم ، ومطلوب التفاهم والحوار بين المسلمين وتعظيم الحرمات وان اخر ما دعا اليه الرسول الكريم ( ان دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هذا ، أَلا لا يَجْنِي جَانٍ إِلا عَلَى نَفْسِهِ … ) موضحا مبدأ الاحترام والحوار الذي دعا اليه الاسلام .
استاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور امين القضاة قال ان من يرجع الى النصوص القرانية يجد ان الله سبحانه وتعالى حين بعث الرسول عليه الصلاة والسلام كانت مهمته اجراء الحوار مع اصحاب الديانات السماوية ، علما بان مجتمع مكة كان وثنيا ، لكن كانت هناك توجهات الهية للتواصل مع اهل الديانات كافة .
واشار الى قوله تعالى ” وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ” وقال ان هذا التصور الاسلامي بصيغة العلاقة مع الديانات هو جزء من عقيدة المسلم ، وان رسالة محمد عليه السلام هي استمرار لرسالة الانبياء السابقين والتي تدعو لعبادة الله عز وجل وتوحيده .
واشار الى ان ما يجري الان ان بعض المغرضين من كل الديانات وبعض العلمانيين احيانا يحاولون ان يوجدوا شرخا بين العلاقة الحقيقية العقائدية بين المسلمين انفسهم .
وقال ان التسامح والتعاون من القيم الاسلامية العالية التي تحث على تنمية القيم العظيمة الانسانية وتنمية روح المواطنة وبناء الانسان والشباب بعيدا عن المفاسد والانحرافات الدخيلة على الاديان .
واضاف: نحن جميعا نتعاون على بناء هذه القيم العليا القائمة على التسامح والتعاون وبناء روح الشباب الذي يسعى لوحدة الامة والرجوع الى القيم السلامية .
واشار الى ان رسالة عمان مستوحاة من الفكر الاسلامي العظيم وابراز الصورة المشرقة لطبيعة العلاقة بين الاسلام والمسلمين وهي موضع اجماع بين علماء المسلمين من اقطار مختلفة وتوجهات متعددة .
وطالب القضاة بان تكون رسالة عمان متطلبا جامعيا لانها ستحدث تغييرا جذريا لطبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم وتهذب الكثير من القضايا السائدة التي تدعو الى الاقليمية والطائفية والعنصرية والعنف الطلابي .
عضو مجلس الاعيان سابقا عبد المجيد الذنيبات قال ان الاسلام العظيم جاء على يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لانقاذ البشرية برسالة سمحاء منزلة من السماء اصطفاه الله ليكون منهجا صحيحا للانسان لحفظ حريته وكرامته والربط بين عمل الدنيا والاخرة ، موضحا ان عمل الدنيا مربوط بالاخرة ، فالاسلام دين المحبة والثواب والتوافق .
واشار الى ان الرسول الكريم مكث في مكة ثلاثة عشر عاما يوضح رسالة الاسلام التي تتميز بالتسامح والمحبة, فالدين الاسلامي دين الحكمة، والذي يخطب فيه الانسان خطابه اليومي ، فهو ضالة المؤمن التي امرنا الرسول الكريم باتباعها وتعتبر من ابواب الخير التي ارتآه الله سبحانه وتعالى لنا .
ودعا الذنيبات الى العمل على توضيح رسالة الاسلام الصحيحة وموقفه من الاخرين انطلاقا من قوله تعالى ” ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” .
وقال ان الاسلام انتشر بالدعوة والمعاملات الطيبة في العالم اجمع ، فاندونيسيا اكبر دولة اسلامية امن اهلها بالاسلام دون حرب بل بالحكمة والموعظة الحسنة والتخاطب لمصلحة المسلم مشيرا الى ان رسالة عمان جاءت على ايدي علماء مسلمين بينوا رسالة الاسلام السمحة التي تقوم على محبة الناس وتحقيق امالهم ونفع المجتمع وهي الصورة الحقيقية للاسلام .
مدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور شحادة العمري قال ان الاسلام هو دين الله تعالى وان التاريخ اثبت بدءا من نزول القران الكريم ان الاسلام هو دين الحياة .
واضاف ان النبي عليه الصلاة والسلام الذي انزل عليه القران الكريم كان خلقه القران في الاقوال والافعال ليكون قدوة للناس , وان على من اراد ان يعطي الصورة الحقيقية ان يسلك مسلك الرسول واصحابه الكرام .
واشار الى اننا بحاجة الى دعاة ومسلمين قلوبهم مليئة بالايمان ليكونوا كالمغناطيس الذي يجذب الحديد وهم يجذبون الناس للاسلام بسلوكهم .
وقال العمري ان الوثيقة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة تدل على السلم والتعامل والسلوك القويم ، وان رسالة عمان تتصل بهذه الوثيقة, فالاسلام محفوظ بحفظ الله تعالى , وان علينا ان نفرق بين الاسلام كدين والمسلم كانسان الذي ان سلك مسلكا يتفق مع دينه فهو المسلم الحق وان خالف في سلوكه فانه يمثل نفسه ولا يمثل الاسلام , فدين الاسلام هو دين السلام والحياة وهو ما يدعو الناس الى تفهم هذه الحقيقة الكبرى،وفق السبيل.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية”مينا”.