أمل الجزائرية تجمع حماس وفتح تحت سقف واحد
الأربعاء 14 ذو القعدة 1437/ 17 أغسطس/ آب 2016 وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”.
“رحلت جسداً وبقيت روحاً وفكراً”.. عبارة تلخص حياة المناضلة الجزائرية آمال مرابطي، فعلى الرغم من أن الموت غيب كتاباتها عن المشهد الفلسطيني، إلا أنها استطاعت بعد موتها أن تعمل لأجل القضية الفلسطينية، وكان لها أن تجمع شمل الفلسطينيين خلال حفل تأبيني نظمته هيئة شؤون الأسرى والمركز الثقافي الجزائري برعاية الرئيس محمود عباس تكريماً لدورها المناصر للقضية الفلسطينية.
وحضر حفل تأبين مرابطي عدد من قيادات حركة (حماس)، إلى جانب قيادات وكوادر من حركة (فتح) إلى جانب القوى الوطنية والإسلامية عدد كبير من الأسرى المحررين ومبعدي كنيسة المهد.
والإعلامية الجزائرية آمال مرابطي (33 عاماً) -توفيت في حادث سير “مؤسف”- كانت من المدافعين الأشداء عن القضية الفلسطينية، واستطاعت أن تسطر بقلمها حكايات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وإبراز دورهم النضالي نحو الحرية والاستقلال، وكتبت عن معاناتهم وأمالهم وأحلامهم من أجل أن يبقوا صامدين خلف القضبان والأسلاك الشائكة التي تخيم في ظلالها على ظلم السجان وعتمة المكان.
وعملت الراحلة لأكثر من سبع سنوات متواصلة ضمن ملفات خاصة بالأسرى وبالتنسيق والتعاون مع مسؤول ملف الأسرى في سفارة فلسطين بالجزائر والناشطين بمجال الأسرى في فلسطين، وأيضا ضمن ملحق الشعب المقدسي والذي كان يصدر منذ العام 2009 مع اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية وثلاث سنوات ضمن ملحق صوت الأسير والذى كان يصدر أسبوعيا ضمن صفحات جريدة الشعب الجزائرية، ولا ننسى مشروعها الذي لم يكتمل ألا وهو كتاب الأسرى.
وعكفت مرابطي قبل فترة وجيزة من وفاتها على إعداد كتاب يتحدث عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وقضيتهم، وتواصلت مع عدد كبير من الأسرى القدامى، كذلك تواصلت مع عددٍ من المختصين في شؤون الأسرى للوقوف الدقيق على معاناة الأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وبدأ الحفل بعرض شريط مصور عن حياة الصحفية آمال ونشاطاتها وعملها الدؤوب في إيصال رسالة الأسرى الفلسطينيين الذين يقبعون تحت الاحتلال.
القيادي في حركة (فتح) د. عبدالله الفرنجي -تحدث نيابة عن الرئيس محمود عباس- عن مآثر الفقيدة مرابطي، قائلاً : مرابطي كانت جزائرية الهوية وفلسطينية الهوى لم تترك بابا إلا طرقته لتوصل صوت الأسرى وصرخاتهم وتنتصر لهم ولحقهم في الحرية والإنسانية.
وأضاف: كانت على تواصل يومي معهم تنقل معاناتهم اليومية وممارسات السجان عليهم والتي تفتقد للإنسانية والرحمة (..) وقد عملت على تقوية أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين الفلسطيني والجزائري والتي هي راسخة وثابتة منذ أمد بعيد.
من جانبه، ثمن مدير عام قوى الامن الداخلي المحرر توفيق أبو نعيم دور الإعلامية مرابطي المناصر لقضية الأسرى والمحررين من خلال كتاباتها الصحفية.
وشدد أبو نعيم في كلمة القوى الوطنية على قوة العلاقة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني.
بدوره، عبر بسام المجدلاوي مدير عام شؤون الأسرى في وزارة شؤون الأسرى والمحررين “عن حزنه العميق وجميع الأسرى الذين كانت تناصرهم آمال وفقدانهم صوت حي وقوي كان مستمراً معطاءً دون كلل في نصرة قضايانا الوطنية وعلى رأسها قضية الأسرى”.
وثمن مبعدو كنيسة المهد في غزة والدول الاوروبية الدور الكبير الذي كانت تقوم به الاعلامية آمال مرابطي في مساندة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وأكد فهمي كنعان الناطق باسم مبعدي كنيسة المهد خلال الحفل أن الاعلامية آمال مرابطي كانت عاشقةً فلسطين، وكانت سفيرةً للأسرى في سجون الاحتلال حيث انها كانت تولي القضية الفلسطينية قدراً كبيرا من الاهمية، وهذا ان دل فإنما يدل على مكانه القضية الفلسطينية في عقل وقلب الاعلامية المرحومة آمال مرابطي خاصة والشعب الجزائري بشكل عام.
بدوره، أكد الأسير المحرر رأفت حمدونة أن الفقيدة المرابطي كانت من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية وخاصة عن قضية الأسرى.
وقال حمدونة لـ”فلسطين اليوم”: مرابطي استطاعت أن تشكل نقطة فارقة في مناصرة العرب للأسرى الفلسطينيين من خلال نقلها لمعاناة الأسرى إلى العالم العربي (..) مرابطي لم تكن مناصرة عادية، بل كانت مناصرة قومية وإسلامية وعروبية أصيلة، وكانت تناصر قضية إنسانية وقومية عربية أصيلة وهي قضية الأسرى.
واضاف: استطاعت مرابطي من خلال كتاباتها أن توقظ الضمير العربي، وان تُلفت انتباهه إلى قضية الأسرى العادلة، واعتقد أن فكر وروح آمال لازالت بيننا ولن تموت وسيلحق بفكر آمال آلاف المناصرين للأسرى وللقضية الفلسطينية.
وتابع: آمال لم تموت، وبقيت فينا فكراً وروحاً واثراً، وأكبر دليل أنها استطاعت خلال حفل التكريم لم شمل الفلسطينيين بما فيهم حماس وفتح تحت سقف غرفة واحدة وقلما نجد تلك اللقاءات، وهذا دليل أنها استطاعت حشد الكل الجزائري والفلسطيني وراء قضية الاسرى.
وكالة معراج للأنباء الإسلامية “مينا”
Comments: 0